شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2013-08-29 |
رحيل الرفيق عفيف خضر |
زرته مرتين، واتصلت به اكثر من مرة واعداً نفسي ان التقي به اكثر، فمعينه غني بالذكريات عن الحزب، وذاكرته حية، ومن مزاياه الصدق في ما يرويه. الا اني كنت أُمنّي نفسي ان احقق ذلك بدءاً من شهر تشرين، اذ عليّ ان انصرف صيفاً الى زيارة المناطق، والى ترتيب ومراجعة الكم الغزير من ارشيف ومرويات ومراجع. فلا بد، اذ تتراكم الاستحقاقات، ان تعجز في مكان معين. وهذا ما شعرت به اذ وصلني خبر رحيل الرفيق عفيف خضر. يا ليت تلك الخسارة تكون دافعاً للكثيرين من الرفقاء كي يعوا ان ورشة تاريخ الحزب تستأهل تضافر امكانيات، ومساهمة عديدين، والا فالخسارة واقعة ومستمرة. * انتمى الرفيق عفيف خضر في ثانوية الـI.C. (الجامعة الاميركية – بيروت) في الفترة الصعبة التي تلت استشهاد سعادة عام 1949، حيث كان صدر قانون بمنع ذكر سعادة والحزب في الاعلام، كما منع اي اجتماع حزبي. من شهود القسم: الامين علي غندور والرفيق النائب السابق ميشال معلولي. يفيد انهم، في هذا الوضع الامني، كانوا يعقدون الاجتماعات واللقاءات تحت الاشجار في الجامعة الاميركية، او في قاعة الوست هول. كان التنظيم الحزبي عام 1951 يعتمد الخلايا، وكان الرفيق بهيج الحلبي يقوم بمهمة صلة الوصل بينها وبين مركز الحزب في دمشق. من الرفقاء الذين كانوا نشطوا معه في الـI.C. يورد الرفيق عفيف الاسماء التالية: حسن شجاع، شوقي وسامي ابو جودة، محمد كركلا، منير زينون، عزيز سعد، انيس وسامي قائدبيه، فوزي ابو جمرة، وفي الجامعة الاميركية يذكر من الرفقاء: سمير ريس، خليل حداد، حليم فياض، شارل رعد، محمد الجمل، موسى بشارة، زهير سلطاني، تيسير كوا، وشقيقه بشير، ابرهيم الهبري، صادق جلال العظم، وشقيقه سعيد، منذر بارودي، اكرم دندشي، رياض كلاس، حسان غندور، عبد الرحمن اسطنبولي، هيثم الرففاعي، سهيل مأمون، نبيل رحال. كلف الرفيق عفيف بمتابعة فروع الحزب في الشوف الاعلى من قبل مفوض لبنان في اوائل الخمسينات، الامين حسن طويل، فيما تولى الرفيق عادل حسن(1) متابعة المناطق الاخرى من الشوف. يوضح ان الامين حسن طويل كان كلف الرفيق فوزي معلوف(2) بمتابعة الطلبة في كل لبنان، وعندما انتقل العمل الحزبي من مرحلة الخلايا الى مرحلة المنفذيات والمديريات، تعيّن الرفيق فوزي منفذاً عاماً للطلبة. وكدليل على الحضور الحزبي القوي في الجامعة الاميركية يتحدث الرفيق عفيف عن تمكن الحزب من ايصال مرشحه الرفيق منصور ابو نعيم(3) الى رئاسة مجلس الطلبة في الجامعة بمواجهة تكتل عروبي- شيوعي ترأسه منح الصلح. استمر الرفيق عفيف خضر ناشطاً حزبياً، في الجامعة الاميركية، حتى اذا اصدر رئيس الحزب في حينه (جورج عبد المسيح) عام 1955 تعميماً داخلياً ينبّه فيه الى "الاخطار التي ستواجه الحزب والى ان اياماً عصيبة ستأتي" عقد مديرو مديريات الجامعة الاميركية: عفيف خضر، انيس صايغ، فيصل قبلاوي وانطون بعقليني لقاء قرروا على اثره ان يتوجهوا الى دمشق لمقابلة رئيس الحزب. وبالفعل التقوا الامين عصام المحايري والرفيق الشاعر ادونيس اللذين لفتاهم الى ان عملهم يعتبر خروجاً نظامياً، قبل ان يلتقيهم رئيس الحزب. قبل ذلك اشرف على الانتخابات البلدية التي جرت عام 1953 في بلديات وقرى منطقة الشوف الاعلى . * تخرج الرفيق عفيف خضر من الجامعة الاميركية حائزاً على شهادة ادارة اعمال، اسس شركة هندسية، غادر الى نيجيريا عام 1973 ثم عاد الى بيروت ناقلاً اعمال الشركة إليها. قبل ذلك تولى مسؤولية عالية في شركة البيبسي كولا. * عندما كاشفت احدهم اني سازور الرفيق عفيف خضر، تساءل: هل سيلبي ؟ ويحكي لك عن التزامه وعن مسيرته؟ اصرّح، وفاءً، انه لم يحكِ فقط، انما وقد استقبلني ببشاشة وحبور، حكى كثيراً، وقدم لي مقالات ثلاث عن صديقه الاديب الرفيق سعيد تقي الدين(4) كان نشرها في مجلة "اشارات" للكاتب سليمان تقي الدين، ، وكان سيحكي اكثر لو ان ظروفي لم تكن قاسية، والقدر كان اقسى فخطف الرفيق عفيف ليحرم حزبه من مرويات كثيرة يحتاج إليها. ستبقى في اعماقي غصة كبيرة، ذلك اني لم اتمكن من تكرار زيارة الرفيق، الصادق والمحب، عفيف خضر كثيراً، فخسرنا برحيله مرويات ومعلومات كان يجب ان تبقى لتاريخنا. ولاني تمتعت كثيراً بحديثه الآسر، وبرفعة مناقبه، فهو حاضر في ذهني، مع حزني العميق على رحيله. هوامش (1) من بلدة عترين (الشوف). غادر الى البرازيل، ونشط حزبياً. عاد الى الوطن واستقر فيه الى ان وافاه الاجل. (2) منح رتبة الامانة. وكان رئيساً لجمعية خريجي الجامعة الاميركية سنوات طويلة. تولى في الحزب مسؤوليات عديدة، منها رئاسة مكتب عبر الحدود. (3) من الشويفات. كان تولى مسؤولية منفذ عام الطلبة. غادر الى الولايات المتحدة مستقراً فيها. (4) عممناها بتاريخ 14/04/2013 تحت عنوان "الاديب الكبير سعيد تقي الدين كما عرفه صديقه عفيف خضر" |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |