إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

خيال عصر الصفقات

سورية الغد - مازن بلال

نسخة للطباعة 2005-10-05

إقرأ ايضاً


ما الذي حدث خلال أسبوعين؟ ربما لا شيء لكن المؤشرات الإعلامية تقدم أدلة "دامغة" على صفقات، أو ربما تسويات على مستوى الشرق الأوسط وليس فقط في إطار تحقيقات ميلس. لكن متابعة مسيرة الصفقات داخل الإعلام ربما لا تنته لأنه يفتح باب التكهن، وهذه هي وظيفته، في الحديث عن الترتيبات. فيرغم المعنيين على الحديث والرفض أو ربما يمنحهم الفرصة لتهيئة الظرف من أجل "الصفقة"....



المشكلة الأساسية أن بين السياسة والإعلام علاقة تبادلية، فالآليات السياسية تستخدم الإعلام، بينما تقوم أجهزة الاتصالات بإثارة "المدفون" السياسي وتحرضه، والمشكلة تظهر عند وجود الإعلام منفردا على الساحة، أو أن يعتبر السياسيون انهم جزء من "الميكانيزم" الإعلامي .. فتتحول العلاقة التبادلية إلى انفعال إعلامي فقط ورغبة سياسية في المشاهدة أو النجومية ... هل هذا ما يحدث اليوم؟!!



لسنا بحاجة لكثير من الرصد حتى نكتشف أن عدد "المصادر المسؤولة" أو "المطلعة" باتت تفوق عدد السكان في مناطق التوتر. كما أن عدد "الكلمات" لتصريحات "الظل السياسي" تتجاوز قدرة السياسية على حساب الاحتمالات الممكنة. ومن جانب آخر فإن التراشق الإعلامي بات وحيدا على الساحة "اللبنانية" على الأقل؛ هذا التراشق الذي يتخذ "موضوعا سوريا"، بينما يتبدل جذريا مع الانقلاب باتجاه مسائل أخرى فيصبح تراشقا بلا هوية .. سمته الانتظار ...



المهم أن طبيعة "التوتر الإعلامي" يشبه إلى حد بعيد تكوين الحرب في العراق، والقائمة على "ظلال" لا يمكن تتبعها بالنسبة لمجتمعات خاضعة للضغط الإعلامي، أو أنها تختصر حياتها بالانزلاق في متاهة التحليل أو التصريح أو "الخبر العاجل". بينما تتراكم الشكوك التي تفتت القناعة بقدرة المجتمع على تسيير أموره. وأما المسائل "ذات الوزن" فإنها مدفونة في العمق الاجتماعي وليس على مساحة الإعلام الواسعة.



ربما تصبح الزوابع الإعلامية اليوم شكلا متطورا لما نعيشه على طول مجتمعنا، لكنها قائمة بذاته دون أي معادلة قادرة على التعامل معها ... فهي زوابع تعيدنا إلى الوراء ... إلى زمن الشائعات التي تطير حول "السلطان" و "الخلافة" والمدن النائمة بانتظار الخبر ... والمشكلة هنا ليست في الإعلام، إنها في إدمان الانتظار.



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024