Warning: Undefined variable $PHP_SELF in /home/clients/61e9389d6d18a99f5bbcfdf35600ad76/web/include/article.php on line 26
SSNP.INFO: الرفيقة الرائدة في العمل النسائي والاجتماعي في دير الزور محسنة محمد عياش
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2014-02-24
 

الرفيقة الرائدة في العمل النسائي والاجتماعي في دير الزور محسنة محمد عياش

الامين لبيب ناصيف

رفيقتان، على ما اعلم، اقترنت كل منهما بمواطن ناشط في حزب البعث العربي الاشتراكي، واستمرتا ملتزمتين بالحزب، قوميتين، عقيدة ونظاماً ونهجاً.

الاولى: مرسال نصار التي اقترنت من السيد يوسف فارس (عرف بـ "جو") ادامها الله بعافيتها وصحتها.

والثانية: محسنة محمد عياش التي اقترنت من الوزير واحد قياديي حزب البعث العربي الاشتراكي، السياسي جلال السيد.

عنها نخصص هذه النبذة.

*

قدم منفذ عام دير الزور الامين عبد الوهاب بعاج نبذة عن الرفيقة محسنة في تقرير له بتاريخ 11/11/2003 نختار منه المعلومات التالية:

" الرفيقة محسنة عياش من مواليد دير الزور 1935 وهي اخت الرفيق حسن عياش، درست في دير الزور وحصلت على أهلية التعليم الابتدائي عام 1957 وكانت من الرعيل النسائي الاول الذي تعلم في هذه المدينة. وتابعت الدراسة مجدداً وحصلت على الثانوية العامة عام 1963، ثم إجازة في التاريخ من جامعة دمشق عام 1976.

عملت معلّمة ومربية في المدارس والمعاهد الرسمية حتى 1985.

ثم اسست دار حضانة "جيل الهلال" التي لا زالت قائمه، كرمت من وزارة التربية عام 1969، وشهادة ثناء من نقابة المعلمين عام 1970.

ساهمت في تأسيس "جمعية المرأة العربية" عام 1960، ومن انشط اعضائها.

مثلت الجمعية في "مؤتمر المرأة العربية" في بيروت عام 1962.

ساهمت في تأسيس فرع الهلال الاحمر في دير الزور، ودار الحنان للمسنّات. تولت مهام نائبة لرئيس "جمعية العاديات" في دير الزور.

انتمت الى الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1953، واستمرت على إيمانها ونشاطها واتصالاتها بالحزب حتى وفاتها عام 2000.

وكانت قد اقترنت في العام 1984 من احد قياديي حزب البعث العربي الاشتراكي الوزير الاستاذ جلال السيد(1).

*

وبتاريخ 28/11/2013 قدم الامين بعاج هذه المعلومات الجيدة عن عدد من افراد عائلتها، وعن زيارات قام بها امناء الى دير الزور:

الرفيقة محسنة عياش من عائلة من عوائل دير الزور المعروفة، والتي لها شأن اجتماعي – ثقافي – سياسي.

والدها محمد العياش ناضل ضد الفرنسيين، مما جعلهم يفرضون عليه الاقامة الجبرية منفياً مع عائلته الى مدينة جبلة الساحلية، التي كانت بلدة صغيرة، اشبه بقرية، يتواجد فيها الفرنسيون.

عمها محمود اعدمه الفرنسيون، لأنه كان احد المشاركين في تشكيل مجموعة كمنت بركب من الضباط الفرنسيين وقتلتهم. اعتبر والدها محمد وراء هذه المجموعة، مما دعا لنفيه.

شقيقها الرفيق حسن عياش، تولى عدة مسؤوليات في منفذية دير الزور، منها منفذ عام عام 1955. كان موظفاً، فطلب إليه التفرغ للحزب، فترك الوظيفة، بالوقت الذي لم يكن له مورد سوى المرتب الوظيفي، وبعد التوقيف والسجن والمحاكمات، اضطر للرجوع الى الوظيفة في مدينة الرقة.

عمها المحامي عبد القادر عياش. الكاتب ومؤرخ التراث الشعبي للفرات، وكان يصدر مجلة باسم "صوت الفرات"، يكتب موضوعاتها ويطبعها على نفقته الخاصة، اصبحت هذه المجموعة تشكل الموسوعة المعتمدة عن وادي الفرات وتراثه.

محمد العايش (عايش وعياش اخوة ومنها تحدرت عائلتا عياش وعايش) شخصية مرموقة في مدينة دير الزور والشام بشكل عام. فهو الى جانب كونه اقتصادي، كان نائباً دائماً عن دير الزور، وزيراً للزراعة. ولداه عبد اللطيف، ويحيى من القوميين الاجتماعيين، توفيا عام 2013.

الرفيقة محسنة، من المجموعة الاولى من بنات دير الزور اللواتي تابعن دراستهن، ونشطن اجتماعياً وسياسياً كون اغلبهن بنات عوائل معروفة، لها مكانة وسمعة مما اعطى هؤلاء البنات حرية النشاط، دون خوف أو وجل.

بهذا الجو تربت ونمت الرفيقة محسنة، ثم صقلتها بفكر المعلم سعاده.

لم يحضر قومي اجتماعي بمسؤولية رسمية او غير رسمية الى دير الزور إلا وكان سؤاله الاول عن الرفيقة محسنة.

وعلى ما أذكر:

•بعد ابعاد واكراه. وضغط مرّ على منطقة الفرات بشكل عام، ودير الزور خاصة، حضر الى دير الزور الامين الياس جرجي، وهو الذي لم يكن ينقطع عنها في زمن العمل العلني، وكان حضوره يعني نشاطاً إعلامياً، محاضرات فكرية، توجيهات ادارية.

كانت له دعوة على الغداء في بيت الرفيقة محسنة، بحضور زوجها الاستاذ جلال السيد، أحد مؤسسي حزب البعث وكنت الى جانب الامين الياس، مع شقيقها المحامي احسان وقريب هو القاضي امين فنوش ورفيق كان مع الامين الياس.

كان الحديث ودياً متنوعاً، وقال الاستاذ السيد ممازحاً "والله يا محسنة بآخر عمري رح تعمليني قومي". وهذا دليل على قوة شخصيتها وتمسكها بإيمانها من جهتها، واحترامه لها كما هي من جهته.

•بتأثير بعض الاشخاص من الاصدقاء في المركز الثقافي الذي يشرف عليه حزب البعث عن طريق السلطة، تمّ دعوة الامين عمر ابو زلام(2) محاضراً، وكان اول وصوله الى بيت الرفيقة محسنة حيث الغداء بناء على طلبه، وكنت مع الحضور وصديق هو الدكتور قاسم عزاوي، حيث اجتمعنا مع الامين عمر موضحين له الجو العام للبلد والحضور.

وحضر الامين انطون حتي، وكان عميداً للعمل الى دير الزور، مرتين على ما اذكر، وكان اللقاء في بيت الرفيقة محسنة مع البعض لتدارس الوضع العام بالنسبة للقوميين الاجتماعيين.


•في مساء يوم شتوي، تلقيت مكالمة من الرفيقة محسنة التي تقيم في بيتها بعد وفاة زوجها، تدعوني للحضور، وحين حضرت فوجئت بوجود الامين سعيد مخلوف(3).

الامين سعيد بالنسبة لي رفيق سجن القلعة عام 1955 ولم تنقطع العلاقة واللقاءات في مشغله الكائن بالمعرض الدولي، ولكن الذي صدمني، ان الامين سعيد لم يستقبلني بمزحة او بنكتة بل بوجه كئيب عابس، فقلت له انت لست سعيد، قال باختصار: المرض.

وبعد السهرة، انتقل الامين سعيد الى بيتي لتمضية الليل، بعد جولة في المدينة.

وفي اليوم التالي، طلب الي ان اخذه الى مدينة "ماري" التي تبعد حوالي المئة كيلو متر عن دير الزور. فقلت له في حالتك هذه وبهذا الجو البارد لا استطيع أن اجيبك لهذا الطلب. لكن ان عدت في الربيع يمكن اخذك الى مدينة ماري.

فقال اذن سفّرني. لكنه لم يعد وقد زاد عليه المرض.

هذا بعض ما يرد في خاطري من ذكريات عن الجو والحياة للرفيقة القومية الاجتماعية، ذات الشخصية المميزة، التي لم يمهلها القدر فغادرت باكراً.

*

وفاتها:

وافت المنية الرفيقة محسنة في كانون اول عام 2000، فاقيم لها احتفال تأبيني بدعوة من محافظة دير الزور في المركز الثقافي في المدينة حضره حشد كبير من الرسميين والمثقفين والفعاليات والمواطنين. كما حضر وفد مركزي من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضم العميدين الرفيقين صفوان سلمان (الامين لاحقاً) وغسان ابي جابر إضافة الى منفذ عام دير الزور وهيئة المنفذية.

ألقيت في الحفل كلمات باسم: نقابة المعلمين والشؤون الاجتماعية والعمل وجمعية المرأة العربية وجمعية العاديات.

وقد ألقى كلمة مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي العميد د. صفوان سلمان ومما جاء فيها:

"على ضفاف الفرات السوري سطّر الانسان ملامح التفاعل الاولى مع الارض باتجاه نشوء المجتمع حقيقة كبرى في التاريخ.

إن الانسان المنتمي إلى دورة التفاعل الخصب في الحياة هو المولّد للتاريخ والانسان الواعي لحقيقة انتمائه لمجتمعه، هو الانسان الصانع للتاريخ. وعندما نحتفل اليوم تأبيناً لرفيقتنا الفقيدة، فإننا نحتفي أولاً بمثال جلي لأنموذج الانسان- المجتمع الذي يشارك في حياة أمته وحركة مجتمعه، انطلاقاً من كونه إمكانية فاعلة وقيمة مثمرة في دور التفاعل المادي الروحي الضامنة لاستمرار المجتمع ورقيّه وتطوره.

فالانسان- المجتمع، لا الانسان - الفرد، المنكفئ والمنقطع عن وعي الانتماء، هو الانسان الباني لمجتمعه والمنتصر لأمته عبر اشتراكه الايجابي في الوظائف الحياتية والمعرفية في عمق المجتمع. وهذا ما جسدته رفيقتنا الفقيدة، عبر ممارسة الدور المعرفي في الحقل التربوي والفعل الثقافي الاجتماعي في مساحات عملها الريادي. وتوّجت دورها بتعاقدها العقلي والوجداني على قضية آمنت انها تساوي وجودها، قضية امتها ومجتمعها، فانتمت الى مشروع النهضة، نهضة، العقل شرعها الاعلى ووحدة المجتمع ونهضة الامة في جوهر قضيتها..

لقد آمنت رفيقتنا كما آمن رفقاؤها بالطاقات الكامنة القادرة على الفعل والتغيير والبناء في شعبها، وجسدت إيمانها هذا بدورها الرائد في مدينتها ومتحدها في تفعيل هذه الطاقات.

آمنت رفيقتنا كما رفقاؤها: ان الوجه القاتم للتاريخ لا تغيّره إلا القوة الكامنة في الشعب، في الانسان- المجتمع. إن فعلت صنعت ألقاً يبدد القتامة ويشرّع آفاق الشمس للامة.

واضاف: إن الرؤية القومية الاجتماعية لبناء المجتمع وتطويره وصيانته تنطلق من حقيقة أن " المجتمع معرفة والمعرفة قوة " ولهذا فان القوميين الاجتماعيين يعملون على تحقيق وظائف منهجية ومبدئية في عمق المجتمع تتضمن في خطوطها الرئيسية تعميق الوعي القومي في الانتماء الاجتماعي وتعميق ثقافة وحدة المجتمع وتحصينها في مواجهة العوامل المرضية التقسيمية لبنية المجتمع وترسيخ منهج وعي المواطن لواجبه المستند الى ايمانه بوحدة المجتمع وضرورة بنائه وتطويره، فالمواطن هو موقع فعل ايجابي وبنّاء في المصهر الحضاري المجتمعي".

*

اثر العراك الذي حصل في مدينة دير الزور في أوائل خمسينات القرن الماضي وادى الى استشهاد الرفيق محمد امين جمعة الدغيم، اصدر الاستاذ جلال السيد بياناً ادان فيه تصرفات اعضاء في حزب البعث، ومتخذاً القرار بحل الفرع. وهذا نصه:

" ان حزب البعث العربي الاشتراكي اذ يأسف للحوادث التي وقعت بين المواطنين فإنه في الوقت نفسه يستنكر اسلوب الشدة والعنف والقسوة الذي شاع استعماله في الحوادث الاخيرة لان هذا الاسلوب ليس اسلوب حزب البعث العربي الاشتراكي ولا منهاجه وانما منهاجه كما يعلم المواطنون جميعاً الدعوة الى مبادئه بالحكمة والموعظة الحسنة واذا كان في الشعب قابليات للنضال والكفاح فانها يجب ان يدخر للاعداء والمستعمرين.

ولما كان المشرفون على ادارة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور لم يستطيعوا ضبط بعض الافراد ولم يستطيعوا السكوت على الاستفزازات التي حصلت مع انه كان يجب عليهم ان يستعملوا المزيد من التسامح مع المواطنين رغم كل التعديات التي تقع عليهم وبناء على الصلاحيات والتفويض المطلق المعطى إليّ هذا اليوم برقياً من قيادة الحزب فانني اقرر:

1-حل فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور ليعاد تنظيمه في الوقت المناسب.

2-ترك الامور للقضاء يعالجها بمقتضى القوانين.

3-الطلب من السلطات ان تستعمل اقصى الشدة في تهدئة الاحوال.

*

هوامش

(1)رغم ان الاستاذ جلال السيد من مؤسسي حزب البعث العربي، إلا انه قضى حتى أخر ايامه مع الرفيقة محسنة على انسجام ومحبة.

(2)من حلب. كانت له مسؤولياته الحزبية المحلية والمركزية. محام وكاتب وخطيب.

(3)فنان معروف، له منحوتات في معظم ساحات دمشق.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه