إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

إلى غسّان تويني رسالة 4 ج 4

أنطون سعادة

نسخة للطباعة 1946-05-26

إقرأ ايضاً


وضع الحزب الاداري الحاضر: ان الحزب الى ميدان السياسة العملية واخذه رخصة في لبنان باسم "الحزب القومي" على انه حزب لبناني واضطراره لانشاء "لجنة ادارية عليا" لدولة الشام واداراة شبه لا مركزية في بقية المناطق السورية سيجلب معه قضايا تكنية تسندعي درساً سابقاً وخطة مقررة ومنهاجاً معيناً. وهذا ما لمحت اليه في كتابي الى حضرة رئيس المجلس الأعلى الموقر. ومما لا شك فيه أن التضعضع الاداري الذي مني به الحزب من جراء حروبه التي لا هوادة فيها، عرضه لبعض التدابير المتسرعة كتعيين خالد المورلي عضواً في المجلس الأعلى. فإن هذا الشخص كان عرضة لشكوك كثيرة في "مكتب الاستخبارات" الحزبي وادارة الحزب العليا من جراء تصرقات غامضة له في نواحي الشام، ولكن الشكوك لم تكن قد تجسمت في عمل واضح. والظاهر أن هذا الشخص كان يحوك مؤامرة انفصالية في منطقة الشام اكتشفتها ادارة الحزب العليا مؤخراً وكان من وراء ذلك صدور قرار المجلس الأعلى بطرده وطرد شركائه وهم: جورج عزام، مصون عابدين بك، محمد الرافعي، كامل بنقسلي، نور أيوب آغا، زكي صواف.

اما جورج عزام فكان أمره مشهوراً من زمان. واما مصون عابدين بك فإن الزعيم اكتشف تصرفات له في برلين أثناء قيامه بوظيفة مدير لمديرية الطلبة القوميين الاجتماعيين في المانية وتلاعبه بأموال حزبية واتخاذه المديرية وسيلة لطلب اعانات مالية من بعض دوائر الحكومة الألمانية، فعزله في ختام اقامته في برلين حين عرج على المانية بطلب من المديرية وهو في طريقه الى اميركه. وأما زكي صواف ففيه هرج يساعده على الشذوذ. وأما الآخرون فلا علم لي بشيء عنهما.

فتبلغ طرد هؤلاء الأشخاص لمعرفتك ولا تذعه في أميركانية لعدم الحاجة الى ذلك.

عودة الزعيم: ان عودتي الى الوطن والى نطاق اذارة الحزب المركزية حيث اجتمع بأعواني وجميع رفقاء النهضة القومية الاجتماعية تهني لي فكاكاً من أسر اشأم ما عرفت من أسر. فإن النزالة السورية في الأرجنتين كانت لي أظلم سجن طويل عرفته، فكأنه فرع من سجن الرمل في بيروت غي عهد اميل اده. وان متطلبات العمل القومي الاجتماعي في هذا العهد تجعلني أرى واجب العودة السريعة، ولكن لهذه العودة ناحيتين يجب درسهما والعمل فيها معاً: ناحية الزعيم وكيفية اقامته في الأرجنتين، وناحية الحزب في الوطن وتأمينه المعاملات القانونية اللازمة والأسباب والظروف المناسبة لهذه العودة.

أما اقامتي هنا فكانت دائماً كرهاً. فقد نشبت الحرب بعد وصولي الى الأرجنتين ببضعة أشهر وابتدأت تعقبات الحزب في الوطن من جديد وأوعزت الحكومة الفرنسية الى قناصلها بالغاء جواز سفري، فعلمت بذلك ولم أقدم جواز سفري لتمديد المدة ولم أعد قادراً على السفر الى أي قطر آخر.

...

يتبع

صدر عن مكتب الزعيم، في 26 مايو 1946 ولتحي سورية

خاتم وامضاء الزعيم


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024