شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2011-03-17
 

مالك شلهوب

عمدة شؤون عبر الحدود

أن يقترب كهل من عمره التسعين ويبقى على حيويته الدافقة، ونشاطه المستمر، فهذا أمر يدعو الى الفرح، والتقدير الكبير، ويدل على ما تزخر نفسيته من مزايا الطموح والعمل الدائم باتجاه تحقيق الأفضل.

هكذا الاستاذ الصديق مالك شلهوب (ابو شربل) الذي، مهما تحدثنا عن مزاياه، وعن مآثره المستمرة في عالم الاغتراب اللبناني، لبقينا قاصرين عن اعطائه كامل حقه، وعن الاحاطة بهذا الجبروت من العطاء الدافق، عنوانه الصدق والعطاء والايثار، والاخلاص لما يؤمن به.

ونحن اذا اعتبرنا مالك شلهوب مؤسسة في رجل، لما بالغنا، انما نحن بذلك نصفُ حقيقة ادائه مذ كان مهاجراً في كوبا، وعلى مدى المهمات الكثيرة التي تنكب والمسؤوليات الجسام التي تولاها في عالم الاغتراب، وصولاً الى ان يقول فيه مدير عام المغتربين الاستاذ هيثم جمعة، في تقدمته لكتاب: " مالك شلهوب رائد في دنيا الاغتراب " ما يلي:

مالك شلهوب هذا الرجل الكبير الذي لم تتعبه السنون، حمل وطنه في قلبه وزرعه أينما حل وكان عمله يكبر كلما كبر الزمان، وكأن عمره تاريخ من العمل المتطور النامي الذي لم يعرف الجمود او القعود او الإتكال.

صاحب السر المتحرك الذي لا يكل ولا يتعب. رائد في دنيا لبنان وفي دنيا لبنان الاغتراب هذا المتواضع على كبر! وهذا العالم على تواضع! وهذا الصابر المترفع عن ظلم ذوي القربى الجاهلين لتاريخه!

أبو شربل سافر وتقلّب في دنيا الغربة، والغربة يوم أسود ويوم أبيض. وكان وطنه دائماً في يومه الأبيض وفي أدبه الراقي عربياً كان أو إسبانياً.

إنّ الشهادة ومهما كانت واضحة المعاني لا تستطيع أن تعطي هذا الرجل حقه. وأكتفي بالقول أنّه رائد من رواد الإغتراب اللبناني وإنّه صورة بلاده وصوتها إلى العالم.

مــالـك مـاجــد شــلهـوب

سـيرة، ومســيرة مستـمرة

نشــأتـه

• من مواليد 1926 – عشاش – زغرتا – شمالي لبنان.

• حائز على دبلوم عليا في إدارة الأعمال.

• يتقن اللغات العربية والفرنسية والإسبانية وله إلمام بالانكليزية والبرتغالية.

• متأهل من السيدة غلوريا عازار، ولهما خمسة اولاد.

نشـاطـاتـه

1- فـي الحقـل الوطـني:

• شارك بنشاط وحماس في تظاهرات المطالبة بإستقلال لبنان عام 1943.

2- فـي الحـقل الاغـترابي:

• عام 1953 هاجر الى كوبا وعمل في حقل التجارة والصناعة وعاد إلى لبنان عام 1963 .

• عام 1954 عمل على إحياء جمعية الصداقة اللبنانية الكوبية وأنتخب أميناً للسّر باللغة العربية.

• عام 1958 أسس لجنة الدفاع عن سيادة وإستقلال لبنان في كوبا وأنتخب منسقاً عاماً لها.

• عام 1959 ساهم بتأسيس أول تجمع إغترابي لبناني دولي " إتحاد الجمعيات اللبنانية في القارة الأميركية " (فيال) وعين مساعداً للأمين العام.

• عام 1960 ساهم بتأسيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وهو واحد من ثلاثة أشخاص صدر العلم والخبر بأسمهم، والمسؤول عن المؤسسة لدى السلطات اللبنانية.

• عام 1961 – 1962 كلف بأعمال السفارة اللبنانية في كوبا تقديراً لإخلاصه وخدماته للجالية ولبنان " مركز فخري ".

• عام 1964 عين سكرتيراً خاصاً للأمين العام للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ورئيساً لمكاتب الأمانة العامة.

• عام 1970 عين مديراً للشؤون الإدارية والمالية في الأمانة العامة للجامعة وما زال.

• عام 1972 عين أميناً عاماً لمؤتمر الشباب المتحدر من أصل لبناني التابع للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.

• عام 1973 عينه المجلس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم المنعقد في بيروت أميناً عاماً: كما كلفه القيام بأعمال الأمانة العامة ومهام أمانة الصندوق بالوكالة لفترات متعددة.

• عام 1992 أسسس مع الحاج واصف فتال ورهيف زريق والدكتور نبيل زغلول بيت المغترب اللبناني وإنتخب أميناً عاماً له.

• حضر وأشرف على تنظيم معظم المؤتمرات العالمية والخاصة للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.

• قام بجولات عدّة على بلدان الاغتراب فأسس العديد من الفروع والمجالس الوطنية للجامعة.

3- فـي الحـقل الإعـلامـي:

• عام 1954 – 1956 راسل جريدة " السمير" في الولايات المتحدة لصاحبها الشاعر إيليا أبو ماضي.

• عام 1957 – 1960 أصدر نشرة " يقظة ضمير" في كوبا ثم إستأنف إصدارها في لبنان عام 1982-1983. فكانت منبراً لإبناء قريته " عشاش " والجوار يعبرون من خلالها وبأقلامهم عن آرائهم وتطلعاتهم.

• عام 1958 – 1960 عين مديراً لإذاعة صوت لبنان المنبثقة عن لجنة الدفاع عن سيادة وإستقلال لبنان في كوبا.

• عام 1959 – 1960 راسل مجلة " المراحل " البرازيلية لصاحبتها الأديبة ماريانا دعبول فاخوري.

• عام 1973 أصدر مجلة " العالم اللبناني " لسان حال الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.

• عام 1986 – 1990 عين مديراً لمكتب مجلة " المنبر" الإغترابية في لبنان.

• عام 1991 عضو جمعية المراسلين العرب ولم يزل.

• عام 1992 أصدر مجلة " السمير" كصلة وصل بين شطري لبنان المقيم والمنتشر ولا يزال يتولى رئاسة تحريرها.

4- فـي الحـقل الثقافـي والأدبـي:

• عام 1971 – 1973 – 1977 – 1979 أصدر أربع كتب عن تاريخ آل شلهوب ونشاطات رابطة العائلة.

• عام 1985 أصدر مؤلفاً بعنوان " الوفاء للقرية" تناول فيه العادات والتقاليد اللبنانية.

• عام 1986 أصدر كتيباً عرض فيه مراحل سيرة شفيع قرية عشاش، القديس مار بنديليمون.

• عام 1990 نشر له مركز الدراسات العلمية في مؤسسة " المردة" دراسة بعنوان: أضواء على الشمال الإغترابي.

• وضع العديد من الدراسات حول الإنتشار اللبناني ودوره في إنماء لبنان وبلدان الإنتشار.

• عام 1998 أسس المركز الثقافي الإنمائي للمغتربين مكتبة ومتحف التراث اللبناني الإغترابي.


5- فـي الحـقل الإنسانـي والإجتماعـي:

• عام 1969 أسس رابطة آل شلهوب في لبنان مع قيصر شلهوب رئيس المجلس الماروني العام آنذاك وبعض أفراد العائلة وهي تضم أفراداً من جميع أبناء العائلات الروحية اللبنانية.

• عام 1970 أنتخب أميناً عاماً للرابطة ثم رئيساً لها عام 1992 حتّى 2001.

• عام 1971 – 2006 عضو الرابطة المارونية.

• عام 1972 – 1974 عضو لجنة تشييد بازيليك سيدة لبنان في حريصا.

• عام 1978 – 1981 أنشأ مع عقيلته في بلدتهما عشاش مركزاً اجتماعياً خيرياً لتعليم الحرف اليدوية للبنات، خرّج ما ينيف عن المئتي فتاة من قضائي زغرتا والضنية المجاورتين في فن الخياطة والتفصيل واعمال التطريز وتنسيق الازهار والرسم على الحرير والزجاج ونظّم عدة معارض لنتاج الخريجات وتطوير النشاطات.

6- فـي الحقـل الـعام:

حائز على العديد من شهادات ورسائل التقدير والتنويه من هيئات الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم على اختلاف المستويات ومن هيئات رسمية ومدنية لبنانية وعالمية منها:

1. شهادة شرف وتقدير من قيادة الامين الداخلي عام 1953.

2. كتاب شكر وتقدير من قيادة الجيش اللبناني عام 1975.

3. درع مركز قدموس للنحت عام 2005.

4. ميدالية الشرف والاستقامة المذهبة من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عام 2005.

5. حاز على وسام الاستحقاق الارز الوطني من رتبة ضابط عام 2007.

الى مسيرته الغنية، فقد رغب الاستاذ مالك ان يتوّجها بتأسيس " المركز الثقافي الانمائي للمغتربين " متخذاً من بلدته عشاش مقراً له، منضماً الى مركز عشاش الخيري الذي اسسه، لتعليم الحرف اليدوية للسيدات والبنات، يحمل من عشاش بلدة نموذجية في العطاء للخير العام.

نـشـوء المـركـز الثـقافـي الانـمائـي للمـغتربـين:

ولدت فكرة جمع الإرث الاغترابي لدى المؤسس السيد مالك شلهوب عام 1958 يوم كان في كوبا حيث بالاضافة الى نشاطاته الثقافية والاعلامية والاجتماعية انصرف عن تجارة بيع المفرق بالكشة الى امتلاك مصنع للثياب الجاهزة، ولديه ممثلون في كل المقاطعات ومن بينها مقاطعة اورينتي، مهمتهم بيع نتاج مصنعه للمحلات بالتقسيط على فترات معينة فتأخر احد الزبائن عن الدفع، في اوقاتها، فإتصل بممثله هناك وسأله عن سبب تأخر التاجر، علماً بأنه كان يسدد المستحقات في اوقاتها فأجابه انّه يطالبه بإلحاح ولكنه يعد بالدفع ولا يفي.

عندها قرر الذهاب بنفسه وبوصوله الى هناك سأله عن اسباب تأخره بالدفع فقال انّ زوجته تعاني من مشاكل صحية وإنّه يصرف المال لعلاجها، فسأله ثانية ماذا تقترح ان نفعل لحل المشكلة، فأجاب سأقترح عليك امراً ربما يكون صعب التنفيذ، أطلب منك تجميد الحسابات القديمة لمدة سنة وأن تمدني ببضاعة جديدة أسدد ثمنها في الوقت المعين وسأعطيك تأميناً عزيزاً على قلبي كثيراً كونه يتعلق بشرف عائلتي واعتزازها وهو سيف جدّي لوالدتي.

وأردف قائلاً: تعرف ولا شك انّ كوبا حتى عام 1902 كانت تحت الحكم الاسباني، لذا ثار الشعب الكوبي بقيادة البطل الرمز خوسيه مارتي لتحرير البلاد وكان جدي المهاجر اللبناني، احد الذين شاركوا الثوار الكوبيين في الحرب ضد اسبانيا وفي احدى المعارك اصيب الضابط المسؤول عن فرقة جدّي فهجم عليه احد الاسبانيين للإجهاز عليه عندها هجم جدّي وهو على صهوة جواده وانقضّ على الاسباني فأرداه قتيلاً هو والحصان.

والجد كما هو معروف في كوبا وقد رفع الى رتبة جنرال اثر هذه الواقعة هو فيليبي ايليا أي " وردان حمد كيروز" من بلدة بشّري شمالي لبنان.

تأثر السيد شلهوب للقصة وقال له سأتجاوب مع طلبك ولن أحرمك من سيف جدك. فأبقيه معك وأنا أكيد بأنك ستفي بوعدك.

بعد هذه القصة الشيقة قال السيد شلهوب في نفسه أنّ لنا في المغتربات تاريخاً وتراثاً عظيمين فلما لا نحاول الاستفادة منهما. لذا بدأ في جمع كل ما يتعلق بالجالية اللبنانية في كوبا من صور قديمة ووثائق ومخطوطات وصحف ومؤلفات لكتاب مهاجرين، الى إجراء إحصاءات عن عدد اللبنانيين والمتحدرين ووظائفهم والخدمات التي قدموها للبنان وكوبا وغير ذلك من القصص والاخبار والنوادر، ولكن عند عودته الى لبنان عام 1963 لم يتمكن من حملها معه. وبقيت هذه الفكرة تدور في باله وحاول بعد إختياره في العام 1964 سكرتيراً خاصاً لأول أمين عام للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الدكتور نتاليو شدياق ورئيساً لمكاتب الامانة العامة للجامعة من إتمام هذا الموضوع. وباشر فعلياً به لكن ظروف الحرب في لبنان قضت على نواة المشروع.

وفي العام 1995 إستأنف مجدداً نشاطاته من خلال بيت المغترب في الشمال ومجلة " السمير" وفي 12 ايلول العام 1998 تمّ افتتاح " مكتبة التراث اللبناني الاغترابي" " المركز الثقافي" برعاية وزير المغتربين الامير طلال ارسلان.

مـبـادئ الـمركـز:

انّ المركز الثقافي الإنمائي للمغتربين هو مؤسسة ثقافية إنمائية تعمل للخير العام ومعترف بها من السلطات المختصة، وترفض اي تمييز عنصري او ديني او مذهبي او سياسي او عقائدي مهما كانت مرتكزاته الفكرية وتعتبر انّ الانسانية مطالبة بتجاوز كافة المعوقات التي تعترض مسيرتها نحو الافضل والامثل والسعي وبكل الوسائل من اجل تلاقي وتعايش الثقافات والحضارات المتنوعة دون إكراه او ضغط لحملها على التخلي عن مصالحها وآرائها ومعتقداتها.

هيـكـلـية الـمركـز:

يتكون المركز بشكل هرمي يبتدئ بالقمة وينتهي بالقاعدة.

القمة هي:

1- الهيئة العامة، تديرها هيئة ادارية منتخبة قوامها: رئيس– نائب رئيس– أمين عام- امين صندوق ومستشارين (2).

2- مجلس شرف اكاديمي مؤلف من اثني عشر شخصاً.

3- مجالس اختصاص.

أقسامه: متحف، مكتبة، وقسم الابحاث.

أ. المتحـف ويقـسم الـى قسمـين:

الـقسـم الاول:

يحتوي على آثار مشاهير المغتربين اللبنانيين والمتحدّرين منهم، الإبداعية والفكرية والثقافية والادبية والفنية والاعلامية والرياضية، والوثائق التاريخية والاسلحة والازياء وسواها، إضافة الى لوحات تحمل صور هؤلاء العباقرة ونبذات عن حياتهم ومراحل إرتقائهم.

القسـم الـثانـي:

يحتوي على صور المشاريع ذات المنفعة العامة، التي تحققت في لبنان، بأموال اغترابية، والمشاريع المماثلة التي قدّمها إخواننا هؤلاء بإسم لبنان في دنيا إنتشارهم، تحمل جميعها اسماء مقدميها وبلدان إنتشارهم، إضافة الى أسماء المدن والبلدات والقرى المستفيدة من هذه العطاءات ليطّلع لبنان المقيم، على ما فعل لبنان المغترب من أجله، وبالتالي تعزيز شعور هؤلاء الابناء البررة بالانتماء الى الوطن الام والاعتزاز بماضيهم واصولهم العريقة.

ب. مـكـتـبة:

مهمّتها لملمة الادب المهجري وكل ما دوّنه المغتربون وما كتب عن الاغتراب ولبنان باللغات العربية والاجنبية وغيرها من المراجع والكتب العلمية والفكرية والتاريخية والابداعية والادبية والصحف والمجلات والاشرطة التوثيقية، بغية تكوين ذاكرة لبنان المغترب، كتتمة لذاكرة الوطن الام، بحيث يكونا معاً، عماداً لكل باحث وطالب علم ومعرفة، واساساً لأي استراتيجية او خطط اغترابية تقوم بها الدولة والمؤسسات العامة او الخاصة، وهي مشرعة امام الجميع دون استثناء.

ج. قسـم الابـحاث والـتوثيـق:

يعنى بإعداد الدراسات والابحاث والاحصاءات حول الاغتراب اللبناني، وابراز حاجاته ومصالحه، وعلى جميع المستويات.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه