إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مجزرة حلبا جريمة ضد الانسانية

عمدة الإذاعة والإعلام

نسخة للطباعة 2008-06-17

إقرأ ايضاً


مجزرة حلبا تقشعرّ لها الأبدان، وتعجز العقول عن تصديق فصولها ومشاهدها، او القبول بأنها حصلت في لبنان وعلى يد أناس من بني البشر.

هي عملية قتل وتعذيب وحشي وبوسائل همجية لأحد عشر شاباً من رجال الحزب القومي، كانوا يدافعون عن مركزهم في عكار، امام هجوم حاقد يشنّه عليهم مئات المسلحين المشحونين بالحقد المذهبي الاعمى. لقد صمدوا وقاوموا مدة ست ساعات من القتال المتواصل وغير المتكافىء، في مكتب لا يتمتع بمواصفات الصمود الدفاعي. أخيراً القوا السلاح وخرجوا، فتم تعذيبهم وقتلهم وسحلهم والتمثيل بجثثهم، وهشّمت رؤوسهم في عملية جنون تبارى خلالها القتلة في فنون الاجرام، حتى لتحسب انهم ليسوا من بني البشر.

والاسوأ من هذا كله ان القتلة يدّعون انهم يدافعون عن الإسلام وعن وجود السنّة، وانهم يتبعون تياراًُ يدّعي اصحابه انه تيار من المتعلمين والمثقفين يرفض الميلشيات ولعبة السلاح والدم، وانه يمثل "مستقبل" لبنان.

إنها جريمة ضد الانسانية لم يحصل مثلها سوى على أيدي الصهاينة وعصاباتهم في فلسطين ولبنان، كما انها تمثّل إساءة لصورة لبنان وشعبه وللدين والقيم الدينية والوصايا الانسانية.

وحتى اليوم وبعد مرور أربعين يوماً عليها لم يصدر من تيار المستقبل وزعيمه سعد الحريري اي اعتذار او استنكار او إدانة كما لم يرذّ التهمة الموجهة اليه ولم ينكر مسؤوليته عن المجزرة او يدين مرتكبيها.

كما ان المسؤولين عنها ما زالوا احراراً، وما زالوا يكابرون ويهدّدون ويضغطون على القضاء وعلى الدولة لمنع التحقيق من الوصول الى معاقبة الجناة وإحقاق العدل. هم يطبّلون منذ 3 سنوات طلباً "للحقيقة" و"العدالة" لكنهم هنا يريدون تعطيل العدالة وطمس الحقيقة.

أما نحن فإننا لن نقبل بقتل رفقائنا بأي شكل، ولن نسكت على هذه الجريمة بحقنا، وإننا ندعو جميع الهيئات الانسانية والاجتماعية والسياسية وقوى المجتمع على تنوّعها الى ادانة المجزرة والعمل على جلب مرتكبيها والمحرّضين والداعمين لهم الى العدالة.

نحن عملنا دائماً لأجل بلادنا والحفاظ على وجودها، وتحريرها من أعدائها، ورفع مستوى حياة أبنائها دون استثناء، ولم نكن نتوقع ان يعاملنا أحدٌ بهذه الوحشية، ومن هنا فإن وقع المجزرة ثقيل وكبير على لبنان كلّه وحمل الدم على مرتكبيها سيكون ثقيلاً وكبيراً...




 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024