إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

عمليات الإقناع و .. عمليات الفساد ..يقظة السنة الجديدة

مازن بلال

نسخة للطباعة 2006-01-03

إقرأ ايضاً


مهاجمة السيد عبد الحليم خدام لا تقدم أي حقيقة جديدة، وربما تتوافق مع الإيقاع السياسي الذي دفع خدام لإطلاق تصريحاته، فالحدث هو في النهاية صورة فقط للملفات المؤجلة، أو التي يرى البعض أنها يمكن أن تؤثر بشكل عام على الإيقاع السياسي فيما لو فتحت. فما حدث في الساعات الأخيرة من العام الماضي هو في النهاية خلاصة موضوعية مرتبطة بآلية التعامل مع الوطن. على الأخص أن السيد خدام حسب قوله "آثر الوطن على النظام السياسي"، رغم أن التعامل مع المفهومين لا يبدو واضحا على الأقل في مسيرة خدام السياسية.


والمجتمع السوري لا يحتاج عمليا إلى كم الأسطر التي أهدرت في مجلس الشعب حتى يقتنع بأن ما قام به خدام ليس من اجل الديمقراطية ومكافحة الفساد ... كما ان المجتمع يرى في الواقعة نوعا من العودة إلى الذاكرة وإلى ملفات الفساد التي تبقى عالقة وكأنها موضوع يحتاج في كل لحظة إلى من يذكر به، أو يمارس فعلا "فاقعا" حتى نعود إلى تقديم كشوف الحسابات حول الأموال المهدورة او استغلال السلطة.


وإذا كنا بالفعل نريد النظر إلى العام الجديد على مقياس المستقبل، فإن ما قاله خدام ربما يشكل البداية لصياغة منهجية "الوطنية"، بعد أن أسسناها على قواعد مهتزة قادتنا في النهاية إلى عمليات التخوين من طرف، وإلى ادعاء النزاهة وعدم المسؤولية عن ما حدث من اخطاء.


محاسبة السيد عبد الحليم خدام ربما تنتقل لو أردنا إلى رسم جديد، لأن فساد لا يتعلق فقط بأشخاص أو نظام، فهو قادر على التسرب إذا لم نستطع إيجاد صورة لمستقبل الدولة القادرة على صيانة الحق العام، وعلى تكريس أن الوطن فوق الجميع وللجميع، وليس حالة يمكن تشكيلها على مقاس الأشخاص أو طرق تفكيرهم.


ما حدث في نهاية العام الماضي لا يشكل تطورا دراماتيكيا للوضع السياسي السوري، إلا أنه يمكن أن يكون حالة من الانفصام داخل المجتمع إذا لم ننظر إليه ببعده العام الذي يدخل في جوانب متعددة تعالج الرؤية لدولة الحداثة بالدرجة الأولى.


عن سورية الغد



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024