إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

نختار .. أم يختارنا الوطن.. مساحة الأزمة

مازن بلال

نسخة للطباعة 2006-01-03

إقرأ ايضاً



عودة هادئة لمقابلة عبد الحليم خدام ربما ترجعنا من جديد إلى مساحة الخوف التي نزرعها بأنفسنا، فإذا كان السيد خدام أظهر حسابا تاريخيا، حسب منطق المقابلة، لكنه في نفس الوقت أوضح نوعا من الإخفاق الاستراتيجي في رسم الصورة السورية، ليتركها عائمة على جملة من "النصائح" و "المقترحات" التي قدمها، فالمهم ليس ما قاله بل ما قدمه من مشهد سياسي يحاول عبره إثبات "تآكل" التكوين السياسي السوري، وهذا الأمر هو قمة الخوف التي بدأت منذ جريمة اغتيال الحريري وحتى اللحظة.


وبالطبع لن يكون النائب السابق للرئيس السوري مقنعا في دفاعه عن الإصلاح أو الديمقراطية، أو تقديم رؤية استراتيجية لسورية، لأن هذه الوظيفة ليست من مهمة المقابلة فالمهم هو استكمال حالة الانحسار في التعبير عن المجتمع السوري، عبر خلق حالة من التطويق لأي مرحلة قادمة. فالمقابلة لن تقدم أو تؤخر في مسألة الضغط على دمشق، لكنها بلا شك اختراق واضح لإرباك المجتمع أكثر من كونها مساحة قلق للنظام.


والرد السوري كان تقليديا بمهاجمة النائب السابق، وبإزاحة الستار عن الفجوات، أو الفساد، التي انتابت مسيرته السياسية، علما أن بعض الصحف اللبنانية قامت بهذا الدور، إضافة لعدد من السياسيين اللبنانيين الذين وإن لم يخفوا ارتياحهم لأقواله، لكنهم طالبوه بالكشف عن دوره الحقيقي. لذلك فإن التعامل السوري مع المسألة بقي ناقصا، وربما يحتاج إلى المزيد من تكريس الثقة بالقدرة على التعامل مع مثل هذه الأمور على الصعيد الداخلي، وبعيدا عن مسارات التحقيق التي اعتبرت ان ما قاله يشكل قفزة نحو معرفة "الحقيقة"!!


ويمكننا اعتبار مسألة ما أسمته قناة العربية "انشقاق" خدام على أنه تحول في مسألة "المحاسبة" التاريخية التي تطرحها بعض شخصيات المعارضة، لأنه شكل استباقا لها ومن قلب "النخب الحاكمة" .. فهل يمكن الاقتناع اليوم بأن الوظيفة المستقبلية هي التعامل مع الماضي بعد أن بدأ هذا "الماضي" بالانقضاض علينا. فالمواجهة اليوم تظهر بوضوح على انها حذف مساحات الخوف التي خلقها الوضع الإقليمي، والتفرغ للمستقبل لأنه هو ما يعنينا وهو وحده القادر على استبعاد الذعر من الآتي.


عن سورية الغد


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024