إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

"الغد" بـ"اللون السوري"..القومي الاجتماعي و "التيار الثالث"

مازن بلال

نسخة للطباعة 2006-01-28

إقرأ ايضاً




رغم أن الحزب السوري القومي الاجتماعي لا يشكل نموذجا خاصا على صعيد الآليات السياسية اليوم، لكنه بحكم تاريخه كان بعيدا عن طبيعة الصراع السياسي الحاد الذي خاضته سورية منذ منتصف الستينات. ورغم أن هذا الابتعاد لم يكن يعني انتهاء تواجده لكنه على الأقل لم يظهر كطرف في المشهد السياسي في نهاية السبعينات، في وقت كان دوره في لبنان يتجه نحو إطار التحالف الإقليمي الذي تبنيه دمشق.


هذه الطبيعة الخاصة أتاحت عودة الحزب من البوابة اللبنانية، وعلى أساس من الدور القومي العام، دون التعامل مع التفاصيل التي حكمت تلك المرحلة، كما انه شكل صورته الخاصة عبر "عناوين" المقاومة على الأخص بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان.


وعمليا فإن الظرف السياسي الذي رافق العودة العلنية للحزب إلى سورية لم تتبلور إلى مع نهاية الثمانينات، عندما خاض الحزب الانتخابات البرلمانية بمرشحين مستقلين، لكنهم دخلوا الحملة الانتخابية بقائمة واحدة وبشعارات تعيد الحزب للذاكرة الاجتماعية. وإذا كانت الانتخابات لم تؤد إلى نجاح مرشحيه لكنها على الأقل بينت أن التعامل مع هذا الحزب له خصوصيته، ليس فقط لأنه حليف في لبنان، بل أيضا لأن تواجده يمكن ان يكمل المشهد السياسي العام، ويقدم خطابا سياسيا يحاول تلمس المسار "القومي" دون ان يدخل في إطار "المعارضة" بمفهومها التقليدي.


وربما كان بالإمكان أن يصبح هذا الدور أوضح وأكثر عمقا لو استطاع الحزب التفاهم مع موقعه الجديد، دون ان يقف عند حدود تجربته القديمة، أو حتى في إطار مفهومه العام كفكر له امتداداته الإقليمية. وما حدث بعد ذلك، وبغض النظر عما يقال حول واقع تنظيمي خاص، لكنه لم يحاول النظر إلى نفسه ضمن الخارطة السياسية، لأنه اعتبر أن استقرار الخارطة السياسية منذ أواسط الثمانينات يدعم خطوط صراعه الكبرى كمشروع "معاكس لإسرائيل"، متجاوزا بذلك الاعتبارات المرتبطة بمسؤولياته الاجتماعية.


بالطبع فإن عدم القدرة على رسم الدور ضمن زمن خاص لم يفوت على حزب فقط، بل أيضا حرم المجتمع من التعامل مع ما يمكن ان يصبح "التيار الثالث"، حيث لا يوجد بالفعل "حساب تاريخي" بين القومي وأي طرف سياسي. بل ربما على العكس فإن القومي لم يبني خبرته أو تجربته مع المجتمع ومع القومي السياسي، إلا من النافذة البروتوكولية أو السياسية العامة. فهل كان يمكن لهذه التجربة أن تتحول إلى صورة جديدة .... ربما مازال القومي يملك هذه الطاقة حتى لو أصبح ضمن التكوين السياسي للجبهة، لأن هذا الدور قادر على التواجد خارج المساحة التقليدية فلإطار التنظيمي، ومع طاقة حداثية يمكن امتلاكها عندما ننظر نحو الغد

عن سورية الغد

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024