إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

إسرائيل تفكّر في اجتياح البقاع

الأخبار

نسخة للطباعة 2010-01-29

إقرأ ايضاً


أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس أن مبارك كان قلقاً خلال لقائه ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، "فرئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، زار القاهرة قبل أيام وأعرب أمام الرئيس المصري عن قلقه من إمكان شنّ إسرائيل هجوماً في القريب على لبنان". وأشارت إلى أن "بلاغات التهدئة الإسرائيلية التي أرسلت (من إسرائيل) في الأسبوع الماضي باتجاه سوريا ولبنان، لم تنجح في تهدئة روع زعماء البلدين".

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسة إسرائيلية قولها إن "وزير الدفاع (باراك) بدد مخاوف الرئيس المصري"، مضيفة أن "باراك يأمل أن تصل رسالة التهدئة التي سمعها مبارك، إلى آذان رئيس الحكومة اللبنانية والرئيس السوري". وقالت الصحيفة إن "وزارة الدفاع الإسرائيلية رفضت تأكيد أو نفي أن يكون التوتر في الشمال إحدى المسائل التي بُحثت في اللقاء".

وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أمس، أن "التصريحات العدائية للمسؤولين الإسرائيلين تجاه سوريا، هي رسائل غير معهودة، والأرجح أنها تهدف إلى ردع دمشق"، مشيرة إلى أن "حاجة إسرائيل إلى ردع سوريا تأتي في أعقاب سلسلة من المتغيرات الهامة على الساحة اللبنانية، وتشدُد سوريا في مساعدة حزب الله والمحور الإيراني في المنطقة".

ورأت الصحيفة أن تحذيرات المسؤولين الإسرائيليين، ومن بينهم أخيراً باراك، ونائب وزير الخارجية داني أيالون، تشير إلى وجود متغيرات مرتبطة بسوريا، في ما يتعلق بالتهديد من الساحة اللبنانية. وبحسب الصحيفة، فإن "حزب الله نشر في الأسابيع الأخيرة صواريخ من طراز M -600، أرض - أرض، وهي صواريخ متطورة سورية الصنع، على الأراضي اللبنانية، أي نسخة عن الصاروخ الإيراني فاتح 110، الذي يصل مداه إلى 259 كليومتراً، ويحمل رأساً حربياً زنته 500 كيلوغرام".

وقالت الصحيفة إن حزب الله أصبح قادراً من خلال هذه الصواريخ على إصابة وسط إسرائيل، و"بما أن هذه الصواريخ دقيقة، فإن تجدد المواجهة مع الحزب، يعني وجود قدرة لديه على استهداف منشآت عسكرية ومناطق مكتظة بالسكان"، مشيرة إلى أن "الدعم السوري المتزايد لحزب الله يعكس تحولاً استراتيجياً واضحاً من دمشق، إلا أن السوريين لم يتخطوا بعد نقطة اللاعودة، وسيتخطونها إذا نقلوا إلى حزب الله منظومات متطورة مضادة للطائرات من نوع SA -2".

أضافت الصحيفة أن "إسرائيل أوضحت في الماضي أن نشر حزب الله لأنظمة قادرة على تهديد الطائرات الإسرائيلية، سيكون سبباً لاندلاع الحرب، علماً بأن منطق المواجهة يشير إلى أن دمشق ستجد صعوبة في تجنب المشاركة المباشرة في أي مواجهة بين إسرائيل وحزب الله".

وقالت الصحيفة إن "حدود لبنان الشرقية مع سوريا هي المنفذ الرئيسي لإمداد حزب الله بالأسلحة، وقد ركز حزب الله بنيته التسليحية شمالي نهر الليطاني، وفي سهل البقاع في المناطق القريبة من الحدود مع سوريا"، مشيرة إلى أن "المواجهة المستقبلية مع حزب الله، بناءً على ذلك، تعني أن على إسرائيل أن تجتاح براً سهل البقاع، ما يعني إمكان أن يتدخل السوريون لإمداد حزب الله بالأسلحة، أي إمكان استهداف إسرائيل لهم".

وتسأل الصحيفة عن إمكانات أن توقف دمشق مساعدتها العسكرية لحزب الله، في حال اجتياح الجيش الإسرائيلي لسهل البقاع، مشيرة إلى أن "السؤال منطقي، لكن من غير المحتمل حصول ذلك".

ورغم هذه الإشارات، قالت الصحيفة إن "تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تستهدف الردع، وبالتالي لا تعني أن هناك حرباً وشيكة ستندلع، وكل ما تريده إسرائيل هو إبلاغ السوريين أن هناك ثمناً لتحالفهم مع حزب الله، وأن النصيحة الإسرائيلية هي أن يلتزموا عدم تجاوز الخطوط الحمراء".

من جهة أخرى، رأى الرئيس السابق لقسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال، يعقوب عميدرور، أن المقاربة الإسرائيلية الراهنة حيال الخطر الذي تمثله المقاومة في لبنان على إسرائيل تقوم على اعتماد مبدأ الرد على أي هجوم ينفذه حزب الله، لا مبدأ الهجوم الإبتدائي. وفي مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" أمس عرض فيه تحليله للوضع المتوتر على الجبهة الشمالية، رأى عميدرور أن القدرات التي يبنيها حزب الله في فترة ما بعد حرب تموز تطرح سؤالاً قاسياً أمام إسرائيل: "هل يجب عليها المبادرة إلى عمل هجومي استباقي ضد حزب الله، أم انتظار قيام المنظمة بهجوم لترد عليه؟". وفي معرض الإجابة، رأى الجنرال في الاحتياط أنه في حالة الهجوم الاستباقي ستكسب إسرائيل عنصر المفاجأة، فيما ستتكبد ثمناً سياسياً كبيراً لأنها ستبدو بمظهر المعتدي. أما في الحالة الثانية، فإن الوضع السياسي سيكون مريحاً لإسرائيل، فيما الثمن العسكري الذي ستضطر إلى دفعه سيكون أغلى، وخصوصاً في ما يرتبط بالجبهة الداخلية، ولا سيما أن "المدى (الصواريخ) هذه المرة سيشمل تل أبيب وجوارها". وخلص الكاتب إلى استنتاج أن إسرائيل تعتمد على ما يبدو الخيار الثاني، "ولذلك عندما تصاعد التوتر في الشمال، سارع القادة (الإسرائيليون) إلى التهدئة".

في خط موازٍ، أكدت جامعة الدول العربية، أمس، تضامنها الكامل مع لبنان في وجه التهديدات الإسرائيلية بالهجوم عليه.

وأعلنت الجامعة أنها ستجري اتصالاتها للوقوف في وجه التهديدات "الفظة بالهجوم على هذا البلد العربي الذي طالما عانى الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية وما زال يعاني احتلال إسرائيل لأجزاء من الأراضى اللبنانية".

وأشار البيان إلى أن "استمرار الحصانة الممنوحة لإسرائيل من القانون الدولي ستكون له عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار في المنطقة".

وإذ ناشدت الجامعة الإدارة الأميركية توضيح موقفها من هذه التهديدات، ختمت بيانها بأن "الصمت الدولي عن مثل هذه التهديدات يبعث برسالة سلبية إلى الشعوب العربية التي فقدت الثقة في نيات إسرائيل، وكذلك في رغبة المجتمع الدولى في كبح جماح ممارساتها ومثل هذه التوجهات السلبية".

إلى ذلك، انتهت أمس ولاية الجنرال كلاوديو غراتسيانو، الذي أمضى ثلاث سنوات من الخدمة في قيادة قوات الأمم المتحدة، المنصب الذي تسلّمه الجنرال الإسباني ألبرتو أسارتا كويباس.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024