شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2013-11-03
 

مختصر أخبار اللوبي اليهودي في العالم بين 27 تشرين أول/أكتوبر و2 تشرين الثاني/نوفمبر 2013

نديم عبده

نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.

اللوبي اليهودي في أوروبا : تقديم مشروع قانون أوروبي مشبوه لمحاربة الإعراب عن "عدم التسامح"

قدم "المجلس الأوروبي حول التسامح والتصالح" European Council on Tolerance and Reconciliation ECTR إلى لجنة الحريات المدنية والشؤون الداخلية لدى مجلس نواب الإتحاد الأوروبي إقتراح قانون يهدف إلى "محاربة عدم التسامح في الإتحاد الأوروبي" عن طريق منع الإعراب عن مشاعر عدم التسامح والقبول بمجموعات محددة على نحو علني. ومن الناحية العملية، فإن تطبيق هذا القانون، في حال إقراره، يعني القيام بمراقبة جميع ما يتم نشره في وسائل الإعلام العامة بهدف معرفة ما يُنشر في هذه الوسائل من مواد تنمّ عن التعصب الطائفي والعنصرية وما إلى ذلك...

من الناحية النظرية، يبدو هذا المشروع وكأنه يستهدف محاربة التطرف العنصري أو الطائفي وحماية الأقليات ضمن البلدان الأعضاء في الإتحاد الأوروبي. على أن أية نظرة سطحية إلى إقتراح القانون تبين أنه يتيح في الواقع إجراء عمليات مراقبة وتنصت لتحديد ما يشكل فعل الإعراب عن مشاعر عدم التسامح intolerance ، أو بكلام آخر القيام بأعمال قمع لحرية الرأي والكلمة تحت ستار محاربة التعصب وحماية الأقليات...

ولا بد من أن نذكر هنا أن "المجلس الأوروبي حول التسامح والتصالح" تأسس في باريس سنة 2008 ، وأحد أبرز مؤسسيه كان رئيس المؤتمر اليهودي الأوروبي موشي كانتور Moshe Kantor ، وأن هذا المجلس يضم في صفوفه العديد من اليهود البارزين إلى جانب العديد من كبار السياسيين التابعين للوبي اليهودي في أوروبا, من هنا يتوقع أن يتم إقرار هذا المشروع في نهاية المطاف.

وبالنظر إلى قوة ونفوذ اللوبي اليهودي ضمن الإتحاد الأوروبي بالوقت الراهن، فإن تطبيق هذا القانون، لدى إقراره في مجلس نواب الإتحاد الأوروبي، سوف يتركز ولا ريب على محاربة "العداء للسامية"، وبالتالي على رفض أي تشكيك بخرافة الهولوكوست "المحرقة" التي يدعي اليهود أنهم تعرضوا لها على أيدي الألمان خلال الحرب العالمية الثانية. ومن هنا فإن البلدان النادرة الأعضاء في الإتحاد الأوروبي التي ما زالت تسمح بالقيام بمناقشات موضوعية حرة لخرافة الهولوكوست قد تضطر إلى قمع كل من يرفض القبول بهذه الخرافات اليهودية، والتي – أي هذه الخرافات - تشكل السند القانوني الأبرز لتسديد تعويضات طائلة إلى اليهود تشكل أحد مواردهم الرئيسية للدخل...

هذا، وفي سياق أوروبي متصل، لا بد من التذكير أخيراً بعملية القمع والإضطهاد غير المبرر التي يتعرض لها حزب "الفجر الذهبي" في اليونان من جانب السلطات هناك، مع العلم بأن هذا الحزب هو أحد الأحزاب الأكثر شعبية في هذا البلد، على أنه من الأحزاب الأوروبية الكبيرة النادرة التي ترفض الخضوع لمشيئة اللوبي اليهودي والقبول بنظرياته وتدافع عن الحق الفلسطيني، في حين أن سلطات اليونان مضطرة إلى الإذعان التام لوصاية الإتحاد الأوروبي حالياً بسبب أزمة الديون التي تتخبط بها والتي إضطرتها إلى القبول بشروط الإتحاد الأوروبي إياه للحصول على دعم مالي منه (أي دعم الإتحاد الأوروبي لليونان)، علماً بأن هذه الديون قد تراكمت على هذا النحو "الكارثي" نتيجة حتمية للسياسة المالية التي إتبعتها الحكومات اليونانية السابقة أواخر القرن العشرين، وكانت بذلك تتبع إرشادات الشركة المالية اليهودية الأميركية غولدمان ساكس Goldman Sachs بهذا الصدد حينها...

اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية: شيلدون أديلسون يدعو لقصف إيران نووياً

دعا الثري اليهودي شيلدون أديلسون Sheldon Adelson إلى أن تقوم الولايات المتحدة بقصف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقنابل نووية. وقد جاءت هذه الدعوة في كلمة ألقاها أديلسون بمناسبة ندوة عقدت في جامعة ييشيفا Yeshiva University اليهودية بولاية نيويورك. وأثارت هذه التصريحات إستنكاراً عاماً بالولايات المتحدة، خصوصاً وأنه ليس ثمة أي مبرز لها من ناحية تهديدات قد تشكلها إيران بالنسبة إلى الأمن القومي الأميركي.

والمعروف أن أديلسون قد حقق ثروته في الكازينوهات بلاس فيغاس بصورة خاصة، وهو أحد أكثر اليهود تطرفاً بالولايات المتحدة، خصوصاً لجهة دعم الكيان اليهودي "إسرائيل"، وقد تورط في عدة فضائح مالية وسياسية، وهو مقرب عموماً من الجناح "المحافظ الجديد" neo con في الحزب الجمهوري بالولايات المتحدة.

دايان فاينتستاين تتقدم بمشروع لتنظيم وكالة أن أس إي يتيح لها القيام بالمزيد من عمليات التجسس

في خطوة جديدة تشير إلى مشاركة اليهودية دايان فاينتستاين Dianne Feinstein

(التي تمثل ولاية كاليفورنيا في مجلس الشيوخ الأميركي) في إدارة عمليات اللوبي اليهودي بالولايات المتحدة، فإنها قدمت مؤخراً مشروع قانون لـ"تنظيم وكالة الأمن القومي أن أس إي" NSA عقب الفضائح العديدة التي حصلت مؤخراً لجهة قيام الوكالة المذكورة بالتجسس والتنصت على نطاق واسع داخل وخارج الولايات المتحدة، علماً أن.دايان فاينستاين ترئس لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الأميركي. على أن جميع التعليقات على هذا المشروع تقريباً أكدت بأن من شأن تطبيق بنوده، في حال إقراره طبعاً، تأمين غطاء قانوني لعمليات التنصت تحت ستار الحفاظ على الخصوصية والحريات، وليس العكس، بحيث تصبح عمليات التنصت شرعية تماماً بالولايات المتحدة في المستقبل... مع الإشارة إلى أن وكالة أن أس إي تتعاون بشكل وثيق مع وكالات التنصت والمخابرات اليهودية، وتستعمل العديد من البرامج "الإسرائيلية" للقيام بعملياتها.

والجدير بالذكر أن اليهودية دايان فاينستاين تنتمي إلى الجناح الليبرالي "اليساري" ضمن الحزب الديموقراطي الأميركي.

اللوبي اليهودي في فرنسا: الإعلام الفرنسي يركز على الدور الأميركي ويغفل الدور "الإسرائيلي" في عمليات التنصت

تحتل أخبار تنصت الولايات المتحدة على الإتصالات والمخابرات صدارة النشرات والتقارير في فرنسا بالمرحلة الراهنة، كما هو معروف. على أن التقارير الواردة تشير إلى دور "إسرائيلي" بارز في التنصت على المسؤولين الفرنسيين، وذلك بالتنسيق مع الأميركيين من الناحية المبدئية. والمُلاحظ أن التغطية الإعلامية الفرنسية أشارت إلى هذا التورط "الإسرائيلي"، وإنما على نحو مختصر "عابر" فقط، ومن دون التركيز عليه كثيراً... ويعود الأمر إلى هيمنة اليهود على معظم وسائل الإعلام الفرنسية، من يمينية أو يسارية، ما يتيح لهم القيام بفرز ونشر وإخراج الأخبار على النحو المتناسب مع مخططات اللوبي اليهودي وحسب...

تكنولوجيا المعلومات والإتصالات

تقارير حول وجود منصات عائمة مشبوهة لـGoogle على الشواطىء الأميركية تحتل غوغل Google الأميركية اليهودية المرتبة الأولى عالمياً في قطاع الإنترنت، كما أن الشركة تتطلع إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من التوسع في نشاطاتها التي باتت تشمل معظم قطاعات تكنولوجيا المعدات والإتصالات. وتدعي غوغل بأنها ملتزمة بأهداف إنسانية نبيلة من قبيل الدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ على البيئة وما إلى ذلك. غير أنه من الجانب الآخر، فإن ثمة شكوك كثيرة تحوم حول علاقة الشركة بدوائر المخابرات الأميركية و"الإسرائيلية". وفي هذا السياق، فمن المعروف أن تسهيلات البريد الإلكتروني جي ميل G Mail تعطي الشركة إمكانية الإطلاع الكامل على محتويات الحسابات الخاصة بهذه الخدمة، فضلاً عن تعقب Google لجميع خطوات المشتركين عبر الإنترنت، والتساؤلات والشكوك الحائمة حول خدمات خرائط غوغل Google maps وسواها... ومن أحدث التطورات الطارئة بالنسبة إلى الجانب "المخابراتي" لغوغل المعلومات التي كشف عنها مؤخراً في الولايات المتحدة من أن الموقع يستثمر منصات عائمة كبيرة شوهدت على مقربة من شواطىء الولايات المتحدة الغربية أولاً، ومن ثمّ الشرقية. هذه المنصات تحمل حاويات، ولم تتضح بعد ما هو الذي تقوم به، علماً أن التقارير الواردة من الولايات المتحدة تلمح إلى أنه يتم فيها القيام بأعمال من قبيل التنصت وخرق خطوط الإتصالات البحرية وما إلى ذلك, وقد صدرت بعض التقارير الإعلامية تفيد بأن هذه المنصات قد تُستعمل كمتاجر عائمة لمنتجات وخدمات غوغل، مع الإشارة إلى أن هذا الإحتمال لا يتنافى أبداً مع إمكانية القيام بأعمال تنصت مخفية تحت ستار ممارسة التجارة...

هذا، ولم تعلق غوغل بشيء على الموضوع حتى الآن، لا لجهة تأكيد صلتها بالمنصات ولا لجهة تكذيب الأمر أو توضيحه...

تزايد الشكوك حول النشاطات المخابراتي لفايسبوك

فايسبوك Facebook هو الموقع الإجتماعي الأول في العالم مع ما يقارب أو حتى يزيد على البليون مشترك في خدماته, وقد طور الموقع التسهيلات التي يوفرها على نحو بالغ التعقيد في السنوات الأخيرة، وخصوصاً لجهة تسهيلات الوسائط المتعددة ونشر الصور والأفلام والتسجيلات الصوتية. ومن الناحية المبدئية، ليس لموقع فايسبوك أية صلة بالسياسة أو المخابرات وما إلى ذلك، على أن ثمة شكوكاً عديدة باتت تحوم حول الموقع، خصوصاً لجهة أنه ثبت بأن دوائر المخابرات تستعين بالبيانات المنشورة بالموقع لإجراء تحقيقاتها وجمع الإثباتات. وفي هذا السياق، أجريت مؤخراً مفاوضات بين دوائر الشرطة الأميركية وهذا الموقع اليهودي بهدف التنسيق...

من ناحية مقابلة، أشارت بعض الدراسات الصادرة مؤخراً في الولايات المتحدة إلى أن قاعدة بيانات صور البليون مشترك في الموقع باتت تشكل أداة فريدة للتعرف على العوامل البيولوجية التي يتميز بها كل إنسان، وأن إستثمار قاعدة البيانات تلك للقيام بأعمال التصنيف والتعريف والفرز من الأمور الميسرة جداً من الناحية التقنية... ومن شبه المؤكد أن الوكالات المخابراتية الأميركية تقوم فعلاً بذلك,

بقي أن تتمكن فايسبوك من الحفاظ على شعبيتها ورواجها في المستقبل، ويبدو هذا الأمر غير مضموناً، حيث أشارت عدة دراسات تسويقية أجريت مؤخراً إلى أن الجيل الجديد من المستعملين، وتحديداً المستعملين المراهقين، بدأ يتحول عن هذا الموقع، فضلاً عن أن من شأن تزايد التشكيك بحقيقة الموقع التأثير على مصداقيته وبالتالي على رواجه...


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه