إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الأسرى المرضى وعدّاد الموت البطيء

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2011-08-15

المركز الفلسطيني للإعلام - ذابت أجسامهم، وتضيق أنفاسهم، وتعلو صرخات آلامهم فلا دواء، ولا عمليات جراحية، ولا أجهزة مساعدة، ولا مستشفى لائق، لا نوم مريح، حياتهم وجع وألم، ولم تعد المسكنات لها أي مفعول في أجسادهم، بعضهم أطرافه مقطوعة، ومنهم من فقد البصر وغيره فقد القدرة على الكلام والآخر ينزف دما وهو ينتظر الموت، وهناك العديد منهم استشهد نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، أو توفي بعد تحرر بفترة زمنية قصيرة.

أهابوا بالأمم المتحدة ووجهوا صرخات ونداءات عاجلة لكل المؤسسات الإنسانية ومنظمات أطباء بلا حدود وأطباء العالم واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بلا مجيب، حتى فقدوا صوت الإنسانية أمام سياسة همجية احتلالية تمارس القتل البطيء بحقهم.

موت بطريقة ممنهجة

إنهم الأسرى المرضى الذين يعيشون أوضاعا اعتقالية تدمي القلوب، في ما يسمى مستشفى الرملة أو مسلخ الرملة كما يحلو للأسرى تسميته، فهاهو الأسير وليد عقل، عزلته إدارة السجون مؤخرا على الرغم من وضعه الصحي السيئ جدا، فهو يعاني من أمراض عدة منها الضغط والسكري، ويشكو من تأخر الإدارة في إعطائه إبرة الأنسولين ساعة أو أكثر عن موعدها المحدد، مما أثر على وضعه الصحي، ومطالبته أكثر من مرة بإعطائه جهاز لفحص السكري وتوفير الطعام الخاص به إلا أن الإرادة رفضت ذلك.

الأسير وليد زكريا عبد الهادي عقل، من سكان قطاع غزة بمحافظة الوسطى "النصيرات"، ومن مواليد 01/01/1963 متزوج وأب لثلاثة أبناء، وكان قد أعتقل بتاريخ 19/01/1992 م، ومحكوم بالسجن المؤبد 21 مرة وعشرين عامًا.

أم خالد زوجة الأسير وليد عقل تقول " لقد أصيب زوجي في السجن بمرضين مزمنين (السكر والضغط) والمريض بهذه الحالة يجب أن يقدم له الدواء اللازم بانتظام وإلا سوف يؤثر سلبا على حالته الصحية، كما تعتبر أنه يعاني موتا بطيئا وبطريقة ممنهجة ومقصودة مع العلم أنه يغيب عن الوعي، وأن العلاجات التي يتناولها قد تضاعف له المرض وتزيد من فرص استفحاله.

مقعد على كرسي بلا فرشة

الأسير المقعد أشرف سليمان محمد أبو دريع 24 عامًا، من سكان بيت عوا قضاء الخليل، والمحكوم ست سنوات ونصف، يعاني ضموراً في عضلات الرجلين، وقد فقد القدرة على الحركة، ويحتاج إلى علاج طبيعي, يمضى أيامه بين جدران مشفى "مسلخ الرملة" الصهيوني، لم تشفع له حالته من التعذيب والتحقيق واستخدام كل الأساليب غير المشروعة، تعرض أشرف أبو دريع لإهمال صحي، فهو منذ اعتقاله يقبع مع 25 مريضا في مستشفى الرملة، ومن المفترض أن يقدم له العلاج الطبيعي كل يوم، ولكن إدارة السجن لا تقوم بذلك، متحملا مماطلة إدارة السجن في إحضار فرشة طبية للكرسي المتحرك الذي يجلس عليه مما سبب له التهابات نتيجة عدم وجودها، فيما لا يستطيع قضاء حاجته إلا بعد معاناة.

نسيان لعامين دون علاج

الأسير علاء الدين حسونة 35 عامًا، من مواليد مدينة الخليل، كان له موعد مع الاعتقال بتاريخ 17/10/2004 وحكم عليه بالسجن لمدة 8 سنوات، عانى في بداية الأمر من أوجاع في القلب نقل على إثرها إلى مستشفى خاص "سوروكا" بغرض إجراء فحوصات طبية لازمة، وهناك في المستشفى شخص الأطباء حالته بأنه مصاب بمرض السرطان، وأنه لا فائدة ترجى من علاجه، فترك لمدة سنتين دون أية رعاية طبية ودون أن يقدم له أي نوع من العلاج، ليكتشف الأطباء بعد ذلك أن علاء يعاني من مشكلة في عضلة القلب وليس كما قيل سابقا أنه مصاب بمرض السرطان. وعند اكتشاف المرض كان العلاج متأخرا وتفاقم وضعه الصحي سوءا.

رحلة عذاب في كل ثانية

الأسير رائد محمد جمال رزق درابية من غزة ، يدفع الثمن غاليا من صحته وحياته التي تحولت كل ثانية فيها لرحلة عذاب، فقد فيها القدرة على النوم أو الاستراحة على مرأى ومسمع من إدارة السجون، التي ترفض تنفيذ حتى توصيات أطبائها بضرورة علاجه.

فبعد معركة الإضراب عن الطعام عام 2004 بعدة أشهر، بدأت أوجاع المغص الكلوي رافقها ارتفاع حرارته التي كانت تصل إلى 40-41 درجة، لم يتمكن الطبيب من معرفة السبب، بينما كان وضعه يزداد سوءا واكتفى الطبيب بتشخيص حالته بأنها "زكام" وبعد أن زعم الطبيب عجزه عن تشخيص الحالة، تم نقله لمستشفى "سيروكا" وحقنوه بإبرة غريبة، ولم يعلم نوعية الدواء الذي بداخلها لعلاج المغص، بعدها أصبح يعاني من أورام أو فقاعات ظهرت في أسفل ظهره، حيث كان عظم العمود الفقري بارزة ترى بالعين.

وعدد الأسرى المرضى الآن ما يقارب (1600) أسير مريض، منهم (15) أسيرًا مرضى بالسرطان و( 41) أسيرًا يقيمون بشكل دائم في مستشفى سجن الرملة و(160) أسير يعانون من أمراض خطيرة و(550) أسير بحاجة إلى عمليات جراحية (80) يعانون من مرض السكري (40) مصابون بالشظايا، ومنهم من لا يستطيع التنقل والحركة إلا باستخدام العكازات أو الكراسي المتحركة ويبلغ عددهم (18) وهناك 85 أسير من ذوي الاحتياجات الخاصة.

حالات حرجة جدًا

الأسير أحمد النجار – سلواد- رام الله –عمره 35 سنة ، مريض بالسرطان في الحنجرة ولا يستطيع الكلام مطلقا. وقبل ستة أشهر خضع لعملية جراحية في الحنجرة بعد أن زاد وضعه الصحي صعوبة وذلك لزيادة نشاط الورم السرطاني –فقاموا باستئصال الأحبال الصوتية والحنجرة وعمل فتحة للهواء في الحنجرة لذلك فهو لا يستطيع الكلام مطلقا وهو بحاجة دائمة إلى متابعة طبية.

الأسير محمد أبو لبدة / عبد العزيز - غزة- عمره 34 سنة، مقعد منذ يوم اعتقاله. وعلى كرسي متحرك وخضع لعملية جراحية صعبة في النخاع الشوكي قبل حوالي ثلاث سنوات لكن العملية لم تكلل بالنجاح وأصبح عنده نزيف في ماء الرأس سببت له الكثير من المضاعفات على العمود الفقري وعلى المخ وعلى المثانة حتى أنه يسحب ما تبقى من البول عن طريق الأنابيب، تصيبه الالتهابات لقلة الحركة وهو بحاجة إلى عملية جراحية أخرى لوقف النزيف الحاصل في ماء المخ، طالب عدة مرات بنقل ملفه الطبي من مستشفى هساف غلافيه أو إلى مستشفى آخر أكثر تطورا لأنه لا يثق بالأطباء في المستشفى الذين تعاملوا مع وضعه الصحي على أنه تجربة .

الأسير مريد الأخرس - يعاني من نقص دائم في الوزن وفقر الدم، وهو بحاجة دائمة إلى المتابعة الطبية.

الأسير أكرم الريخاوي- رفح- عمره 37 سنة، يعاني من الربو في الصدر والحساسية وهو يعاني أيضا من السكر والضغط وبحاجة دائمة إلى متابعة طبية.



 
جميع الحقوق محفوظة © 2024