شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2011-03-26
 

صدور"انطون سعادة .. من التأسيس الى الشهادة 1932-1949" لانطوان بطرس

الباحث اللبناني انطوان بطرس وبعد كتاب موثق شهير له عن اعدام انطون سعادة قدم هذا الاسبوع مجلدا موثقا ضخما عن سعادة منذ تأسيسه حزبه حتى اعدامه.

حمل الكتاب الصقيل الضخم الذي يشكل مرجعا في مجاله عنوان "انطون سعادة .. من التأسيس الى الشهادة 1932-1949".

الكتاب صدر في مجلدين عن دار كتب للنشر في بيروت وورد في 1090 صفحة من القطع الكبير الموسوعي. وورد المجلد الاول في 746 صفحة. جاء الكتاب شاملا الى حد كبير فاحتوى على فكر سعادة والاحداث التي رافقت حياته وابرز المحطات التاريخية في عمله من خلال حزبه والاعتقالات الاولى التي تعرض لها ومواقفه المختلفة ومواقف خصومه ومخالفي ارائه منه واراء لاخرين في فكره واعماله.

ولعل محتويات الكتاب تعطي وبشيء من التفصيل فكرة عما ضمه من مواد كثيرة تتعلق بزعيم ومؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي من نواح شتى. بعد المقدمة التي كتبها الدكتور سليم مجاعص وردت مقدمة للمؤلف ثم كلمة شكر.

قال الدكتور مجاعص مختتما كلامه "واخيرا نقول اذا اراد المثقف لتتم مصداقية ثقافته ان يقول ان له معرفة بعقيدة انطون سعادة واذا اراد المواطن ليستقيم حسه القومي ان يقول ان له معرفة بعقيدة انطون سعادة كان هذا الكتاب لهما خير معين."

وفي "مقدمة المؤلف" قال انطوان بطرس غير المنتمي للحزب القومي "لم تكن حياة انطون سعادة سيرة مغامر طموح غدر به حظه العاثر او مصلح قومي اسقطته حساباته الخاطئة بل كانت حياته تجسيدا لمشروع كبير وسعي واع لتحقيق هدفين رئيسيين.. الاول هو بعث الدولة السورية التاريخية على انقاض موزاييك الدويلات المقتطعة... والثاني هو تحقيق نهضة قومية اجتماعية حديثة."

وقال "لا نزعم ان هذا الكتاب يرسم صورة شاملة ووافية لهذا السعي السعادي بل هو محاولة لوضع مرجع اولي متكامل لتطلعات سعادة واهدافه وفكره وجهاده."

بعد ذلك ندخل في "المجلد الاول.. السيرة والفكر". ومنه.. "الجزء الاول.. من التأسيس الى التأصيل" وفي هذا المجال عناوين فرعية كثيرة منها "التأسيس. الاغتراب القسري. الانحرافات. العودة الى الوطن. مظفرا يدخل بيروت. الانطلاقة الجديدة. 1948.. العام الذهبي.. البناء الفكري.. البناء التربوي.. التواصل الشعبي. التأصيل".

وفي الجزء الثاني نقرأ "مسرح الشرق الاوسط في حسابات كبار اللاعبين. انقلاب حسني الزعيم. هوية الانقلاب وبرنامجه. حادثة الجميزة. سعادة يتطلع نحو دمشق. تهمة التعاون مع اسرائيل. مقدمات الثورة. المباحثات مع حسني الزعيم. الثورة القومية الاجتماعية الاولى. الثورة في الميزان. المكيدة. لغز الرحلة الاخيرة. التسليم. المحاكمة.الشهادة. المكافأة والجوائز. الرفات. موقع الاعدام اليوم. يا للهول. موت تموز.. سعادة والموت. الخلفية السياسية للقضاء على سعادة. اعادة المحاكمة ام اعادة الاعتبار ام الاعتذار."

وفي الجزء الثالث عنوان "القضايا" وتحته عناوين فرعية وهي.. "سعادة والثقافة. فكر سعادة الفلسفي. سعادة والمسألة الفلسطينية والخطر الصهيوني. سعادة ومشروع سوريا الكبرى. سعادة والمسألة اليهودية - الصهيونية. سعادة في الادبيات العبرية. سعادة والعروبة. العقيدة القومية الاجتماعية. مطامع الصهيونية في لبنان."

اما القسم الثاني فحمل عنوان "المجلد الثاني.. الجداول والملاحق والمراجع" وفيه من العناوين الفرعية.. "نصوص من سعادة. وثائق. نصوص ادبية. حياة سعادة 1904-1949. اعمال سعادة الادبية والفكرية. مواقف سعادة وثوابت فكره القومي." وعرض لمواقف واعمال سعادة في السنوات الواقعة بين 1946 و1949.

وفي هذا المجلد عناوين "الخرائط" و"الصور" ثم المراجع والفهرس العام.

ولالقاء ضوء مثلا على مواقف سعادة من القضية الفلسطينية ومدى عمقها في نفسه وفي وقت كان بعض الزعماء العرب على اتصالات بالحركة الصهيوينة كما اشار الكتاب نقرأ في الفصل السادس عشر وتحت عنوان " بداية فكر سعادة" ما يلي..

"في اول تشرين الاول اكتوبر 1921 كتب شاب لبناني لم يكن تجاوز السابعة عشرة من عمره في جريدة "الجريدة" البرازيلية مقالا بعنوان "السوريون والاستقلال".

"في هذا المقال تحدث الشاب عن الخطر المحدق بوطنه وعن الحركة الصهيونية والصهيونيين. وقد وصف الصهيونيين بانهم "جمعيات وفروع في جميع اقطار المسكونة تعمل يدا واحدة لغاية واحدة وهي الاستيلاء على فلسطين وطرد سكانها السوريين منها.

"ولم يكتف بذلك بل نبه الرأي العام من "العواقب الوخيمة التي تحل بسوريا (الطبيعية) والاخطار التي تهدد البلاد فيما لو نجح الصهيونيون في مشروعهم. ولم يكن هذا الشاب الطري العود الحاد البصيرة سوى انطون سعادة."

وانطون سعادة الذي وصف بانه صاحب اول ثورة شعبية في تاريخ العرب الحديث هو ابن الدكتور خليل سعادة احد كبار رجال النهضة العربية.

الكتاب يشكل فعلا مرجعا موثقا وموضوعيا نادرا يحتاج اليه لا من يدرس سعادة وفكره واعماله فقط بل كل من يدرس التاريخ السياسي والفكر السياسي العربي الحديثين.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع