شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2008-06-03
 

نـواف حـردان: نتـذكـرك

الأمين لبيب ناصيف

في أول حزيران عام 2000 وبعد حوالي اسبوع على تحرير الجنوب اللبناني وقد امكنه ان يشارك عبر شاشات الاعلام المرئي مشاهد الفرح والزهو والانتصار، غادرنا الروائي والاديب والصحافي نواف حردان بعد حياة مليئة بالجهاد والعطاء، وهو الذي ابى ان تبتلعه ارض البرازيل، فعاد الى وطنه ليوارى الثرى في بلدته راشيا الفخار في حشد قلّما شهدته منطقة العرقوب.

ماذا عنه؟ نذكّر به كل من عرفه وقدّر فيه جهاده وتميزه في الرواية والادب والتاريخ، ونعرّف به من لم يقرأ له او تعرّف على انجازاته. ولكل أدبائنا وشعرائنا وكتّابنا نقدم واحداً من أبرز من كتب رواية تاريخية، عساهم وهم يقرأون رواياته وكتبه يدركون معنا اية خسارة مُني بها عالم الادب والرواية برحيل "أمير الرواية" نواف حردان.

*

- ولد في بلدة راشيا الفخار (حاصبيا) عام 1922 وفيها تلقى علومه الأولى ثم أكمل تعليمه الاعدادي والثانوي في المدرسة الأسقفية في صيدا.

- بعد تخرجه مارس التعليم في كل من القنيطرة، مرجعيون، حاصبيا وبحمدون.

- انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1941 وعين مديراً لمديرية راشيا الفخار.

- عمل على تأسيس فروع للحزب في منطقة مرجعيون – حاصبيا ما لبثت ان تحولت الى منفذية، وعين قائماً بأعمال المنفذية فيها عام 1943، ثم منفذاً عاماً في العام 1944.

- ظلّ يمارس مسؤولية منفذ عام مرجعيون الى أواخر العام 1948 عندما انتقل للتدريس في بحمدون، حيث كان له الأثر الكبير في تأسيس أول فرع للحزب فيها.

- في هذه الفترة بدأ ينشر مقالاته الأولى في جريدتي "النهضة" و "كل شيء" اللتين كانتا تصدران في بيروت.

- بعد حادثة الجمّيزة عام 1949 وقبيل اعلان الثورة القومية الاجتماعية الأولى عيّنه سعاده قائداً لقوات الميليشيا في منطقة مرجعيون، فالتحق بها، وراح يعدّ الرفقاء للاشتراك بالثورة.

- بعد فشل الثورة تمكن من الوصول الى دمشق، فيما عمدت السلطات الى نسف بيته في راشيا الفخار ولاحقاً حكم عليه غيابياً بالسّجن 9 سنوات.

- أثناء اقامته الجبرية في دمشق تسلم مسؤولية أمانة سر تحرير جريدة "الحضارة" فتمكن من تحويلها الى جريدة شبه قومية اجتماعية عندما لم يكن للحزب جريدة في دمشق، ثم عمل مديراً لجريدة الحزب "الجيل الجديد" كما تولّى مسؤوليات حزبية محلية (مديراً لمديرية نبوخذ نصر في دمشق) ومركزية في كل من عمدة الداخلية ومكتب عبر الحدود.

- سافر الى الأرجنتين في أواخر العام 1952 حيث تولّى لمدة ثلاثة أشهر مسؤولية مندوب مركزي للحزب، ثم انتقل الى البرازيل ليرأس عام 1953 تحرير مجلة "سورية الجديدة" التي كانت تصدر عن منفذية البرازيل وليعيّن في مسؤوليات عديدة، منها ناظر اذاعة، ناموس منفذية فقائم بأعمال المنفذية، فمنفذ عام.

- في عام 1970 أصدر روايته التاريخية الأولى "حفيد النسور" التي حظيت باعجاب الأدباء والشعراء والمثقفين من أبناء الجالية، ثم أصدر في العام نفسه كتابه "أضواء وحقائق" وفيه يفضح الأباطيل اليهودية الواردة في التوراة.

- عام 1973 أصدر مع الصحافي فواز عيد مجلة شهرية باسم "الرابطة" باللغتين العربية والبرتغالية.

- في أواخر العام 1974 عاد الى الوطن فأمضى فيه ستة أشهر، وعندما اندلعت الأزمة الحزبية عام 1975 سعى لوحدة الحزب وكان ان انتخبه أحد شقي الحزب رئيساً للجنة القيادية فيه.

- عاد الى البرازيل مجدداً فاشترى من النائب السابق في مجلس الشعب الشامي الصحافي والأديب عبد اللطيف اليونس جريدة "الأنباء" الأسبوعية فتابع اصدارها باللغتين العربية والبرتغالية واستمر حتى العام 1987.

- مع اصداره لجريدة "الأنباء" انكبّ على التأليف والترجمة فأصدر الكتب التالية:

• أبناء المنفي رواية تاريخية مقتبسة عن الأديب الاسباني فرناندو كونساليز.

• مهجريات مجموعة مقالات عن الاغتراب والحنين الى الوطن.

• فلسطين وقفة عزّ مجموعة مقالات في الشأن الفلسطيني.

- أشرف على اصدار كتاب "الرابطة" الذي ضمّ مجموعة مقالات مختارة لوالد الزعيم سعاده الدكتور العلامة خليل سعاده. وكتب مقدمة الكتاب التي تعتبر أول نبذة تعريفية عن الدكتور خليل.

- عام 1984 أصدر عنه الأديب السوري نعمان حرب كتاباً بعنوان "نواف حردان كاتب وأديب ومؤرخ".

- عام 1985 أصدرت "دار أديكون" (احدى دور النشر المعروفة في سان باولو) النسخة البرتغالية من كتابه "حفيد النسور" بعنوان "O Cartagines" وقد لاقى الكتاب استحسان الأوساط الأدبية البرازيلية المهتمة بأدبنا القومي.

- دعا الى تأسيس "عصبة الأدب العربي" التي ضمّت عدداً جيداً من أدباء وشعراء المهجر البرازيلي وأنتُخب أول رئيس لها.

- ساهم في الأعمال الأدبية والسياسية والاجتماعية على صعيد الجالية في البرازيل، وتولى مسؤوليات أساسية في اتحاد المؤسسات العربية – البرازيلية (الفياراب) وشارك في مؤتمراتها، في الوطن كما في مناطق الاغتراب.

- أنعمت عليه وزارة الثقافة البرازيلية بوسام الاستحقاق الوطني من رتبة "كومندادور" ومنحته جمعية الناقدين الفنيين جائزة نشر الثقافة، كذلك منحته مؤسسات عديدة في البرازيل تُعنى بالثقافة والتاريخ أوسمة استحقاق وعضوية شرف.

- أعاد طبع كتابه "أضواء وحقائق" مرّة ثانية تحت عنوان "أضواء عليها".

- عام 1989 أصدرت له "دار فكر للأبحاث والنشر" في بيروت الجزء الأول من كتابه "سعاده في المهجر" (الفترة 1921 – 1930).

- من المؤسسات التي انتسب اليها في البرازيل:

• اتحاد الكتاب البرازيليين

• جمعية قدامى الصحافيين في سان باولو

• أكاديمية التاريخ في سان باولو

• نقابة الكتّاب في ولاية سان باولو

• جمعية أصحاب المطابع في سان باولو

• منظمة المستكشفين الأوائل

- غادر البرازيل نهائياً في تموز عام 1992 بعد أن كانت مؤسسات عديدة، منها عصبة الأدب العربي، قد أقامت له حفلات تكريم وداعية.

- في الوطن انتُخب عضواً في "هيئة منح رتبة الأمانة" في الحزب السوري القومي الاجتماعي، فرئيساً لها.

- انتسب الى المؤسسات التالية:

• اتحاد الكتّاب اللبنانيين

• الاتحاد العام للصحفيين العرب

• اتحاد الكتّاب العرب

- عمل على تأسيس "منتدى حرمون الثقافي" الذي ضمّ العديد من شعراء وأدباء ومثقفي منطقة حاصبيا – مرجعيون، وانتُخب أول رئيس له، واستمر على رئاسة المنتدى الى ان وافته المنية.

- أصدر بعد عودته الى الوطن الطبعة الثانية من كتبه "حفيد النسور"، "أضواء وحقائق" و "أبناء المنفي"، ثم صدرت له تباعاً الكتب التالية:

• هاني بعل رسول حضارة رواية تاريخية.

• زنوبيا قضيّة سيف وكتاب رواية تاريخية.

• الجزء الثاني من "سعاده في المهجر" (الفترة 1938 – 1940)

• صانعو تراثنا الثقافي الحضاري وفيه يتناول سير عظماء سوريين نبغوا في حقول الفكر والعلم والفلسفة والثقافة والأدب والهندسة والعمارة وكافة الفنون والعلوم الأخرى.

• على دروب النهضة(الجزء الأول) مذكرات حزبية.

• أسد بابل رواية تاريخية.

• سيف سنحاريب رواية تاريخية.

- كان مزمعاً على كتابة مؤلفات عديدة أخرى قبل ان تتدهور صحته في العام 1999.

- جرت له في لبنان العديد من حفلات التكريم، وحفلات توقيع كتبه القيّمة الصادرة، تكلم فيها وزراء مهتمون كما نخبة من الأدباء والشعراء، نذكر منهم السيدات والسادة:

ميشال ادّه، بشارة مرهج، روبير غانم، غسان مطر، الدكتور علي الخليل، الدكتور طانيوس الحلبي، أحمد سويد، الدكتور ربيع الدبس، عبد الله قبرصي، الدكتور روحي البعلبكي، الدكتور شوقي خير الله، علي قانصو، الدكتور أسد شرف الدين، الدكتور جهاد العقل، نور الدين نور الدين، حسن مرتضى، خالد زهر، عادل شجاع، مردوك الشامي، أنيس أبو رافع، غسان الشامي، مي الأيوبي، عصام العريضي، انصاف الأعور معضاد، جان دايه، الدكتور نبيل الخطيب، الدكتور فارس يوسف، عبود فضول.

- توفي بعد صراع مرير مع داء السكري في أول حزيران 2000، بعد حوالي أسبوع على تحرير الجنوب اللبناني، وجرى له مأتم حاشد في بلدته راشيا الفخار تمثّل فيه رؤساء الجمهورية، ومجلسي النواب والوزراء، وعدد كبير من الفعاليات السياسية والدينية والأدبية والفكرية والاجتماعية.

يوم الاثنين 5 حزيران تقبّلت قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي وآل الفقيد الراحل التعازي بوفاته في نادي خريجي الجامعة الأميركية في رأس بيروت.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه