إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بيان الأول من آذار: في الأول من آذار تتجدد فرادة أنطون سعاده كمؤسس أول نهضة قومية

عمدة الإذاعة والإعلام

نسخة للطباعة 2011-02-28

إقرأ ايضاً


للأول من آذار في روزنامة النهضة وفي ذاكرة الأمة، إمتياز استثنائي، ففي مثل هذا اليوم منذ مائة وسبعة أعوام كان ميلاد باعث النهضة أنطون سعاده، الذي ما أن أينع حتى انبرى لحمل قضية تساوي وجوده، فجسد في شخصيته الفذة صفات الزعامة والقيادة والريادة والفكر والإبداع وهي صفات ندر وجودها في شخص واحد.

بعد مائة وسبعة اعوام على ميلاد أنطون سعاده، لا يزال تاريخ الأول من آذار 1904 تاريخاً ناصعاً، وحاضراً في ذاكرة الشعب ووجدانه، فهذا يوم لا يحتسب ميلاداً لأنطون سعاده الشخص، بل هو ميلاد نهضة الحق والخير والجمال،.. وميلاد أمة حرة تقاوم اعداءها بقوة الحق والإرادة والشهادة، وتصارع خصومها والآخرين بالفكر والمعرفة والحقيقة..

يطل الأول من آذار هذا العام، والأمة لا تزال في مربع الخطر تجتاحها العواصف العاتية، وهي تتعثر بأمراضها المزمنة المتفشية، فلا تقوى على مجابهة مخططات التقسيم والتفتيت، في حين أن الأخطار والأطماع هي ذاتها وتتزايد، والأعداء هم أنفسهم.. وإلى تكاثر..

فرادة أنطون سعاده أنه أطلق في بدايات القرن الماضي فكرة التغيير ضمن مسار نهضة تشمل جميع مناحي الحياة،.. وقامت دعوة سعاده إلى التغيير على أساس قواعد العدل والحق والحرية والصراع، ففتحت الآفاق المستقبلية لتحقيق هذه الغاية النبيلة ولو بعد حين. وهذا ما نقصده حين نؤكد دائماً بأن الزعيم أنطون سعاده باق مع حزبه بفكره وعقيدته ونضاله، أما اعداؤه وقاتلوه فهم الأموات الذين لا ذكر لهم ولا ذكرى.

أثبتت الأيام أن أنطون سعاده، ليس صاحب فكر وفكرة وحسب، بل هو زعيم نهضة، خرج من صفوفها آلاف المقاومين والمناضلين والأحرار، وهذه النهضة متجذرة في نفوس ابنائها راسخة بعزيمتهم مستمرة بارادتهم حتى تحقق غايتها وأهدافها..

في عيد مولد سعاده، يؤكد الحزب السوري القومي الاجتماعي استمراره في حمل لواء التغيير من أجل حياة العز لأمتنا والكرامة لشعبنا.. ويؤكد الأولويات التالية:

1ـ إن لبنان الذي اراده سعاده نطاق ضمان للفكر الحر، واستقلاله رهناً بارادة أبنائه، وفاعليته رهن قوة تفاعله ببيئته القومية، إن هذا اللبنان لا يحيا إلا وفق ما اراده سعاده له، أي ان يكون كناية عن نطاق مدني ديمقراطي علماني مقاوم، وبلداً تندثر فيه الطائفية البغيضة والمذهبية المقيتة والقبلية الهجينة، وكل اشكال الفساد المتأتي من عقليات القرون الوسطى..

ان الحزب السوري القومي الاجتماعي، يؤكد أن معركته دائمة ومستمرة لهدم أركان النظام الطائفي وتقويضه، وهذه المهمة الكبرى تتطلب تراكماً نضالية على المستويات كافة، وحزبنا راكم كثيراً على مدى مسيرته النضالية، سواء بتصدره المقاومة ضد الاحتلال والعدوان في أوائل الثمانينات، أو من خلال دوره في طرح مشاريع القوانين العصرية للانتخابات النيابية والأحوال الشخصية في لبنان، وهي مشاريع استحوذت على اهتمام الناس التائقين إلى التحرر من نير الطائفية ومساوىء النظام الطائفي..

لقد آن أوان انهيار النظام الطائفي في لبنان، واقامة نظام مدني ديمقراطي يعبر عن حقيقة الناس وتطلعاتهم، ويستجيب لإرادة التغيير ويواجه تحديات خطيرة، بدءاً من التحدي المتمثل بالعدو الصهيوني الذي يحتل اجزاء من الأرض اللبنانية، ويستهدف مياه لبنان وموارده الطبيعية، لا سيما النفط والغاز، إلى التحدي المتمثل بتكبيل لبنان باستحقاقات الديون الخارجية وخدمة هذا الدين الذي يرهق كاهل اللبنانيين..

لذا يرى الحزب السوري القومي الاجتماعي ضرورة أن يتكامل لبنان مع دورته الاقتصادية الواحدة، بالتوازي مع خطة نهوض شاملة في السياسة والاقتصاد والثقافة والزراعة والتربية من أجل مكافحة الفساد المستشري.

ويأمل الحزب أن تكون الحكومة المقبلة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، حكومة تأخذ على عاتقها تلمس الأخطار والتحديات، فتعالج وفق خطة مدروسة المشكلات القائمة، ومخاطر الطائفية على مستقبل لبنان، وضرورة الغائها من النصوص ومن النفوس..

ويؤكد الحزب ضرورة أن تأخذ الحكومة الجديدة على عاتقها مسؤولية مواجهة المفاعيل المحتملة للمؤامرة الدولية المتمثلة بالمحكمة وقراراتها المفبركة، وأن تأخذ على عاتقها ايضاً تأكيد حقيقة قوة لبنان من خلال تكريس معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

2ـ يؤكد الحزب السوري القومي الاجتماعي أن المسألة الفلسطينية هي جوهر القضية القومية، ومن هذا المنطلق يشدد الحزب على اهمية اعادة الاعتبار لثوابت النضال الوطني الفلسطيني على قاعدة الحق الثابت في الكفاح المسلح سبيلاً وحيداًُ للتحرير، واسقاط كل مفاعيل الاتفاقات التي جعلت العدو الصهيوني يتمادى في عدوانيته ومشاريعه الاستيطانية والعنصرية وتهويده الأرض.

إن المطلوب اليوم، هو وحدة القوى الفلسطينية كافة، على خيار التحرير والعودة وملاقاة ثورات الشعوبية العربية التي تحمل لواء الدفاع عن فلسطين.

3ـ يؤكد الحزب السوري القومي الاجتماعي، أهمية خيار الصمود والممانعة الذي شكلت دمشق رأس حربته، فنجحت في حماية المقاومة وتأمين مقومات انتصارها، كما نجحت في تكريس معادلة جديدة عنوانها انتصار محور الصمود على كل المحاور التي تخدم مصالح القوى الخارجية.

4ـ يدعو الحزب أبناء شعبنا في العراق إلى تأكيد تلاحمه الداخلي وافشال المشاريع التي تستهدف تفتيته وتقسيمه إلى طوائف ومذاهب واتنيات.. ان الوحدة هي الأساس في الحفاظ على حضارة العراق كجزء من بيئته الطبيعية وعلى تاريخه النضالي.

5ـ يؤكد الحزب ضرورة حصول اصلاحات في الأردن، لا سيما وأن أبناء شعبنا في الأردن تواقون إلى الوحدة السورية، وهذا التوق يؤكد أن لا مناص للاردن وقيادته من اتخاذ خطوات اصلاحية عملية وفقاً لتطلعات وطموحات ابنائه.

6ـ يؤكد الحزب أن الثورات والانتفاضات التي حصلت وتحصل في عدد من الساحات العربية ضد أنظمة الحكم، لا يمكن توصيفها بأنها ثورات ضد سياسات القهر والفقر فقط، بل هي ثورات ضد الأنظمة المرتبطة بـ "إسرائيل" والغرب والتي عملت على فك ارتباط الشعوب العربية بفلسطين، ما جعل الشعوب العربية تثأر لكرامتها وتعيد الاعتبار لانتمائها إلى فلسطين من خلال اسقاط الأنظمة التي تخلت عن فلسطين والمقاومة.

وأن ما حصل في تونس ومن ثم في مصر وما يحصل في ليبيا وفي غير بلد عربي، كله مرتبط بعنوان واحد اسمه فلسطن. فالانظمة التي تتهاوى اليوم إنما تدفع ثمن التخلي عن فلسطين.

لقد شهدت دول عدة في العالم العربي حراكاً احتجاجياً ارتقى في تصاعده إلى مرتبة الثورات الشعبية التي نجحت في اسقاط رموز أنظمة إستبدادية اشاحت بنظرها عن هموم الناس وحاجاتهم وتطلعاتهم، وتحولت إلى مجموعة حراسة للمصالح الأميركية ـ الصهيونية في المنطقة.

والسؤال اليوم، هل يجب أن يبقى العالم العربي بحاجة إلى الثورات كل نصف قرن، أم آنه آن الأوان لقيام نهضة تغييرية شاملة وكاملة على كل الصعد والميادين؟...

هنا تحضر أهمية أنطون سعاده، المعلم والزعيم، بوصفه مؤسس أول نهضة قومية قامت على اساس مفاهيم راقية واهداف واضحة تستهدف بناء الانسان الجديد وتستهدف ترقية حياة والأمة، وتضع في رأس أولوياتها خيار الثورة والمقاومة كأحد أوجه هذه النهضة التغييرية العظيمة.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024