إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

رشق إعلامي من كلنا شركاء

مازن بلال

نسخة للطباعة 2011-10-10

إقرأ ايضاً


اللحظات الإعلامية الصعبة تفترض عدم نفي أو تثبيت بعض الأخبار التي تظهر بشكل عبثي في بعض المواقع، فما أورده موقع كلنا شركاء حول موقع سورية الغد ونقل تصريحات على لسان رئيس تحريرها؛ تطلب عمليا الوقوف عند التصورات المسبقة للخارطة الإعلامية السورية، فرغم أن كلام الموقع المذكور اعتمد على تصريحات لم يقلها رئيس التحرير، واستند إلى وضع اقتصادي سوري كامل لا حاجة لموقع كلنا شركاء أن يقدمه وكأنه سبق إعلامي، إلا أن مسألة الإعلام السوري ليست بتلك البساطة التي يدعيها الموقع، فيوزع الإعلام السوري باتجاه "أجهزة" و "أشخاص".

لا شك ان سورية عانت خلال الأشهر الماضية من حالة "افتراضية" شكلت الجبهة الأساسية للحدث السوري، وكونت ظاهرة رسمت الحدث السياسية بتداعيات لا تتناسب مع نوعية الاحتجاجات في بدايتها، وهو ما نقل الحدث السوري بشكل سريع باتجاهات غير متوقعة وصولا إلى مجلس الأمن، وما يهمنا هنا هو ان الإعلام السوري مهما كانت توجهاته وقف أمام واقع غير مسبوق باتجاهين:

الأول سياسي يرتكز أساسا على ظاهرة الاحتجاجات التي كانت "غير معرفة" بالنسبة لمعظم القوى السياسية والتيارات وحتى النشطاء الموجودين، وكان المصدر الأول لمراقبتها حتى قبل أن تظهر هو صفحات الفيس بوك والأخبار العاجلة على التويتر.

عمليا واجه المحللون الذين ظهروا على بعض الشاشات موقفا يستند أساسا إلى اعتبار أن أي تحليل يمكن أن يتقاطع مع الرواية الرسمية ولو بشكل بسيط هو حالة مضادة لمطالب المجتمع، وانحياز نحو "الاستبداد"، ومارست المعارضة التي كانت تقدم معظم تصريحاتها من الخارج نوعا من الاحتكار للتحليلات، لذلك كان واضحا وجود محاولة فرز سريعة على الصعيد السياسي، جعلت من الإعلام السوري أمام افتراق واضح ليس بسبب القوانين النافذة في سورية أو حتى خوفا من المساءلات الأمنية، بل نتيجة التصنيفات التي على ما يبدو كان الغرض منها الوصول إلى واقع بعيد عن الموضوعية.

الثاني التوجه نحو ظاهرة "الإعلام المجهول المصدر" الذي اعتادت عليه القنوات الفضائية مبررة ذلك بعدم وجود مصادر موثوقة من داخل سورية، ومواجهة هذه الظاهرة إعلاميا لم تنتج حملات معاكسة لها هوية محددة، فكان الهم الأساسي مجابهة الاضطراب والكم الهائل من الأخبار وأشرطة الفيديو والإمكانيات الكبيرة التي تم طرحها من قبل بعض الفضائيات.

بالتأكيد فإن الاضطراب في سورية وحملات العقوبات الاقتصادية أثرت بشكل سريع على كافي المناحي ومنها الإعلام، وكلنا شركاء لا تقدم "سرا" عند الحديث عن الإرباك الاقتصادي للعديد من وسائل الإعلام، لكنها في نفس الوقت تقوم بعملية إدخال غير مفهومة لحالة مؤسسة بذاتها مستشهدة بكلام لم يقله رئيس التحرير لتجعل منه "تصريحا"، وربما في الظروف العادية يمكن أن يؤدي مثل هذا الأمر لمساءلات قانونية كونه يتجه مباشرة نحو أعلى سلطة في البلاد، لكن على ما يبدو فإن موقع "كلنا شركاء" ليس مهتما بنوعية الخارطة الإعلامية والمخاطر التي ظهرت في وجهها نتيجة "الواقع الافتراضي" خلال الأشهر السبعة الماضية، فالموقع يعمل من خارج سورية وهو قادر في ظل استباحة دولية أن يتعامل مع أخبار وتصريحات وهو يعرف تماما صعوبة الملاحقة القضائية في هذا الظرف تحديدا.

المصدر : سورية الغد


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024