شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 1946-07-09
 

إلى غسّان تويني رسالة 5 ج 6

أنطون سعادة

ولا تزال مشكلة الجهاز الشخصي لادارة الحزب وسياسته غير محلولة وفي هذا الظرف يسقط شخصاً كان مفيداً جداً باخلاصه وادراكه هو فخري معلوف. وأنت بعد أن عملت مدة أتيت أميركانية للتخصص العلمي. والرفيق أسد الأشقر سيعمل أعمالاً خصوصية في مصر والرفيق كريم عزقول ابتعد بداعي السفر. وقد كنت مسروراً جداً بظهور الرفيق عزقول وظهورك وظهور الرفيق فايز صايغ وحلمي وفوزي معلوف ويوسف صايغ في ميدان العمل.

بعد انتهاء مرحلة التأسيس – اذا كانت قد انتهت – تصبح المسألة مسألة أشخاص وظروف وتحول في التشديد او تطبيق الخطط السياسية العملية بأوسع شكل ممكن. فتطبيق الخطط السياسية العملية يحتاج ليس فقط الى "تحويل التشديد) بل الى أشخاص مؤهلين للأعمال السياسية. والمواهب السياسية لا يمكن احداثها بالمراسيم او بتقرير تحويل النهج من جهة الى أخرى، وقد رأينا نتيجة قيام العقائديين بأعمال سياسية في مثال وفد الحزب لمقابلة المرحوم الدكتور عبد الرحمن شهبندر. فمع ان المهمة كانت سياسية بحت فإن أعضاء الوفد حولوها الى جدل عقائدي لا طائل تحته، مع ان محادثة الزعيم الأولى مع الشهبندر في المقابلة السرية في الجرجانية كانت على أساس سياسي بحت.

ان من الأشخاص من هم مؤهلون للمسائل العقائدية فقط وتحولهم الى السياسية يصيرهم سياسيين ولا ينتج أعمالاً سياسية ودبلوماسية باهرة او مجدية وان منهم من لا يصلح لغير الادارة او النظام او الجندية فيجب ان لا نحملهم أعباء وان منهم من لا يصلح لغير الادارة او النظام او الجندية فيجب ان لا نحملهم أعباء قضايا لا يحسنون معالجتها ويمكن أن يرتكبوا فيها أغلاطاً كبيرة كما حدث في الماضي. ويجب أن يكون هنالك رجال مؤهلون للمسائل السياسية يكلفون القيام بها. وهؤلاء كانوا قلائل في الماضي ولا يزالون قلائل الآن. واكساب الحزب كله مرونة سياسية من غير تهور في عقائده يحتاج الى وقت وجهاز شخصي ضابط. وأكتفي الآن بما تقدم في هذا الصدد.

منفذية اميركانية العامة: فيما يختص باعادة تنظيم هذه المنفذية أطلب ان يكون مرجع ذلك اليّ لقربي واطلاعي السابق. وبعد اتمام التنظيم تصبح المنفذية، بصورة ذاتية، تابعة لمكتب عبر الحدود حسب التنظيم القانوني في جميع ما يختص بأعمالها النظامية العادية والقانونية. لذلك أنتظر نتيجة درسك واقتراحك لاصدار المراسيم اللازمة.

عودة الزعيم: حتى الآن لما أباشر تصفية أعمالي التجارية بانتظار المعلومات الأخيرة الوثيقة عن امكانيات عودتي الى الوطن. فقد طلب الحزب من الحكومة اصدار جواز سفر لي للتنقل بحرية وللعودة اذا شئت. وقد يكون تغير الوزارة في لبنان أحدث تأخراً في حصول النتيجة. وبعد رسالة صادرة عن المركز في 12 مايو الماضي لم أعد أتسلم شيئاً جديداً وكان يجب اطلاعي على بعض ما يجري.

يجب وصول المعلومات النهائية لأجزم بالخطة. فقد لا ترغب الحكومة اللبنانية او ما فوقها بعودتي وتختلق الأعذار وقد تريد أن لا أعود إلا بعد انتهاء المعركة الانتخابية المقبلة في السنة القادمة. فهل يحسن تصفية أعمالي التجارية في هذه الحالة والحزب لا يقدر أن يقوم بنفقتي وحفظ كرامتي في هذا المهجر الغريب؟

اذا وردتني اخبار ايجابية موافقة فسأبدأ التصفية التي قد تكون سريعة وقد تكون بطيئة بسبب حالة الأرجنتين الداخلية الحاضرة وأقدر أنه يمكن أن تنتهي في آخر السنة الحاضرة وطريقة سفري تتقرر حينئذ حسب الضرورات الحزبية، فإما أن أعود رأساً الى الوطن من أجل المعركة الانتخابية المقبلة في لبنان واما أن أزور الفروع الحزبية في الاميركتين زيارة قصيرة فأبدأ بالبرازيل، ثم بأميركانية والمكسيك ومن ثم الى الشاطئ الذهبي اذا سمح الوقت. والسفر يمكن أن يكون بالطيارة اذا توفرت النفقة واشتركت فيها الفروع او بالبحر وهو بطيء وعلى نسبة مبلغ مساهمة الفروع المادية تتقرر طريقة السفر.

ولست أبغي في تصفية أعمالي التجارية غير تأمين الأمور التالية:

1 – تسديد حسابات الدائنين من التجار.

2 – وفاء قرض ابن حمي.

3 – تحصيل ما أمكن من ديون لتأمين الأمرين الأولين.

فاذا تعرضت في التصفية لخسائر كثيرة يبقى علي دين صغير لإبن حمي يكون علي ايفاؤه. وفي حالة زيارتي الفروع يكون سفري وحدي وتبقى عائلتي عند بين حماتي الى أن أشير عليها بموافاتي الى الوطن وفي المراسلة التالية نبحث هذه الأمور.

لم تعطني خلاصة الجلسة الأخيرة مع الرفيق الموقف فخري معلوف قبل تنفيذ المرسوم بايقافه، فأحب أن أعرف ذلك.

اقبل سلامي القومي

تمت.

صدر عن مكتب الزعيم، في 9 يوليو 1946 ولتحي سورية

خاتم وامضاء الزعيم




 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه