إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

رسائل انتخابية أردوغانية ودعم للمسلحين وحقد تاريخي تجاه الأرمن

سعد الله الخليل - البناء

نسخة للطباعة 2014-03-24

إقرأ ايضاً


اسقطت تركيا طائرة تابعة للجيش العربي السوري، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشطين قولهم إن الدفاعات الجوية التركية أسقطت الطائرة بعد قصف عدد من المواقع شمال محافظة اللاذقية، وأضاف الناشطون أن الطائرة احترقت قبل سقوطها في الأراضي السورية. ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري تأكيده إسقاط طائرة في منطقة كسب، كانت تلاحق «العصابات الإرهابية داخل الأراضي السورية. وأضاف المصدر أن الطيار تمكن من الهبوط بالمظلة.

ولتبرير إسقاط الطائرة ادعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن الجيش التركي أسقط الطائرة عقب اختراقها الأجواء التركية فاعترضتها مقاتلة من طراز F16، فيما هنأ الرئيس التركي عبد الله غول رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال نجدت أوزيل بنجاح الخطوة، وأكد غول أن بلاده أبدت عزمها على حماية حدودها. بدوره أكد رئيس البرلمان التركي جميل تشيتشك أن تركيا لم تقم سوى باستخدام حقها في الدفاع عن حدودها كما ينص على ذلك القانون الدولي.

وأفاد بيان صادر عن رئاسة هيئة الأركان التركية بتعرض طائرة تركية من طراز إف 16 للتحرش، عبر تعقبها من أنظمة سام 5 السورية لمدة 20 ثانية،أثناء تحليقها ضمن سرب مؤلف من 6 طائرات إف 16، كانت تقوم بدورية على الخط الحدودي الفاصل بين سورية وتركيا.

وذكرت وسائل إعلام تركية أن الدفاعات الجوية التركية استهدفت الطائرة أثناء قصفها مناطق في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية السورية، مشيرة إلى أن النيران شوهدت تندلع في الطائرة الحربية قبل سقوطها داخل الأراضي السورية.

من جهتها اتهمت سورية تركيا بشن عدوان غير مسبوق لا مبرر له ضد سيادة وحرمة أراضي الجمهورية العربية السورية، في منطقة كسب خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، وأضاف المصدر أن «هذا التصعيد يأتي في إطار السياسات العدوانية لحكومة أردوغان ودعمها المعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة التي اتخذت من الأراضي التركية نقطة إيواء وانطلاق وتسليح لقتل المواطنين السوريين. وطالب المصدر حكومة أردوغان بوقف عدوانها ودعمها للإرهاب واحترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

ميدانيا ما تزال المعارك العنيفة تتواصل بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة في محيط معبر كسب.

وبدأت المعارك في محيط كسب على شكل اقتحامات وسيطرة ثم انسحابات وتوسعت المعارك السبت الى مناطق اخرى في ريف اللاذقية ابرزها قرى خربة سولاس وبيت حلبية والملك الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري وتسببت بمقتل حوالى ثمانين شخصاً.

بالتوازي مع ذلك تشهد المنطقة الحدودية تجمعاً كثيفاً لسيارات مجهزة لنقل الجرحى من أفراد المجموعات المسلحة إلى المشافي التركية في بلدة يايلاداغي.

وقال مصدر أمني سوري «توجه وحدات من الجيش العربي السوري والقوات المسلحة ضربات قاصمة للمجموعات الارهابية التي تسللت عبر الحدود مع تركيا في منطقة كسب وتكبدها خسائر فادحه».وأفاد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أن «مقاتلي جبهة النصرة وكتائب اخرى تمكنوا من دخول معبر كسب، وإخراج قوات الجيش وجيش الدفاع الوطني منه، لكن لا يمكن الحديث عن سيطرة كاملة،لأن المعارك لا تزال عنيفة في محيطه وعلى بعد عشرات الأمتار منه في مدينة كسب التي يوجد فيها الجيش السوري».

رسائل أردوغان للداخل التركي

وضع المحلل والباحث الاستراتيجي علي مقصود الخطوة التركية في محاولة أردوغان توجيه الرسائل إلى الداخل التركي في الموسم الإنتخابي في محاولة منه لتصدير أزمة حكومته الداخلية والتي أصابها الإنهيار عقب الفضيحة المالية على الصعيد الشعبي.

وتابع مقصود في حديثه لصحيفة «البناء» يهدف أردوغان لإظهار مدى العلاقة القوية بين حكومته والجيش في مسعى لمصالحة المؤسسة العسكرية التركية،حيث تعاني العلاقة من تصدع كبير بعد أن شن حملة كبيرة بحق ضباط الجيش شملت الإعتقال والمحاكمة في إطار التحقيق في المؤامرة المعروفة باسم «المطرقة الثقيلة».

وأضاف مقصود لا يمكن أن ننظر للخطوة بمعزل عن إدراجها ضمن سلسلة إرتدادات سقوط قلعة الحصن وخشية أردوغان من امتداد المعركة إلى جبهة الجولان، فأراد أن يفرض نفسه كلاعب رئيسي على الساحة ويوجه رسالة بوجود مجموعات تتبع لتركيا قادرة على لعب دور عسكري على الأرض بقيادة مالك الكردي، وفي السياسة تقوي حظوظ «المجلس السوري» بعد فشل الائتلاف بتقديم صورة جيدة في محادثات جنيف 2.

تنسيق استخباراتي

رأى المحلل السياسي الدكتور أكرم مكنا أن التصعيد التركي الكبير بعد نوع من الإنكفاء يعود لتعاون إستخباراتي إسرائيلي- سعودي بغطاء أميركي لفتح جبهتين عبر «إسرائيل» وتركيا، ويأتي هذا التصعيد التركي بعد الإنتصارات الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري في يبرود وقلعة الحصن ومازال مستمراً في تحقيقها. وتابع مكنا الأمر الآخر فهو الحقد الأردوغوني القديم على الأرمن، خصوصا أن غالبية سكان كسب هم من الأرمن، يضاف لذلك معاناة أردوغان الداخلية الكبيرة،خصوصا أن غالبية جمهوره من جماعة الإخوان المسلمين المتطرفة التي ما زالت تملك العقلية العثمانية، يعمل أردوغان على استثمار تلك الورقة عبر غطاء أميركي وتعاون قطري تركي- سعودي «إسرائيلي» عله يحقق شيئاً في الداخل كونه مقدم على إنتخابات.

واعتبر مكنا هذه الورقة الأخيرة لآردوغان سياسياً وميدانياً وقال «يريد آردوغان التصعيد وإفشال الإستحقاقات الإنتخابية الرئاسية القادمة في سورية، لكن من فشل طيلة ثلاث سنوات سيفشل أكثر وأكثر، وأردوغان سيسقط كما سقط قبله أمير قطر».


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024