إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الحزب يشيّع الأمين نصري صعب في كندا

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2012-11-13

شيّع الحزبفي كندا الأمين الراحل نصري صعب في مأتم مهيب، حضره إلى جانب عائلة الفقيد عدد من مسؤولي الحزب يتقدّمهم عميد التربية والشباب الرفيق نضال القادري، وأعضاء المجلس القومي: الأمين نزار سلوم، الأمين حبيب الحجار والرفيق عيسى حاماتي، ومدير مديرية مونتريال الرفيق إنعام العدس، ومدير مديرية أوتاوا الرفيق يوسف الغريب وجمع من القوميين الاجتماعيين.

كما حضر القائم بأعمال السفارة اللبنانية سامي حداد، نائب رئيس بلدية أوتاوا الياس الشنتيري، الأب غطاس حجل، طلال حبيب على رأس وفد من التيار الوطني الحر، وفاعليات ثقافية واجتماعية من أبناء الجالية وحشد من المواطنين والأصدقاء.

بعد مراسم التأبين أدى القوميون الاجتماعيون تحية الوداع، ثمّ ألقى عميد التربية والشباب الرفيق نضال القادري كلمة التأبين المركزية، وقال فيها: لقد شاءت الأقدار أن أقف اليوم في تأبينك يا عزيزنا نصري صعب، وأنت الأمين من حزبنا السوري القومي الاجتماعي، والكريم كزوبعة من عطاء لا يتعب، ورفيق الدرب العزيز على قلوبنا جميعاً.

أضاف: ما يضاعف حزننا ويزيد من ألمنا على فراقك، أنك أتممت على حزبك حصة كبرى من نعمة المحبة والوفاء، وما بخلت بمقدارها على أهلك وعائلتك، وعشت مع رفقائك سنوات نضال بحلوها ومرّها، وبوقفات عزها، وأبداً ما تعبت وما بدّلت تبديلا.

وتابع: ها نحن نلتقي اليوم في هذا الحفل التأبيني، لنتذكر معاً الأمين نصري صعب، وهو عزيز فقدناه، نتذكر فيه إنساناً رائعاً بلغ في أخلاقه وسلوكه قمة عليا في النبل والسمو. كان مناضلاً وطنياً يتسم بالنقاء والثبات المبدئي وبعمق الانتماء. كان واضحاً كالشمس، صلباً في حياته وفي مواجهة أزمته الجسدية. كان المدافع الدائم عن المظلومين، والسخي في العطاء، فلم يبخل في التبرّع لكنيسة قيد الإنشاء في أوتاوا، أو لجمعية أهلية وطنية تعمل لصالح الخير العام، كما لبناء دار سعادة الثقافية والاجتماعية في ضهور الشوير، ولمركز الحزب في بيروت، ولمديريته في أوتاوا، وللمنفذية التي أحبته في راشيا الوادي، والتي أطلقت على إحدى قاعاتها اسم: قاعة الأمين نصري صعب.

كما أذكر حرصه على المساهمة في تضميد جراح أبناء شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي بعد مجزرة حلبا، الذين ساواهم في العطاء مع أطفال فلسطين، أبناء شهداء الاعتداء "الإسرائيلي" العنصري الحاقد على غزة عام 2008.

وقال عميد التربية: إن القيم والمبادئ التي آمن بها الأمين الراحل نصري صعب، هي قيم النهضة السورية القومية في مواجهة آفة الطائفية التي خرّبت البلد، وسمّمت عقول بعض الناس، وأوجدت الخوف بين أبناء الوطن الواحد، وساهمت في نشر الفساد السياسي والمالي والإداري، وتقاسمت غنائم الحروب بين عائلات الإقطاع والمِلل والتبعيات الأجنبية، واستكملت فسادها في تغيير معايير الكفاءة والمساواة بين المواطنين، ولذلك أوقعت نصري صعب مبكراً في غربته الكندية، كما الكثيرين من أبناء بلدنا، والنتيجة ضياع فرص كثيرة لم يوفرها النظام المهترئ لأبنائه الجديرين بالطموح والتقدم.

وأوضح أنّ حزننا اليوم، لا ينبع من لحظةٍ تمكنَ فيها قدر الموت من الفوز على حين غفلةٍ من فقيدنا، بل لأنه تقاسم معنا الحزن والفرح والأمل والانتصار في فلك الأمة السورية الكبير، وبقي لديه نبض الصراع الأخير يتواضع هلالاً خصيباً من التحدي والقوة والصمود للمرة الأخيرة. وفي وقفات عزه كان يدرك خطورة أعدائه الرجعيين والطائفيين والتبّع للإرادات الأجنبية، وللسفارات، والمتهوّدين، أما سفينته فكانت تمخر عباب البحر إلى برّ الأمة التي تحبّ الشمس والحرية.

أستذكرُ الأمين نصري صعب عندما أخبرته أنّ حزبنا قد منحه وسام الثبات العام الماضي، وهو الوسام الذي يمنحه رئيس الحزب بمرسوم لكلّ مَن مضى على انتمائه إلى صفوف النهضة خمسين عاماً، فقال لي: "يا رفيقي نضال، لقد شعرت بصحة عقديتنا القومية وأنا أصارع متاعب الاغتراب ربما أكثر من أيّ وقت مضى، ورأيتُ وطني من الخارج من دون زيادة أو نقصان، كما أراده أنطون سعاده في قوميته الاجتماعية المتينة، وها أنا أدرك حاجتي إليه أكثر، ها أنا أتجدّد في محبته ولا مفرّ لي من قدر المشيئة".

اليوم، أنقل إلى عائلة الأمين الراحل نصري صعب الكريمة، وبشكل خاص إلى زوجته الصابرة، مقداراً من المحبة والتقدير والتعازي الحارة، باسم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان وباسم قيادة الحزب، وباسم القوميين الاجتماعيين في الوطن وفي كندا وعبر الحدود. ونقدّر في حزبنا بكلّ اعتزاز وفخار سيرة الأمين النضالية والاجتماعية العطرة، وسنبقى نستذكره في محطاتنا الجميلة التي عرفناه بها، مُلتزماً، ومتفانياً بمناقبية لا تضاهى، مُضحّياً بكلّ شأن خاص في سبيل قضيته القومية الاجتماعية التي تساوي الوجود ولا يعلوها أيّ شأن صغير، خاص، أو رخيص. وها نحن نقول لفارس ترجّل: أجسادنا قد تسقط، أما نفوسنا التي تحمل القلم والكلمة، والعناد، والزاد، والبندقية، وبهجة الصراع المجبول بحلم الحياة الحرة الجميلة قد فرضت حقيقتها على هذا الوجود



 
جميع الحقوق محفوظة © 2024