شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2013-08-02
 

لا وصول الى الشعب الا بالبطولة الواعية

يوسف المسمار

سؤال وجيه أن يُسأل السوري القومي الاجتماعي من اي مواطن سوري : " ما هو تشخيصك لفشل الحزب السوري القومي الاجتماعي في الوصول الى الشعب مع أن صاحب الدعوة الى القومية الاجتماعية قال :" ان معركتنا الحقيقية هي الوصول الى الشعب" ؟ "، ومن حق المواطن أن يحصل على جواب كما ان من واجب القومي الاجتماعي أن يجيب بما فيه الكفاية شرحاً وتوضيحا لاقناع المواطن بالحقائق وازالة هواجسه والشكوك .

المفهوم القومي الاجتماعي النهضوي:

أما أن يأتي السؤال من عضو قومي اجتماعي فالأمر مختلف تماماً ، لأن مفهوم مصطلح الشعب بالنسبة للمواطن العادي هو غير مفهوم مصطلح الشعب بالنسبة للسوري القومي الاجتماعي. ففي مدرسة الحزب لا معنى للكلمة الا اذا عُرّفت . فاذا قلنا مثلاً كلمة : "إلــه " فعلينا أن نوضح مدلول الكلمة . واذا قلنا كلمة: "اسلام " فينبغي أيضا أن نحدد معناها ومدلولها . فكلمة " إلــه " يمكن أن تعني إلــه الخير والأخيار كما يمكنها أن تعني إلــه الشر والأشرار . وكلمة "اسلام" يمكن أن يكون الاسلام لرب العالمين البرآء الصالحين المصلحين أو الاسلام لرب المجرمين الفاسدين المفسدين. ولذلك قسَّم السيد المسيح الناس الى فئتين : فئة المؤمنين بالله المحبين، وفئة المرائين المبغضين الحقودين . وصنَّفهم النبي محمد صنفين : صنف الصادقين الرحيمين، وصنف المنافقين المستكبرين الحسودين .

والزعيم سعاده لم يخرج عن هذه القاعدة بل جاء بنهضة وقال بالنهضة وعمل وجاهد بمنطق النهضة . والنهضة بالنسبة له تعني :" خروجنا من التخبط والبلبلة والتفسخ الروحي بين مختلف العقائد الى عقيدة جلية صحيحة واضحة نشعر أنها تعبِّر عن جوهر نفسيتنا القومية الاجتماعية ، الى نظرة جلية، قوية ، الى الحياة والعالم " وعلى أساس هذا المفهوم للنهضة أسس الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي قال عنه انه : " قائم على يقين كلي وإيمان مطلق لا سبيل ، معه ، الى الشكوك . فالشكوك تكوِّن الجبن والخوف والتردد والفوضى وعدم الوضوح " .

وبناء على ما تقدم أصبح للقوميين الاجتماعيين في مدرسة نهضتهم مفاهيم ومصطلحات جديدة تتوافق وتنسجم مع مفهوم النهضة . فمعنى الأمة أو معنى القومية أو معنى الشعب أو معنى الانسان او معنى الدولة أو معنى الانتصار معاني تختلف عن المعاني المألوفة والمتداولة لدى الفئات الأخرى والتي كانت بسبب حالة ما قبل النهضة ، أي حالة البلبلة والتخبط والتفسخ الروحي . أي الحالة التي جلبت على أمتنا الويل الذي سأل نفسه سعاده عن سببه، وبعد البحث والاستقصاء والتحري حصر سبب حالة البلبلة هذه بفقدان الوعي القومي وفقدان السيادة القومية . وعندما نقول فقدان الوعي القومي وفقدان السيادة القومية نعني حقيقة لا لبس فيها ولا شبهة عند تلامذة مدرسة النهضة القومية الاجتماعية وان كانت هذه الكلمات تعني أشياء أخرى ومفاهيم مختلفة عند الآخرين على اعتبار أن القوميين حصل لهم الوعي القومي الاجتماعي وتوفرت لهم السيادة القومية الاجتماعية في حزبهم ، وعلى اعتبار أن الاخرين لا يزالون في بوتقة حالة فقدان وغياب الوعي القومي والسيادة القومية . وهنا لا بد من توضيح معنى كلمة الشعب عند كل من القوميين الذين حصل لهم الوعي القومي الاجتماعي وعند الآخرين الذين لم يصل لهم الوعي نفسه وبقيوا علي تفسخهم الروحي والتخبط والبلبلة .

المفهوم اللانهضوي:

كما تجدر بنا أن نسجل ملاحظة وهي أن الذين حصل لهم الوعي القومي الاجتماعي كانوا قبل حصول الوعي في حالة مرحلة ما قبل النهضة . وحالة مرحلة ما قبل النهضة التي جلبت الويل على المجتمع السوري هي العدو الأول والأكبر الذي جعل مجتمعنا يغرق في الظلمات والويلات والشكوك حتى أنبثقت النهضة بنورها وبدأت أشعة النورتمتد الى الزوايا المظلمة والفئات الغافية المتثائبة التي هي أكوام من الناس يقف فوقها ويسوقها كالاغنام ذوو مكانة مستمدة من الارادات الأجنبية الغريبة التي وظفتهم وتستخدمهم لتأمين مصالح بعيدة كل البعد عن مصلحة الأمة والوطن . ولأنهم كذلك فقد اعتبرهم الزعيم أعداْ الأمة والوطن . وفي طليعة هؤلاْ الأعداء اليهود .

الوحدة الاجتماعية أساس الشعب السوري:

السبب في ذلك هو أن الأمة السورية بحسب المبدأ الرابع من مباديء الحزب السوري القومي الاجتماعي هي : " وحدة الشعب السوري المتولدة من تاريخ طويل يرجع الى ما قبل الزمن التاريخي الجلي . " ويقول في شرح المبدا ان :" ليس القصد من هذا المبدأ رد الأمة السورية الى أصل سلالي واحد معيّن ، سامي او آري ، بل القصد منه اعطاء الواقع الذي هو النتيجة الاخيرة الحاصلة من تاريخ طويل يشمل جميع الشعوب التي نزلت في هذه البلاد وقطنتها واحتكت فيها بعضها ببعض واتصلت وتمازجت ، منذ عهد أقوام العصر الحجري المتأخر السابقة الكنعانيين والكلدان في استيطان هذه الارض ، الى هؤلاء الأخيرين الى الأموريين والحثيين والأراميين والأشوريين والأكاديين الذين صاروا شعبا واحداً . وهكذا نرى أن مبدأ القومية السورية ليس مؤسساً على مبدأ وحدة سلالية بل على مبدأ الوحدة الاجتماعية لمزيج سلالي متجانس . "

نفهم من هذا الكلام أن الشعب السوري هوخلاصة مزيج سلالي متجانس تكوّن عبر التاريخ في البيئة السورية الطبيعية، وهذا ما اعتمده مبدأ القومية السورية الذي رفض أي مبدأ يقول بالعرقية أو العنصرية أو السلالية أوالانتساب الى مصدر واحد . وقد رد سعاده على أولئك الذين يقولون بالانتساب الى مصدر واحد في محاضرته في خطبته في الحفلة الافتتاحية للنادي الفلسطيني في بيروت سنة 1933 بالقول :

" فالبعض يريدنا أن نعتقد اننا فينيقيون فقط ، وبعضنا الآخر يريد أن نؤمن بأننا عرب فقط،وآخرون يريدوننا أن نسلـِّم بأننا أراميون فقط،والحقيقة أننا نحن جميع هؤلاء وان لنا وراثة مشتركة بين هذه الشعوب جميعها ". ولكنه يستثني من عناصر المزيج السوري العنصر اليهودي فيقول : " ان في سورية عناصر وهجرات كبيرة متجانسة من المزيج السوري الأصلي يمكن أن تهضمها الأمة اذا مرّ عليها الزمن الكافي لذلك ، ويمكن أن تذوب فيها وتزول عصبياتها الخاصة . وفيها هجرة كبيرة لا يمكن بوجه من الوجوه أن تتفق مع مبدأ القومية السورية هي الهجرة اليهودية . انها هجرة خطرة لا يمكن أن تـُهضم ، لأنها هجرة شعب اختلط مع شعوب كثيرة فهو خليط متنافر خطر، وله عقائد غريبة جامدة ، وأهدافه تتضارب مع حقيقة الأمة السورية وحقوقها وسيادتها ومع المـُثـُل العليا السورية تضارباً جوهرياً . وعلى السوريين القوميين الاجتماعيين أن يدفعوا هذه الهجرة بكل قوتهم "

اليهودية عدو الشعب السوري:

نصل هنا الى النقطة المهمة الأساسية وهي أن العدو لم يعد فقط عدواً من الخارج بل هو عدو من الداخل أيضاً . والعنصر اليهودي أو الهجرة اليهودية التي لم تـُهضم وبقيت في حالة تنافر مع غيرها من العناصر شكلت حالة غريبة كانت الى جانب الجهالة من أهم أسباب البلبلة والتنافر والتخبط والويل . بل هي السبب الأهم والأساسي الذي شكل حالة التخبط والتفسخ الروحي التي سبقت ولادة النهضة السورية القومية الاجتماعلية ولذلك قال سعاده : " ان مصيبتنا بيهود الداخل هي أكبر من مصيبتنا بيهود الخارج". واذا كان معنى يهودالخارج هو نفسية الحاخامية النرجسية التي استبدلت الوصايا العشر الموسوية بعقيدة أسرة الإلـه الاقطاعية العابدة نفسها والمحقـّرة لفكرة الألوهة الخالقة الخلق والمحبة والرحيمة والرؤوفة بخليقتها والتي أباحت لنفسها اغتصاب حقوق الغير، فان معنى يهود الداخل هو انحطاط وتخلف وانهيار النفسية البشرية الى ما دون دون البهيمية الغارقة في قذارات الغيّ والحقد والحسد والتكفير وتفريخ الشرور والويلات .

يهودية الخارج عدوانية مجرمة غادرة ويهودية الداخل جبانة وخيانة وحقارة . وهذا يعني أن النفسية اليهودية الخطرة تسربت وتسللت الى نفسيات أبناء رسالات الأمة السورية المنبثقة من حضارتها وحكمتها وكانت سبباً رئيساً في سريان الأوبئة المعدية في محتمع الأمة السورية وتطييفها وتحويلها الى فئوبات وطائفيات واحزاب دينية سياسية متقاتلة متشاكسة متنابذة بدل أن تكون وتستمر رسالات روحية سورية مسلمة لله رب العالمين: نصرانية مسيحية محبة ،و اسلامية محمدية رحيمة. وعقلية حكمية مناقبية اخلاقية . وهنا يمكن أن نفسر معنى كلمة " الشعب السوري" الذي نسعى للوصول اليه هو المزيج المكون من العناصر الممتازة المتناغمة القابلة للهضم، والقابلة للامتزاج ، والمنفتحة الروح والعقل، والممكن امتزاجها وانصهارها وتطور نفسيتها مع الأيام . وهذا هو الشعب السوري. ومعركتنا الأساسية هي الوصول اليه والى ضميره وتفجير وعيه وايقاظ وجدانه العام وتحقيق النصر به .

أما العناصر التي تسربت اليها النفسية اليهودية ويمكن أن تتسرب وتتغلغل فيها فلا يمكن اعتبارها من الشعب السوري . لقد تسربت النفسية اليهودية الى الكثير من فئات الأمة ، فصار عندنا من جميع المذاهب يهود داخل . فهناك مسيحيون من جميع طوائفهم يهود داخل . وهناك محمديون من كل طوائفهم يهود داخل . وكذلك يوجد بيننا الكثير من يهود الداخل حتى في الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية والاقتصادية الى جانب علماء يهود ، وفلاسفة يهود ، وأدباء يهود وشعراء يهود وفنانين يهود وصحفيين يهود ورجال أعمال يهود وسياسيين وعسكريين ودبلوماسيين يهود ، حتى أن الكيانيين الذين يفترض بهم أن يتمسكوا بكيانيتهم ويتعصبوا لها ولو كانت خاطئة وقامت على اساس باطل وظلم ،ويدافعون عن مفهومهم لحقوقهم الكيانية، تسربت اليهم وعششت فيهم المكروبات والأوبئة اليهودية ، وكثر يهود داخلهم فلم يتصدوا لمن دمَّر كيانيتهم واستعبدهم وشتتهم من أرضهم كما نرى في كل كيانات الأمة السورية في فلسطين ولبنان والعراق والشام والأردن والكويت . وصار من السهل أن نكتشف أن في هذه الكيانات الى جانب القوميين الوطنيين الأحرار ، يوجد فلسطينيون يهود ولبنانيون يهود وعراقيون يهود وشاميون يهود واردنيون يهود وكويتيون يهود ناهيك عن الأعراب اليهود الكثر الذين شوهوا ومسخوا وجه العروبة الصحيحة الحضارية .

وقد سئل حاخام يهودي ، مرة ، عن سبب اعتناقه المسيحة فقال : " اعتنقت المسيحية لسببين : الأول لاكتشاف ما عند المسيحيين . والثاني لتخريب المسيحية " .وعلى هذا المنوال وهذا الأساس اعتنق الكثيرون من الجواسيس اليهود الاسلام النصراني المسيحي وتسللوا كاللصوص الى المراتب العليا التي يستطيعون منها تخريب الروحية المسيحية المحبة الصادقة ، كما تسللوا أيضاً الى الاسلام المحمدي وصاروا من كبار المفتين الفتنويين المشوهين لحقيقة الرحمة التي هي جوهر القرآن الكريم . فمن يعتقد أن الشر يصبح خيراً بمرور الزمان هو واهم . ومن يظن ان الباطل يتحول الى حق هو غبي . ومن يعتقد أن بامكانه أن يدمج الخير بالشر ويمزج الحق بالباطل ليستخرج فضائل تنفع الأمة والناس هو من الذين ختم الله على عقولهم وقلوبهم وضمائرهم فضلوا ضلالاً بعيداً وأضلوا كل من اتبعهم من المخدوعين .

لقد كانت جريمة حكومات الدول المتهودة المتصهينة بحق أمتنا فظيعة وهائلة لم يشهد التاريخ جريمة تضاهيها في الاثم والغيِّ والتوحش حين مزقت الوطن السوري الشامل بلاد الشام والرافدن وفسخّت روحية الأمة السورية وحقنت الشعب والوطن بجراثيم الوباء اليهودي الصهيوني وتعهدت بكل امكانياتها العناية بهذه الجراثيم وتنمية وبائها باتباع طريقين : الطريق الأول هو قتل كل وعيّ قومي في أبناء الوطن ، والطريق الثاني هو تنمية المكروبات اليهودية وتكثيرها وتهييجها لتفتك بالأمة وتحولها الى جماعات عمياء جبانة خائفة متنابذة متقاتلة تكفـّر بعضها بعضا فلا يقوم للامة بعد ذلك قائمة . لكل هذا، فان على الأحرار في المجتمع أن يتنبهوا ويحتاطوا لهذا الخطر الداخلي الذي بدأت تظهر آثاره الرهيبة القاتلة منذ سنوات ، وهاج منذ مدةٍ حركات اجرامية رهيبة تفتك بالبشر والشجر والحجر والتاريخ والحضارة وكل ما هو انساني جميل . وصار من أقدس الواجبات تطهير مجتمعنا من نفسية يهود الداخل من أجل التفرغ لمواجهة يهود الخارج . ولا يستغربن أحد أبدا ً ان نكتشف أن في جميع احزاب الأمة السورية يهود داخل يعملون على تفتيتها . وهؤلاء لا يمكن ولا يحق ولايجوز أن نسميهم من أبناء الشعب السوري . وعلينا أن ندفعهم عنا بكل ما لدينا من قوى.

البطولة الواعية وسيلة الوصول الى الشعب:

ليس صحيحاً القول ان الحزب السوري القومي الاجتماعي فشل في الوصول الى الشعب لأن العكس هو الصحيح . بل ان فكرة الحزب لأنها الفكرة الصحيحة المبنية على اساس الوحدة الاجتماعية للمزيج السلالي المتجانس هي التي انتصرت في شعبنا ، وأخفقت حميع الأفكار التي قامت على أساس وحدة السلالة وأفلست وفشلت وفاحت رائحتها النتنة العفنة القاتلة ويجب التخلص منها ورميها في مقابر التاريخ . لقد نجح القوميون الاجتماعيون في الوصول الى بعض الشعب، ويواصلون وصولهم الى بعض الشعب الآخر، ويمكن أن ينجحوا وبكل تأكيد في الوصول الى كل ابناء الشعب من الذين يعودون الى أصول سليمة قابلة للهضم والامتزاج والانصهار. واذا كان ذلك يحتاج الى وقت ، فان " الوقت شرط ضروري لكل عمل عظيم " كما قال سعاده . ألم يقل أيضاً : " انكم ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ " ؟ ان الانتصار الحقيقي يكون بالواقع الطبيعي والحق والعدل والحكمة والفضيلة وقيم السموّ والرقيّ والانفتاح على كل خير في الوجود . أما الذين التحقوا بمعسكرات الاعتداء والعدوان والأعداء من يهود الداخل والخارج فلا يمكن الوصول اليهم الا بالقضاء عليهم . ألم يقل سعاده : " يجب القضاء عليهم قبل أن يقضوا علينا" ؟ انهم اليوم الجاهليون التكفيريون المجرمون سواء كانوا من السوريين المسيحيين أو من السوريين المحمديين أو من الكيانيين الانعزاليين او من الحزبيين المنتسبين الى جميع الاحزاب الذين باعوا أنفسهم وأهلهم وأمتهم بالمال او السلامة أو أي اغراء او تهديد حتى ولو حُسبوا على الحزب السوري القومي الاجتماعي .

لقد ظـُلم القوميون الاجتماعيون من أبناء أمتهم وعانوا الكثير من العذابات والمآسي والملاحقات والتهجير والسجون والاعدامات وكل أصناف الأهوال ، ولكن ضميرهم القومي الاجتماعي ووعيهم لحقيقتهم وقضية أمتهم كان العاصم لهم من أن يصبحوا عملاء لأعداء الأمة ، وكان العاقل الرادع لهم لكي لا يتحولوا الى خونة على أمتهم وبلادهم . ان الذين يعتبرون أن ما يجري في لبنان والشام والعراق والاردن من نقمة على المقاومة التي وضعت حداً لغطرسة "اسرائل" ومن يدعمها ، ومن نقمة على حكومة الكيان الشامي ومن يقف الى جانبها أو يقول كلمة حق من دول اقليمية ودولية ليسوا سوى يهود داخل لا يمتون الى الشعب السوري بصلة. فأهم ما يريده يهود الخارج هو استخدام يهود الداخل كحصان طروادة للقضاء على الأمة السورية بكاملها من أجل اقامة " دولة اسرائيل من الفرات الى النيل " ، وعلينا أن لا نرمي سلاحنا الروحي والمادي لاستئصال واجتثاث الخيانة وكل من خان وخدم العدو حتى لو كان الخائن العميل من أقرب المقربين الينا عملا بقول المعلم سعاده :" الفظوا الخيانة اينما وجدتموها في صفوفكم " ان الادعاء بالمطالبة اليوم بالحرية والديمقراطية ليس الا كلام حق يراد به باطل .

كيف نصدق ان عصابات حكومات الولايات المتحدة وانكلترا وفرنسا تحترم حقوق الشعوب وهي لا تحترم حقوق شعوبها ؟ ومتى كان اللصوص اليهود الصهاينة يحترمون حقوق غيرهم من الشعوب وهم الذين يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار الذي خلق الشعوب وسخرها لخدمتهم ؟ ومتى كان الجاهليون الأعراب يفهمون الاسلام المحمدي الا غزواً وسبياً ونهباً وسرقة وقتلاً ؟ ولماذا هذا العدوان على الكيان الشامي من كل حثالات الأرض وحقارات الأمم ؟ وما العبرة من هذا الدمار الفظيع الذي يرتكبونه في الشام ؟ أبشار الأسد هوالذي اغتصب فلسطين وشرّد أهلها ؟ أم حسن نصرالله هو الذي اجتاح لبنان ودمّر العاصمة بيروت ؟ أم هي حكومات ايران وروسيا والصين هي التي مزقت بلادنا وأقامت في جنوبنا اسرائيل ؟ ولماذا هذه الكراهية لكل من لا يساير اسرائيل في عدوانها علينا ؟ ولماذا لا يقوم الأعراب وأشباه العروبيين بعد ان علـّقت جامعتهم عضوية الجمهورية العربية السورية باعلان دولة وحدتهم العربية الجاهلية واعادة شريعة الغاب في السبي والنهب ووأد البنات واستعباد المرأة ؟ ولماذا اذأ كان مسوخ المسلمين صادقين بعد أن علـّقوا عضوية سورية في المنظمة الاسلامية لا يباشرون باعادة دولة خلافتهم الاسلامية ويعيدون دور الخلافة العثمانية التي دمرت كل معالم الحضارة والمدنية في بلادنا بغية اعادتنا الى عصور ما قبل التارخ لتكون مثالاً في هذه العصر لدولة التخلف التي تعود الى ما قبل دخول البشر طور الأنسنة ؟ ولماذا هذا الحقد الهائل على الدكتور بشار الأسد والسيد حسن نصرالله وكل من يناصر مقاومة الباطل ومهاجمة الطغاة المستكبرين الظالمين خارجيين كانوا أو داخليين ولا يقبل بالذل والهوان ؟

قال سعاده : " وقد تأتي أزمنة مليئة بالصعاب والمحن على الأمم الحيَّة ، فلا يكون لها انقاذ منها الا بالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة . فاذا تركت أمة ما اعتماد البطولة في الفصل في مسيرها قررته الحوادث الجارية والارادات الغريبة " فمن هذا الكلام الحكيم يتضح للجميع كيف يكون الوصول الى الشعب. يكون بالبطولة المؤيدة بصحة العقيدة . والبطولة لا تكون الا بالأبطال لأن البطولة هي الأبطال ، والأبطال هم البطولة . واذا كانت البطولة تعني في مفهوم النهضة أن يكون العقل هو الشرع الأعلى في الوجود ، وان يُفهم الانسان الكامل التام أنه انسان - مجتمع أي انسان- أمة ، وان أساس الارتقاء الانساني هو أساس مدرحي ، مادي - روحي ، وان الحياة الانسانية الصحيحة من دون مُـثـُلٍ عليا هي حياة العبيد الجاهلين الجاهليين ، وأن الأخلاق هي في أساس كل نظام يمكن أن يُكتب له النجاح ، وان حياة الاحرار ذوي النفوس العظيمة يُعبـَّر عنها بوقفة العز ، وانه لا أحد من أبناء الشعب يعفى من الجهاد ، فان أمتنا وحركة نهضتنا بحاجة الى من يعبِّر عن معنى البطولة الواعية المؤيدة بصحة العقيدة . وهذا يعني أننا بحاجة الى قادة أبطال ومفكرين أبطال ، وفلاسفة أبطال، وعلماء أبطال ، وادباء أبطال ، وشعراء أبطال ، وفنانين أبطال ، ومناقبيين أخلاقيين أبطال،وقادة سياسيين وعسكريين ودبلوماسيين واقتصاديين ابطال، والى جنود في الميدان أبطال والى مواطنين أبطال لنصبح كلنا في معركة الحياة الكريمة واعين ومنتجين ومصارعين بالعقيدة المحيية والمباديء الصحيحة من أجل ادراك المُـثـُل العليا وترسيخ القاعدة الذهبية للحياة القومية الاجتماعية الجديدة التي عبَّـر عنها سعاده بالحكمة المضيئة التي هي :

" طلب الحقيقة الأساسية الكبرى لحياة أجود، في عالمٍ أجمل ، وقيَم أعلى " .

النهضة هي التمييز بين الحق والباطل :

كم كان جميلاً أن يكون المنتقدون ،في هذه الأيام، للدكتور بشار الأسد والسيد حسن نصرالله أبطالاً قوميين اجتماعيين ينافسون هاتين القامتين في مواجهة أعداء الأمة بالفكر المحيي المنير الهادي الذي يحملون !

كم كان صحيحاً ونافعاً وسورياً قوميا اجتماعيا أن أن يشترك كل أبناء الأمة بتحرير فلسطين ، ويشتركون بحل مأساة لبنان باطفاء الحريق الذي اندلع فيه منذ عام 1975 ، ويشتركون بحل مشاكل الكيان الأردني الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ،ويشتركون بتحرير العراق من الغزو الاميركاني ، ويشتركون مع أبنائنا أبناء الشام وجيشهم وقيادته قي التصدي لسفلة قيادات حكومات البشر الباغية وجيوشها الارهابية في واشنطن ولندن وباريس ،وتمحى والى الأبد من أذهاننا نغمة الضلال التي روَّج لها وسوقها الأعداء والتي تقول بالاحتلال الشامي للبنان وهو في الواقع يمارس حقه الطبيعي القومي في اخماد حريق فتنة كانت تستهدف تمزيق لبنان وتدميره ! وتنسف من أساسها الأقاويل التي يروجون لها اليوم تحت عنوان تدخل حزب الله في الجمهورية العربية السورية وهو في الحقيقة لا يفعل اكثر من واجبه في المشاركة بصد عدوان خارجي وتعطيل أدوار الخونة والعملاء في الداخل وهو الذي لا يعترف بما فصلته لنا مؤامرات الأعداء الطامعين ! وتبدد أيضاً السفسطات التي تعتبر ابن بلادنا الجنوبي الفلسطيني المقتلع من ارضه لاجئاً في لبنان والشام والاردن والعراق والكويت وهو ابن هذه الأمة التي قصّر مسؤولوها في الدفاع عنه وصد عدوان المعتدين الغاصبين حين اغتصب بيته وانتهكت كرامته وشرد الى مخيمات البؤس والحرمان !

وهل يحتاج أبطال الوعيّ والفكر والعلم والفلسفة والأخلاق والمُـثـُل العليا والمسؤوليات الكبيرة الى من يستنجدهم حتى بثوروا على العدوان والظلم والباطل ؟ أليس وجودهم نهضة والنهضة هجومٌ على كل فساد وباطل وشر ؟ أليس الأبطال هم النهضويون الهجوميون المهاجمون لكل بغيٍّ وطغيان ؟ ألم يعط الزعيم سعاده المثل الصريح في ارسال القوميين الاجتماعيين الى فلسطين لمواجهة أعداء الأمة اليهود وليقاتلوا جنباً الى جنب مع أبناء الأمة الأحرار الذين كانوا يقاتلون في فلسطين ولكن الخونة والعملاء المتنفذون في ذلك الزمان الذين تآمروا على فلسطين والفلسطينيين كانوا يرددون : " لا سلاح للقوميين "؟ وقد ذكر ذلك سعاده في مقالته:" الرجعيون لم يعطوا سلاحاً للقوميين الاجتماعيين" عام 1948 التي قال فيها : "إن النهضة القومية الاجتماعية بعد تنبؤها بالكوارث (كارثة تقسيم فلسطين) قامت بكلّ مساعدة كانت في مقدورها. وكان قصد القيادة القومية الاجتماعية العليا تشكيل ما لا يقلّ عن كتيبة كاملة لتبدأ العمل بمهمات تكلف بها لمساندة القوات الأخرى على أن تشكّل كتائب أخرى تتبعها إذا حصل نجاح في تسليح الكتيبة الأولى. ولكن ذهبت جميع المحاولات أدراج الرياح.. والجواب كان دائمًا لا سلاح للقوميين. مع ذلك فقد انخرط قوميون اجتماعيون عديدون في الجيوش المحاربة وحاربوا في كلّ الميادين وكانوا المتطوعين الشعبيين الوحيدين الممتازين بنظامية وتفانٍ في الواجب شهد بهما كثيرون من الذين عاينوا أعمالهم".

ولو لم يكن المعلم سعاده بطلاً فهل كان يستطيع أن يصل الى أبناء شعبه ؟ وحتى الأنبياء ، فلو لم يكونوا أبطالاً فهل كان الله اختارهم لحمل رسالاته الى الناس ؟ أليس من واجب أبناء الأمة السورية أن يدافعوا عن كل شبر من أرض الوطن ، وعليهم أن يحاربوأ لتحرير كل بقعة اغتصبها عدو او تتعرض للاغتصاب مستقبلاً ؟ أليس من مسؤولية السوريين في الوطن وعبرالحدود وحيثما وجدوا أن يتصدوا لكل عدوان على أي فرد من أبنائهم أو فئة أو طائفة أو كيان بغض النظرعن أفكارالمعتدى عليهم ومعتقداتهم واتنياتهم وأحزابهم وتنظيماتهم ؟ أليس من العيب أن يستفرد الاتراك العثمانيون أبناءنا الأكراد وأبناء أمتنا وحكوماتنا في كيانات سايكس - بيكو يستمرون مكتوفي الأيدي ؟ كيف نقول أن أمتنا هي خلاصة امتزاج هذه العناصر الممتازة التي كتبت تاريخ أمتنا الممتاز ولا نصون ونحمي هذه العناصر بدمائنا وبطولتنا التي هي وسيلة الوصول الى عقول ونفوس وقلوب وضمائر أبناء شعبنا ؟

ان القوميين الاجتماعيين الأصحاء هم الواثقون تمام الثقة، والمؤمنون عن وعيّ ان البطولة الواعية المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة هي الوسيلة الوحيدة للوصول الى الشعب السوري وانقاذه من حقارة يهود الداخل، وعدوان يهود الخارج لتذهب عنه الصعاب والمحن والويلات والكوارث، فتصحح مسار التاريخ وتشق طريق المستقبل الأجود وتسير بالأمة الى مراقي العز والازدهار والتألق .



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه