إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ضد الحرب ... ضد الاغتيال اغتيال جبران تويني ... وذاكرة العنف

مازن بلال - سورية الغد

نسخة للطباعة 2005-12-12

إقرأ ايضاً


ليست لحظات الانفجار غريبة .. فهي بشكل دائم تطلق الغضب الذي نختزنه منذ لحظات ملاحقة المعتزلة ومرورا بمشانق 6 أيار وانتهاء بالبريق الذي كان ضحيته "جبران تويني". حتى ولو كان صوت جبران تويني يخنق القلق في داخلنا ... حتى ولو كانت الكلمة تستفزنا في الأوقات العصيبة، لكن اغتصاب حق الآخر لن يكون يوما قانونا يدفعنا إلى التوقف عن البحث لوقف الحرب ... لوقف الاغتيال، لإيجاد حل للتطرف الذي يسير اليوم داخل المجتمع.


ربما لا يعنينا الكثير من التحليلات لأن الأطراف السياسية تعرف تماما كيف تتعامل مع الحدث، وكيف ترسم "واقع العنف" أفقا لما تريده أو تسعى إليه، بينما تبقى الكلمة والحق في الاختلاف والتعبير ضحية وسط الفوضى التي يتم زجها داخل ثقافتنا.


والمسألة ليست مجرد اغتيال فقط، أو استهداف لشخصية سياسية ... إنه استكمال لمسيرة الشك التي تجتاح المجتمع في لبنان وسورية بعد أن كسرته في العراق. فالاغتيال عندما يصبح على سوية القسوة التي تحدث في لبنان، وعلى أطراف التنازع لإيجاد مخارج سياسية فإننا نعرف أن العنف لم يعد يستهدف الموقف السياسي بل الطاقة على التعامل بـ"السلم الأهلي" داخل مجتمع يعرف أنه يملك التنوع وأساليب الحوار.


وفي الوقت التي تظهر التصاريح السياسية كناطحات سحاب على أشلاء الصحفيين الذين يقتلون، فإننا لا نملك سوى التوقف عن منح "المؤشرات السياسية" أقصى ما عندنا، لأن العنف الذي حصد الكلمة والرأي، سواء اختلفنا معه أو اتفقنا، هو أكبر من مجرد "مؤشر". ودم اللبنانيين والسوريين والعراقيين أغلى من التحليلات السياسية التي يتحفنا بها الكثيرون اليوم.


لم يكن بإمكاني الاتفاق يوما مع المواقف المعلنة للمرحوم جبران التويني، وليس بإمكاني أن لا يجتاحني الإحباط لمشهد انتهاء "كلمة" أو "موقف" أو "رأي" ... وبالطبع وضع حد لصورة إنسانية .. لأن الاغتيال مهما استهدف يغتالني شخصيا ... ويحاول وضع "الخوف" و "القلق" وسط محاولات لاستكمال مساحات الحوار داخل وطن مهدد بالحرب ... بالاغتيال ... بزرع ذاكرة العنف بدلا من الفرح الذي خلق المجتمع ويسير به نحو المستقبل.



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024