إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

"حقنا في الاختيار"...الرغبات القادمة ....

مازن بلال

نسخة للطباعة 2005-12-26

إقرأ ايضاً



ما نريده ربما لا يقتصر على لون واحد .. ورغبتنا اليوم تتجاوز أبعاد الإجراء السياسي المعتاد، فلأننا نتجاوز الوقت الاستثنائي، أو لأن التكوين العام يضعنا ضمن دائرة الضوء فالمطلوب رفع بعد الرغبة بالتغيير إلى "الخلق" ...


ما نريده هو ابتداع الرسم القادم .. أو حتى نسيان الماضي .. لأننا دخلنا زمنا جديدا وربما لا يفيد نبش المسؤولية أو التعثر بأخطاء السابقين .. فنحن لسنا "اللاحقون" حسب التعبير التراثي، بل يجب ان نكون "تفرد للزمن" بتجاوز المألوف.


لحظات الانتظار تطول أحيانا لكنها تسفح بسرعة عندما يصبح للآتي معنى، وإذا كنا قادرين على تجاوز ازمة الشهرين القادمين، فسنستطيع إيقاد معان جديدة لمشروع فقد آلياته عبر أكثر من نصف قرن.


لسنا نعلق آمالا على مؤتمرات أو مشاريع قادمة فقط، بل نطرح ما يمكن أن نخلقه لأننا لم نفقد إيماننا بأنفسنا بعد وما زلنا نسعى لخلق زمن جديد مع الجميع دون شروط مسبقة، ومن داخل الوطن وليس من خارجه، وبإلغاء ثنائية "السلطة" المواطن التي نحاول عبثا تفكيكها معرفيا.


وسط دعوات "الحوار الوطني"، أو الجدل القائم حول المستقبل، ربما نستطيع نسيان "حوارات" الفضائيات، والتركيز على قيمة "الذاكرة" التي يتم نسفها اليوم. فالمسألة خرجت عن إطار "الحوار" .. ويحق لنا السؤال لماذا "الحوار" أصبح قيمة مطلقة، وكأنها المقدس الذي لا يمكن أن يحتوي على آليات!! وهل يحق لنا أن نسأل من هم أطراف الحوار ... نجوم الفضائيات أم الثقافة الاجتماعية المهروسة تحت وطأة الضغط السياسي ...


الحوار ليس قيمة مطلقة بيد المعارضة أو الدولة .. والحوار لا يقوم على افتراضات بل على مشروع .. والحوار هو في نهاية ثقافة اجتماعية وليس إجراء بيد تيارات تستعرض قدرتها على القنوات الفضائية.


ما نريده للقادم هو "فصل" استراتيجي بين الماضي والقادم، دون الغرق بارتجال إلقاء المسؤوليات، لأن الغد ليس ملكا لنا بل لأجيال قادمة

نقلا عن سورية الغد

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024