شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2009-08-31 |
خــواطــر متـنـافـــرة . . . ! |
هل حقاً نحن لا نقرأ .؟. هي بالتأكيد تهمة فيها الكثير من الحقيقة ، العالم العربي لا يقرأ ، ليس ذلك فحسب ، بل إنه لا يسمع ، لا يرى ، بمعنى أنه لا يشاهد إلا ما يريده له الآخر ، ولأننا كذلك – طبعاً عدا قلة وهم استثناء – فنحن لا نخطط ، لا للمستقبل ، ولا لردة فعل في موضعها ، ولو دفاعاً عن وجودنا أو حقوقنا في الحياة والحرية وغيرها ، لا بمواجهة عدو ، ولا حتى حيادي يحاول إنصافنا بالحد الأدنى . أعداؤنا من يهود لا يسايروننا في هذا السلوك ، فهم لا يكتفون بالقراءة والمراقبة والمتابعة الدقيقة ، بل يحاولون استباق الأمور في كل مجال ، يقتنصون اللحظة والفرصة ، يمارسون أبشع طرق الاستغلال والابتزاز حتى بين مناصريهم ومن يدعم مشاريعهم ، وهم يرفضون المواقف الرمادية فيما يخص مصالحهم وإذ يتساءل البعض كيف ذلك .؟. أقول : أحاول أن أقرأ بعض الرسائل التي تردني كثيراً من جهات عدة في العالم ، ولا أنكر أن موقعاً محدداً يلفت انتباهي واهتمامي فأقرأ رسائله الواردة باعتباري أحد مشتركيه المداومين ، كتاب الموقع من الأمريكيين يعتبرون أنفسهم حياديين غير ملتزمين بوجهة النظر الصهيونية ، بل ، ربما يعتقدون ويجاهرون برأيهم أن الصهيونية وباء أصاب أمريكا يصعب علاجه ، وإذ كانوا يرون في موقف الرئيس السابق بوش خروجاً على الأخلاق الأمريكية التي يؤمنون بها ، فقد استبشروا بقدوم الرئيس أوباما وتابعوا أنشطته وبحثوا ونقبوا عن جذوره وارتباطاته ويبدو أن أغلب مصادرهم من الداخل الأمريكي ومن أطراف يهودية متعصبة أكثر من الليكود ، بل أكثر من كل الأحزاب الصهيونية ، ولأن الرئيس أوباما حاول جاهداً أن يظهر بمظهر جديد وسياسة جديدة وخطاب إلى العالم الإسلامي ( كتبته يهودية أمريكية ) فإن هؤلاء يهود لم يعجبهم هذا السلوك ، وهكذا وعبر أبواقهم باشروا هجوماً استباقياً على الرئيس القادم إلى البيت الأبيض قبل ولوجه العتبة ، رغم أنه جاء بدعم يمتد عبر جذور والدته التي رفض أهلها الإفصاح عما إذا كانوا يهوداً أم لا ، وكتبت مجلة أسترالية أنها تأكدت من يهوديتها فهي بعد زواجها من حسين أوباما وطلاقها منه بعد مولودها الأول ، تزوجت من اندونيسي وسافرت وولدها معه لمدة سبع سنوات ، لكن الجد – والد الأم – استعاد حفيده ليكمل تربيته . مهمة الرئيس أوباما وغيره من القيادات العالمية هي إقناع قادة في العالم العربي بإعلان القبول عن تنازلات يعتبرونها مهمة لعملية السلام ، ويتم تثبيتها وتسجيلها بحيث لا يجوز التراجع عنها بالمطلق ، في حين لم يضمن أي منهم – بل هو لا يستطيع – ضمانة أي التزام صهيوني تجاه حق الآخر، من هنا يلمس المتابع حجم الفارق بين الطرفين قولاً وسلوكاً ، ولأن يهود في طول العالم وعرضه يعملون بدأب ومثابرة بالغين فهم لا يدعون فرصة دون الاستفادة منها ، وعلى سبيل المثال فإن حاكماً لم يسلم من هجومهم وابتزازهم ولو كانوا السبب في وصوله إلى السلطة وذلك قطعاً للطريق على أي مبادرة لا تنسجم مع مطامعهم وتعيق تحقيق هذه الأطماع . يهود يتناوبون الأدوار ، بعضهم يقف إلى جانب أوباما مطمئنين أنهم لا يتخلون عنه ، وبعض آخر يشن الهجوم تلو الهجوم مستخدمين أحط الأسلحة متسللين عبر الأبواب الخلفية والأسرار ، وهكذا ، يتحدث الكاتب الأمريكي في موقعه متسائلاً : ماذا يقصد هؤلاء من وراء أحدث هجوم على الرئيس الذي لم يخرج عن خطط تم الاتفاق عليها سراً .؟. يتابع في مقالته : أريزونا رغم ما حباها الله به من واد جميل وثروة ، فقد وجد بين جنباتها ساسة وقادة متخلفين عنصريين يكرهون الآخر ويعترضون على تدريس تاريخ أمريكا المكسيكي في المدارس الرسمية ، وقائد شرطة يلزم السجناء بارتداء كيلوتات وردية اللون ، وعضو مجلس شيوخ يطالب بطرد الرئيس من البيت الأبيض لأنه أفريقي المولد . في اجتماع بدار البلدية آخر الأسبوع المنصرم أعلن ممثل الولاية ترينت فوكس ، وهو يهودي صهيوني – جمهوري - ينتمي إلى رابطة مؤتمر التحالف الإسرائيلي ( آي إى سي ) أنه سيتقدم بطلب إلى المحكمة العليا لطرد الرئيس أوباما من البيت الأبيض اعتماداً على وثيقة ولادة تبين أن الرئيس ولد في مومباسا بكينيا ولا يحق له أن يكون الرئيس التنفيذي للولايات المتحدة . يهودي روسي ، يقيم حالياً في أريزونا ويدعى أورلي تايتيز ، ذهب إلى كينيا واستحصل من مشفى في مومباسا على وثيقة ولادة أصلية للرئيس وقدمها إلى عضو مجلس الشيوخ الجمهوري فوكس ، وإذا ثبت صحة هذه الوثيقة فإنه وبموجب الدستور الأمريكي سيتم عزل الرئيس وإخراجه من البيت الأبيض طبقاً لادعاء فوكس الذي ساهم مع آخرين في الضغط على نائب حاكم الولاية السابق إيفان ميشام للتخلص من مارتن لوثر كنج الابن . يمكن الخلوص إلى نتيجة واحدة وهي أن كل هذه العمليات على ساحة الداخل الأمريكي مجرد بروباغندا يهودية، غايتها ممارسة المزيد من الضغوط على الرئيس الأمريكي وابتزازه وجره إلى مواقف تشبه مواقف بوش إلى حد ما خصوصاً في ولايته الأولى ، جدير بالذكر أن زوجة أوباما هي يهودية وابنة أخ لحاخام أسود في مجمع الحاخامات الأورثوذكس في نيويورك ويعتبر من المتشددين في مناصرة "إسرائيل" . القصة ليست بجديدة ، فقد قرأت عنها في الأشهر الماضية وملخصها أن حسين أوباما اصطحب زوجته إلى بلده الأصلي كينيا في رحلة عائلية وكانت حامل ، وبسبب الحر الشديد كانت تمارس السباحة لفترات طويلة ما جعلها تعاني من حالة ولادة مبكرة وأنجبت طفلها في مشفى بالعاصمة مومباسا ، ولأنها تعرف نصوص الدستور الأمريكي وقوانين الهجرة فقد أقنعت زوجها بالتوجه إلى جزيرة هونولولو وتسجيل المولود في أحد مشافيها على أنه ولد في أرض أمريكية ، وهي قصة دبرها يهود وعملوا على تأييدها بأوراق ثبوتية وشهادات ولادة ( مفبركة ربما ) . التعليق الوحيد الممكن قوله : ربما يدرك يهود أن تمثيل هجوم بهذه الحدة على الرئيس باراك أوباما قد يستجلب تعاطفاً معه من قبل قيادات عربية وإسلامية ، وبالتالي مساعدته في تقديم مزيد من التنازلات لإرضاء يهود أمريكا وأنصار الصهيونية و "إسرائيل" . اللعبة أكبر بكثير وأهم من إزاحة أوباما الذي سيبقى مؤكداً في بيته الأبيض ولو لفترة رئاسته الأولى على الأقل . الخاسرون هم من لا يقرأون خلف الصفحة الأولى ، ولا يدققون في الصورة ويحللون الصوت . . إنهم نحن . صوت الحق . . . ربما تأخر ..! ربما تبادر لي أن صوت الباطل في هذا الزمن العفن قد طغى ، على قاعدة : الفاجر يأكل مال التاجر ، لكن هذه القناعة المؤقتة تلاشت حين سمعت صوت المظلوم يعلو بكل قوة ، مظلوم تحدث معبراً عن ألم دفين ، هذا الألم الذي جعل من كلماته أشد قوة من الرصاص المنطلق ، وكنا اعتقدنا أن أربع سنوات من الأسر والمضايقة المهينة كفيلة بإسكاته ولو إلى حين ، وقلنا ربما يكتب للتاريخ كما قال دون أن يعلن بل ، يترك لغيره أن يعلن الحقيقة . اللواء جميل السيد ، كان في أوج التعبير عن الألم ، ولكن ، في أوج القوة والمنطق والتصميم ، الذين اتهمهم وأدانهم ، مستنداً على الحقيقة والوقائع ، حري بهم أن يختفوا عن مسرح الأحداث ، أن يغادروا الوطن سراً إلى جهات نشك في أنها ستستقبلهم ، كعادتها في معاملة العملاء والساقطين على مسرح اللعبة الدولية ، لعبة العملاء لقاء عشرات من الفضة ، وحري بالدولة اللبنانية أن تكون كدولة ، والقضاء كما كنا ننظر له على أنه لم يتلوث ، ونصمت عن رجال الدين فالبعض وهم أغلبية لم يخرج على طاعة الحاكم حتى ولو كان على باطل ، إما على قاعدة : وأطيعوا أولي الأمر منكم ، رغم مخالفتها لقاعدة أخرى لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، والظلم هنا من أكبر المعاصي ، أو لمصالح خاصة . جميل السيد ، الحر المظلوم ، مع حفظ اللقب وبكل احترام ، أشد على يدك ، وأقف إلى جانب مطالبتك المعارضة وكل الشرفاء بوقفة عز ، فالحياة وقفة عز فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |