إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الشـهيد الرفـيق حسـين البـنا

اﻻمين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2013-07-29

تهتم "لجنة تاريخ الحزب" بانجاز القسم الاول من سير شهداء الحزب في المرحلة 1936-1974، وهي قد انهت معظم تلك السير وأحالت بعضها الى منفذيات لابداء الرأي او لتسديد معلومات تغني النبذة.

وتأمل اللجنة في اهتمام المنفذيات، ان تتمكن من انجاز كل السير عن شهداء الحزب في الفترة اعلاه.

هنا سيرة الرفيق الشهيد حسين البنا، وهو اول رفيق سقط في العراك ضد العدو الصهيوني . ل. ن.

*

الشـهيد الرفـيق حسـين البـنا

كان الرفيق حسين البنا في سنته الثانية والعشرين عندما غادر بلدته شارون للبحث عن عمل في العاصمة اللبنانية، دون أن يكون تمكن من تلقي العلم كمعظم أترابه في تلك الفترة حيث كانت الدراسة حكراً على أبناء العائلات الميسورة.

في بيروت، راح الرفيق حسين يبيع الكاز على طنبر. وفي وضعه المالي هذا تأثر بأفكار الحزب الشيوعي فانضم إليه، إنما إلى حين، إذ التقاه الامين عجاج المهتار وراح يشرح له عن العقيدة القومية الإجتماعية.

كان الرفيق حسين تأثر، كالعديد من أبناء شعبنا، بموقف سعادة الجريء إزاء القضاة الفرنسيين في المحكمة العسكرية إثر إنكشاف أمر الحزب في 16/11/1935. وفي أيار من العام 1936 انتمى الرفيق حسين البنا إلى الحزب.

في تلك السنة كانت أحداث فلسطين تجذب أبناء الأمة، وتضغط على وجدانهم تجاه ما كان يقوم به الإنتداب البريطاني من تسهيل للهجرة اليهودية الإستيطانية. ومثل العديد من رفقائه الذين انتقلوا إلى فلسطين للجهاد ذوداً عن حقها ومصيرها، انضم الرفيق حسين إلى فرق المجاهدين التي توجهت من كل أنحاء الوطن، بعد أن كانت اندلعت الثورة الفلسطينية الكبرى في أوائل شهر أيار 1936.

في كتابه "فلسطين عبر ستين عاماً" يقول المناضل الفلسطيني إميل الغوري "من الحق أن أسجل أن الشيخ محمد الاشمر وأبطال حي الميدان وحي الشاغور في دمشق ونادي المثنى في بغداد وأفراداً من عصبة العمل القومي والحزب القومي السوري في لبنان كانوا في طليعة العاملين لصالح ثورة فلسطين، والمتطوعين للقتال في سبيل الدفاع عن الأراضي المقدسة. ولعب هؤلاء المتطوعون من العراق والأردن وسورية (الشام) ولبنان أدوار مجد وافتخار في ميدان الجهاد واستشهد عدد من أبطالهم في معارك الثورة".

بدورها تقول الموسوعة الفلسطينية في مجلدها الأول أنه "دخلت قوة عسكرية شكّلها الحزب السوري القومي الإجتماعي باسم فرقة "الزوبعة" شمالي فلسطين في صيف 1936 وساهمت في أعمال الثورة والجهاد وعادت هذه القوة إلى لبنان في أواخر شهر أيلول 1936 وكان عدد أفرادها نحو 75 رجلاً عمل معهم بعض المنتمين إلى الحزب المذكور في شمالي فلسطين.

ثم تضيف في مكان آخر: "وفي إطار الممارسات العملية لنصرة القضية الفلسطينية قام العديد من أعضاء الحزب السوري القومي الإجتماعي بالتطوع للقتال في صفوف مقاتلي ثورة فلسطين الكبرى 1936 – 1939 وكان من بين هؤلاء سعيد العاص وحسين البنا".

كان الرفيق حسين قد التحق بالفرقة المقاتلة التي كان يقودها الشيخ محمد الاشمر (من دمشق وهو من القادة البارزين في الثورة السورية الكبرى 1925 – 1927) وهذه كانت تتضمن فرق المتطوعين الذين اندفعوا إلى فلسطين وتولى قيادتهم الميدانية فوز الدين (المعروف بـ فوزي) القاوقجي.

الموسوعة الفلسطينية توضح ذلك القول: "بعد نشوب الثورة المسلحة في أيار 1936 جهّز العراق (الرسمي سراً والشعبي علناً) قوة عسكرية وافية تألفت من متطوعين للجهاد كان من بينهم ضباط وجنود من رجال الجيش العراقي، وأسندت قيادة هذه القوة إلى فوزي القاوقجي. ترك تشكيل هذه القوة رد فعل عميقاً في الاوساط العربية فتطوع للعمل تحت لواء القاوقجي الكثيرون من أبناء سورية (الشام) ولبنان. وقد دخلت هذه القوة الأراضي الفلسطينية في أوائل شهر تموز 1936 واتخذت مراكز لها في منطقة المثلث (نابلس – طولكرم – جنين) والتحق بها الكثيرون من المجاهدين من أبناء هذه المنطقة، وقامت بأعمال هامة ضد الاعداء".

في مذكراته، يعرض القائد فوزي القاوقجي للمعارك التي نشبت بين قواته والقوات البريطانية من جهة. بعد معركة ناجحة في منطقة لبعا ليلة 2-3 أيلول 1936 تكبد فيها العدو خسائر فادحة، حصلت معركة ثانية صباح 24 أيلول في المناطق المحيطة بقريتي جبع ولبعا (قضاء نابلس) تدخلت فيها الطائرات البريطانية وقصفت مواقع المجاهدين، إلا انها اضطرت للإنسحاب بعد ان أصيبت إحداها. وفي هذه المعركة أيضاً تكبد العدو خسائر جسيمة، فيما سقط ستة شهداء وتسعة جرحى، كان من بينهم الرفيق حسين البنا.

يــوم شـارون:

يورد الامين جبران جريج في الجزء الثالث من مجلده "من الجعبة" التالي:

" بعد خروج الزعيم من الاسر الثاني الذي امتد في 30 حزيران 1936 إلى 12 تشرين الثاني 1936، وكان عرف باستشهاد الرفيق حسين البنا وسمع هتافات القوميين الذين تظاهروا حول سجن الرمل بعدما حضروا مأتم الشهيد، " قرر على الفور إقامة المهرجان لتكريمه في مسقط رأسه شارون، على ان يكون التجمع في صوفر، ومنها تسير المواكب سيراً على الأقدام إلى شارون، إذ لم تكن الطريق قد وصلت إليها. كان سعادة يتقدم آلاف الرفقاء والمواطنين الذين احتشدوا في صوفر. المهرجان كان رائعاً وفيه خطب سعادة، واصفاً الرفيق حسين البنا على انه أول شهيد من الحركة السورية القومية الإجتماعية يسقط في الصراع القومي المسلح المباشر ضد اليهود". وألقى الامين عجاج قصيدة بعنوان "شهادة حق".

ويضيف، نقلاً عن الامين عجاج المهتار: "عند نهاية المهرجان شكل سعادة فريقاً من ثلاثة اعضاء من اجل زيارة قرى الغرب العالي وشرح مبادئ الحزب للمواطنين فيها، وقد تألف من الامين عجاج المهتار والرفيقين محمد القاضي ومحمد الباشا ".

ويضيف الامين عجاج: "إقبال المواطنين كان بالمئات وصوتهم صارخ: ما بدنا شرح، المشهد وخطاب الزعيم، وبس. كانت الليلة الاولى في شارون. تدفُق الناس أجبرنا على وضع الحراس لتنظيم المرور، وانتمى العشرات من المواطنين بينهم بالطليعة الرفيقان رشراش الصايغ ونجم الأحمدية.

قصيدة شهادة حق للأمين عجاج المهتار:


"راح الـخريف، وطلّ عالـمرج الربيعْ *** بالورد... والراعـي شـمل القـطيعْ

لـما ابتـدينا غوت كرحـال الـحياةْ *** صـرنا شهـادة حق عـمّدها النجيعْ

* * *

لـما وثبـنا صفوف ومشـينا جنـودْ *** وصـرنا نشكّ عظامنا سياج للحدودْ

النير انكسرْ وتـحطمت هـاك القـيودْ *** وبـرج الـكرامة بسورية أصبح منيعْ

* * *

مـوت الشـهيد الحسي في ظـل القنا *** عـاأرض طالبـها الدخيل وهـي لنا

مكـّن أساس الـزاوية بركـن البـنا *** والـحق بيّن، ما بـقي ممكن يـضيع

* * *

بصـروحنا قامـت دعـايم أربـعـةْ *** ورمـوزها بـروح الحـياة مشـبّعةْ

وحـصن المـبادي عاهـدير الزوبعـةْ *** رغـم الأعـادي صار بنيانو رفـيعْ

* * *

مشـيت جـحافلنا على سـاق وقدمْ *** ولّي صـدمنا قرقـش كواعـو ندمْ

والـبرج، مهما بريح عاصـف ينصدمْ *** بيـظل عالي... والهوا يرجـع صديعْ

* * *

وبـلادنا بالـروح قــمنا نفتـدي *** وعـدروبنا بنـور المبادي منهتدي

وليّ بيقـصدعـا حـمانا بعـتـدي *** ما بيسـتطيع يذلّنـا، ما بيستطيعْ

* * *

ومهـما عليـنا الضغط مطرقتو ضربْ *** وتـجمهروا الأخصام أفواج وصربْ

لا بدّ ما كـنـوز الحقـيقة تـنعربْ *** وروح السعادة تسود عبـلاد العربْ

والـزوبـعة بتخفـق على روس الـجمـيع"

بـطاقـة هـويـة:

- الإسم الكامل: حسين علي البنا.

- اسم الوالدة: سليمة سلمان البنا.

- مكان وتاريخ الولادة: شارون (قضاء عاليه) عام 1903.

- اقترن من السيدة وسيلة العبّني (من قرية بمهرية، قرب عين زحلتا) إنما لم يرزق منها اولاداً.

- انتمى إلى الحزب في منفذية بيروت في شهر أيار عام 1936 بعد أن كان انتقل إلى العاصمة

اللبنانية عام 1925 للعمل فيها.

- استشهد في معركة بلعا (نابلس) في 24 أيلول عام 1936.

*

يفيد الرفيق رؤوف فياض في مقابلة بتاريخ 2/12/2001 ان حسن، شقيق الرفيق الشهيد حسين البنا، كان بدوره رفيقاً وكان مديراً لمديرية صوفر عام 1944، عند انتمائه (اي الرفيق فياض) الى الحزب.

اولاده: فؤاد، سمير، خليل وامال .



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024