إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مآثـر سـوريـة فـي العصـر الـرومانـي الديمقراطية – الثقافة – المسيحية – التشريع ( مدرسة بيروت للحقوق )

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2010-04-09

هو عنوان الكتاب القيّم الذي صدر عام 1991 عن دار فكر للابحاث للرفيق المؤرخ والكاتب عيسى اليازجي .

الاهداء: " الى سعاده الذي آمن ودعانا إلى الايمان بسورية أمّةً هادية ومعلّمة للأمم، أقدّم هذه الدراسة المتواضعة، برّاً بوعد قطعته له منذ نيف واثنين وأربعين عاماً ".


مقدمة الكتاب، للرفيق عيسى اليازجي

عندما يكون الموضوع التحدّث عن مآثر سورية الحضارية، فالحديث لا يستقيم ويبقى ناقصاً اذا لم يشر الى المكانة الحضارية التي احتلتها سورية في التاريخ، فالحضارة وسورية اسمان مترادفان، في احشائها تكونت ومن رحمها ولدت ومن لبانها رضعت وعلى أرضها درجت وفي احضانها شبّت عن الطوق ونمت ونضجت، ومن انسانها وبه انتشرت، فكان تاريخ سورية بحق تاريخ الانسان المتمدن، وتراثها تراث الانسانية المتحضّرة، حتى ليصحّ القول:

" إن أي إنسان غربي متمدّن يمكن ان يدّعي الانتساب الى بلده وسورية "(1).

ليس بعامل الاعتزازالقومي فقط اقول هذا، بل ايضاً بحكم المعطيات العلمية والاركيولوجية التي ما برحت تفرض كل يوم حقائق تاريخية جديدة، تدللّ على أن سورية هي موطن الانسان العاقل HOMO-SAPIENS ، على ارضها وفي بيئتها تمّ التحول التاريخي بانتقال الانسان من مرحلة الاحتكاك بالطبيعة المتمثلة بالصيد والبداوة، الى مرحلة التفاعل مع الطبيعة المولّد، الحضارة والمتمثلة بالزراعة والاستقرار في القرى والمدن ونشوء الصناعات الكبرى وثقافة الانتاج التجاري. فيها تمّ تدجين القمح وظهر النحاس واكتشف البرونز واختُرع الخزف وصُنع الزجاج واستُخدم الدولاب، وعلى شاطئها بُنيت السفن، وفي مدنها اخترعت الابجدية ووُضعت أقدم التشريعات العالمية وظهرت الديانات والملاحم والاساطير وازدهر الفن والادب وولدت الديموقراطية، فكانت الدولة ومؤسساتها. فتعلّم الانسان ما لم يعلم . . في سورية كان كلّ شيء، وقبل سورية لم يكن شيء مما كان ومما هو كائن.

سورية لم تتوقّف عن عطائها الحضاري في اي عصر من العصور، فكأني بها قد ندبت نفسها لرسالة عظيمة هي هداية العالم وتعليمه. واذا كنت قد اخترت، او بالاحرى قد وقع اختياري على التحدث عن جانب من هذه العطاءات من مآثر هذه الأمة العظيمة في العصر الروماني، فلأن سورية أمدّت فيه العالم بمأثرتين حضاريتين متميزتين لا يزال فعلهما ماثلاً وبادياً للعيان في الحضارة الانسانية الحديثة، المأثرة الاولى هي المسيحية والثانية هي التشريع. بالمسـيحية عرف الانسـان المحبة والقيم والمناقب، " وبهذا الدين السـوري شـقّ الانسـان طريقه ببطء، ولكن بصورة أكيدة نحو مرتبة التفوق الروحي، وبهذا الدين اتت الحضارة السـورية بمأثرتها الثالثة، وهي أعظم مآثرها نحو تقدم العالم"(2).

وبالتشريع الذي سُمي " رومانياً " وكان بأكثر من ثلثيه ثمرة عقول فقهاء سوريين من امثال بابينيان والبيان وبولس وموديستينوس، وصياغة اساتذة سوريين من امثال اناطول ودوروتي، ومن جهود مدرسة سماها الرومان " الأم المرضعة للحقوق " هي مدرسة بيروت، ونتاج اساتذة اطلقوا عليهم " أساتذة المسكونة "، استطاع الأوروبي أن يسنّ تشريعاته وأن يبني مؤسساته ويقيم نظام حياته.

ناهيـك عن العـديد مـن ابرز الفلاسـفة والمفكرين والادباء الذين نبغـوا في هذا العصـر من امثـال لوقيان السـميسـاطي وليبانيوس الانطاكي وبورفيروس الصوري والكثيرون غيرهم، واعتُبروا أسـاتذة الفكر العالمي في تلك الحقبة من الزمن.

مآثر سورية الحضارية أصبحت اليوم في أذهان وعقول الدارسين في الشرق وفي الغرب، وتراثها الانساني محطّ أنظار المنقّـبين والأثريين .. كل يوم تُكتشف مدينة فيها، وكل يوم تولد حقيقة عنها، وكل يوم يتحدّث العالم عن مأثرة لها .. ونحن عن حضارتنا لاهون وعن تاريخنا غافلون .. فلا أقلّ من أن نساهم ونعمل على إزاحة ركام الأكاذيب التي روّجها الحاقدون من مؤرخي الغرب عنها...

إنها دراسـة متواضعة في هذا السـبيل، لا تعدو أن تكون لبنة في بناء، أرجو أن تدفع بالقاريء السـوري لإعلاء صرحه وتدعيم بنيانه، وأن تحفزه على التنقيب عن مآثر حضارته التي تحاول اليهودية العالمية وعملاؤها طمسـها وتزويرها او ادّعاءها.


محتويـات الكتـاب


الديمقراطية في سياق تطور الرومان السياسي

تطور الرومان السياسي حتى ظهور المسيحية

اباطرة سوريون يحكمون رومة


الثقافة السورية في العصر الروماني

المراكز العمرانية السورية

النشاط الثقافي السوري


المسيحية السورية

المسيحية مأثرة سورية

بين المسيحية السورية والمسيحية المتهودة

المعتقدات الوثنية والفلسفية

الموقف الروماني من المسيحية

المسيحيون السوريون قادة الفكر المسيحي


الفقهاء السوريون آباء الشرع الروماني

الدور السوري في تطوير القانون الروماني

بعض مقولات القانون الروماني

اثر الرواقية في الفكر السوري خلال الحقبة الرومانية


مدرسة بيروت للحقوق

مدخل للتعريف بمدرسة بيروت

تأسيس مدرسة بيروت

تاريخ مدرسة بيروت

المواقع المحتملة لمدرسة بيروت

مدرسة بيروت منارة التشريع في العالم

" اساتذة المسكونة "

ملاك اساتذة مدرسة بيروت

التعليم والمناهج في مدرسة بيروت

أعمال اساتذة مدرسة بيروت



 
جميع الحقوق محفوظة © 2024