شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2006-01-19
 

ربيع دمشق ...مساحات جديدة

مازن بلال


لم يكن ما يسمى "ربيع دمشق" برجالاته، إنما بالطاقة الاجتماعية على دخول تجربة لم تنته رغم الأيام القصيرة للمنتديات. وبعد إطلاق معتقلي "ربيع دمشق" فإن التجربة تبقى معلقة بانتظار القراءة، أو لصياغة "معارضة" على شاكلة القرن الواحد والعشرين. دون ان يعني هذا الأمر تقليل شأن أي تحرك سياسي نشهده اليوم حتى ولو اختلفنا معه.


إطلاق المعتقلين ربما يعيدنا إلى طبيعة التجربة السياسية التي تعيشها سورية، بكل تعقيدتها المرتبطة بتاريخ سياسي يحاول البعض وضع نقطة إجرائية له، لكنه تاريخ بدأ منذ الاستقلال حيث لم يكن متاحا بناء تجربة مستقلة عن الثقافة الاجتماعية من جهة وعن الرسم الاستراتيجي الدولي الذي دخلت فيه سورية بشكل مباشر سواء بعد ظهور "إسرائيل" أو سياسة المحاور او حتى الحرب الباردة، واليوم "الفوضى البناءة". لكن التحدي الذي واجه الحياة السياسية السورية يجب أن يبقى استحقاقا للارتقاء بمستوى الأداء السياسي العام، وليس عاملا تجميد او الحد من الإفساح للتجارب كي تتطور. فرغم التجارب القاسية التي عاشتها الحياة السياسية السورية، لكنها مراحل يجب ان تقرأ بهدوء كي تفسح المجال في "الغد" للارتقاء بالمجتمع عموما.


ربما علينا اليوم أن نشهد مرحلة من الثقة بالطاقة الاجتماعية، لأنها بالفعل رهان حقيقي في وجه الاستحقاق السوري، واعتبار "الوجود السياسي" شأن لا يهدد الآخرين بل على العكس يغني التجربة العامة للوطن .. والثقة بالطاقة الاجتماعية ستفتح أمام الأجيال الجديدة مساحة حقيقية للتفكير في وسائل المستقبل، مهما كانت التجارب السورية السابقة مضطربة بفعل عوامل مختلفة. ما نشهده اليوم لا يرتبط بإطلاق معتقلين، بل هو أيضا رغبة في قراءة التجربة وفي معرفة الجغرافية – السياسية التي نريدها لسورية في ظل اضطراب إقليمي واضح. فإذا كانت السياسات الدولية لا تترك لنا مجالا واضحا للعمل بهدوء فإننا في نفس الوقت نحتاج إلى جرأة بالاعتراف بأننا مطالبون بإيجاد حلول للتعامل مع وضع استثنائي. دون النظر إلى "أولويات" ربما تعطل حرية الاختيار والتجربة والتفاعل ما بين التجارب التي شهدتها سورية منذ الاستقلال.


إطلاق المعتقلين لا يطوي صفحة التجارب ولا يقدم نقطة لمرحلة جديدة، لأننا على ما يبدو مطالبون بالعمل على مراحل متكررة حتى نستطيع تجاوز عمليات الفرز السريعة التي تفرضها الأشكال السياسية الدولية، أو حتى الوضع الإقليمي العنيف


عن سورية الغد



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه