شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2014-06-16 |
مهرجان دير القمر 1952 وأول ظهور حزبي منظم بعد استشهاد سعاده |
من المعروف أنه كانت تشكلت في الفترة 1951- 1952 جبهة اشتراكية وطنية، تكونت من كميل شمعون، كمال جنبلاط، الكتلة الوطنية (ريمون اده) والحزب السوري القومي الاجتماعي ممثلاً بالرفيق في حينه، غسان تويني الذي كن فاز في انتخابات العام 1951 على لائحة كمال جنبلاط ـ كميل شمعون. كان غسان تويني قد استعاد عضويته في الحزب بعد مقاله الشهير في جريدة النهار(1) "سعاده المجرم الشهيد"، بتاريخ 9 تموز 1949 فتعرض للسجن. كانت الجبهة الاشتراكية الوطنية التي ضمت شخصيات وقوى شعبية سياسية قد قررت تنظيم مهرجان في دير القمر على طريق اسقاط حكم بشارة الخوري. وبالفعل أدى هذا المهرجان الضخم والمنظم الى اسقاط الحكم الجائر الفاسد. في مهرجان دير القمر عام 1952 ظهر الحزب لأول مرة بعد استشهاد سعاده بشكل علني وسافر، وفي صفوف نظامية أذهلت المراقبين، وأجهزة الحكم. كان عدد الرفقاء يزيد على العشرة آلاف، ساروا في صفوف نظامية باتجاه ساحة دير القمر يتقدمهم المسؤولون المركزيون. عن هذا المهرجان التاريخي تحدث الامين انعام رعد في مذكراته "الكلمات الاخيرة". يقول في الصفحة 69: لمهرجان دير القمر قصة، فلنتكلم بصراحة: مفوض لبنان الامين حسن الطويل(2)، وهو مناضل معروف في الحزب، لم يوافق سوى على مشاركة رمزية للحزب في مهرجان المعارضة في دير القمر، على الرغم من تقاريره التي كانت تعتبر أن العهد، عهد بشارة الخوري، قد بدأ يميل نحو الانهيار. لكن الامين مصطفى عز الدين(3)، الذي كان ناموس المفوضية، اخذ على عاتقه، يعاونه الرفيق يوسف الطويل(4)، تعبئة الحزب من كل لبنان لحشد القوة القومية الاجتماعية وإبرازها في ذلك المهرجان قوة رئيسية، إيذاناً بعودة الحزب الى الساحة بعد استشهاد سعاده وخرق الحظر المفروض عليه. كان هذا بالفعل استشرافاً سياسياً وقيادياً جريئاً من الامين مصطفى عز الدين. الحقيقة ان ذلك المهرجان ادى الى الغاية التي استشرفها الامين مصطفى، فقد تميز بحشد قومي اجتماعي كبير تتقدمه اليافطات التي تحمل اقوال سعاده وبتوقيع سعاده. كان هذا ظهوراً شعبياً للحزب يخترق الحظر والمنع، وصفّقت الجماهير المحتشدة في دير القمر، وكانت قوة الحزب القوة النظامية والسياسية الاولى التي شاركت في ذلك المهرجان الكبير، اضافة الى الحشود الشعبية الكبيرة التي تألبت حول كمال جنبلاط بالدرجة الاولى، وحول كميل شمعون ثانياً. لقد كان مهرجان دير القمر مَفْصلاً على طريق اسقاط عهد بشارة الخوري". * الامين شوقي خير الله يؤكد، من جهته، ما كان اشار اليه الامين انعام رعد عن دور الامين مصطفى عز الدين. في مقدمته للكتاب الذي صدر بعد رحيل الامين مصطفى بعنوان "مصطفى عز الدين ستون عاماً من النضال القومي والوفاء والحب". يقول: " في يوم دير القمر 1952 تمرد يومذاك الرفيق الهادئ على الرأي الاعلى، وحمل الزوبعة بغير اذن، وفي الطليعة، وواثق الخطى امام الصفوف الملهوفة، ووضع الزوبعة في اعلى عليين، وفوق ما يستطاع، وفوق ما احتسب المتخوفون من بطش السلطان. رأيه الثاقب انهى للطلّة الاولى في وجه الطغيان منذ مضى الزعيم مضرّجاً بأرجوان الآلهة، في اليوم السابع من الشهر السابع من العام السابع من عمر استقلال حقود نحبي غشيم ونكود. لقد ازفت الساعة. وصدق حدسه وسقط الطغيان، بفعل الصفوف البديعة النظام، وكأنه طلل رميم او مشيخة من ورق. " وتلا الاعجوبة فصل شيق. بعد المهرجان. في الليل، وعلى السكيت، تسلل مصطفى الى دمشق وقدم للقيادة اقتراحاً كان تدارسه معي ومع الرفيق نقولا النمار. الاقتراح مقدم من مصطفى ناموساً للمفوضية في لبنان، بحق مصطفى إياه، بمعاقبته لمخالفته تعليمات المفوضية ولتجاوزه التعقل في تنفيذ اوامر المفوض العام الامين حسن الطويل حمادة. في دمشق، استدعاه الرئيس جورج عبد المسيح، وقال له: (لقد سبقك الامين حسن الطويل واقترح تهنئتك على جرأتك). حاول مصطفى ان يقول شيئاً فقاطعه عبد المسيح، على طريق اسكندر شاوي: مش فاضيلك! الدنيا تهتز ولا تقع. ارجع الى عملك حالاً!! جرأتك افادت النهضة. انتهى. * اليهما ينضم الشيخ محمد سبيتي في اعطاء شهادته، وكان مشاركاً في الحشد، الى جانب الامين مصطفى عز الدين. في الرسالة التي وجهها الى الاستاذ غسان تويني(5) يقول الشيخ سبيتي: " اطلعت بعد عودتي الى لبنان على النص الكامل لمحاضرتكم القيمة بمناسبة "مئوية سعاده" وقد لاحظت انكم خلال حديثكم عن المرحلة التي تلت اغتيال سعاده 49- 52 لغاية سقوط عهد بشارة الخوري قد غيبتم كلياً اسم المناضل الكبير ابن الجنوب البار المرحوم الاستاذ مصطفى عزالدين ودوره في تلك المرحلة وبصورة خاصة في انجاح مهرجان دير القمر من خلال المشاركة الضخمة فيه للحزب السوري القومي الاجتماعي المنحل والملاحق يومها. ان ما ورد في روايتكم عن مهرجان دير القمر يتناقض كلياً مع الحقائق الموضوعية المعروفة والتي ورد ذكرها بصورة مفصلة في مذكرات المرحوم الاستاذ انعام رعد وفي مقدمة كتاب "مصطفى عزالدين ستون عاماً من النضال القومي والوفاء والحب" بقلم الدكتور شوقي خير الله، اضافة الى ما ورد في كتاب "حوار مع الذاكرة" للاستاذ غسان عزالدين. وارى ان اشير للحقيقة والتاريخ انني شاركت في مهرجان دير القمر وكنت برفقة المرحوم مصطفى عزالدين وقد ساعدته في مهمات طلب مني تنفيذها تتعلق بالمهرجان.. وان معلوماتي تنطبق مع ما جاء في رواية الاساتذة رعد، خير الله، عز الدين عن دور المرحوم مصطفى ومواقفه وتحمله مسؤولية المشاركة الحزبية الضخمة رغماً عن قرار المفوض العام يومها المناضل الكبير الاستاذ حسن الطويل حمادة الذي كان مصراً على ان تكون المشاركة الحزبية في المهرجان مشاركة رمزية فقط" * في الجزء الثاني من "حوار مع الذاكرة" يروي الامين غسان عزالدين عن مشاركته في الاعداد لمهرجان دير القمر، يقول: " خلال الاعداد للاضراب العام ومهرجان ديرالقمر، كانت قيادات المعارضة في حال استنفار دائم. وكانت تتم بعض لقاءاتها في مكتب جريدة "النهار".. وكان ناموس المفوضية يشارك في بعض تلك اللقاءات الى جانب غسان تويني. وما زلت أذكر ان لقاءً ثلاثياً كان قد تم في مكتب جريدة "النهار" قبل ايام قليلة من الموعد المحدد لمهرجان دير القمر حضره كل من اميل البستاني وغسان تويني وناموس المفوضية. وان اميل البستاني قدّم مبلغاً مالياً مساهمة منه في مصاريف ومتطلبات المشاركة القومية الاجتماعية في المهرجان. أذكر ذلك جيداً لأنني كنت قد كُلّفت في اليوم الثاني بعد اللقاء، التوجّه الى البقاع حاملاً معي مغلفات تحتوي على بعض الاموال لدفع اجور الباصات والسيارات المستأجرة لنقل الوفود من البقاع الى دير القمر. لم أعد أذكر اسماء الاشخاص التي كانت المغلفات معنونة اليها. ولكنني اذكر اسماء بعض الرفقاء الذين التقيتهم خلال اليومين اللذين امضيتهما في البقاع. وهم: سامي دهام(6) علي توفيق حمية(7) علي شرف الدين(8) شكيب بدور(9) فهمي علوه(10) رفيق من آل أبو نعوم في زحلة(11) يوسف الخطيب(12) عباس شمص(13) مشهور دندش(14) عبد الرحيم عاصي(15) كانت كافة التقديرات عن اسباب سقوط عهد الطاغية اضافة الى موقف الجيش قد أدت الى ضخامة حضور المهرجان، وبصورة خاصة المشاركة القومية الاجتماعية التي فاجأت وأدهشت المراقبين السياسيين. وقد تحدث عن هذا الامر الرفيق سعيد تقي الدين في احدى مقالاته. اذ ان المفوضية كانت قد استنفرت القوميين الاجتماعيين في كافة المناطق اللبنانية. كما تم استنفار مجموعة من المقاتلين القوميين الاجتماعيين تجمعوا في عاليه، وأذكر ان عدداً كبيراً منهم قد انزلوا في فندق لم أعد أذكر اسمه، كان يعمل فيه الرفيق نقولا قباني(16) الذي ساهم في تأمين اماكن لتجمع المقاتلين في الفندق وخارجه". * هوامش: 1-لعبت "النهار" دوراً اعلامياً رئيسياً كبيراً ومميزاً في المعارضة للحكم القائم. 2-من بعقلين. تولى مسؤولية مفوض لبنان بعد استشهاد سعاده عندما كان مركز الحزب في دمشق، برئاسة الرفيق جورج عبد المسيح. كان عضواً في المجلس الاعلى، ومن مناضلي الحزب العنيدين والمعروفين. 3-من صور. تولى في الحزب مسؤوليات عديدة، محلية ومركزية. كان عضواً ورئيساً للمجلس الاعلى، دورات عديدة. 4-من المريجة. تولى مسؤوليات حزبية وشارك في مهمات حزبية. شقيقه الرفيق المناضل خليل الطويل، شارك في الثورة القومية الاجتماعية واسر. 5-أوردها الامين غسان عز الدين في الجزء الثاني من " حوار مع الذاكرة "، ص56 . 6-من بكيفا (راشيا) تولى مسؤولية منفذ عام راشيا في اواخر اربعينات القرن الماضي. بنى عائلة قومية اجتماعية . 7-من طاريا. نشط حزبياً وتولى سؤوليات محلية. 8-الامين لاحقاً. تولى مسؤوليات محلية عديدة في منفذية بعلبك. 9-شاعر وله اكثر من نشيد حزبي. من بلدة بكيفا. بنى عائلة قومية اجتماعية . 10-من الهرمل . ناشط حزبياً ومتولياً مسؤوليات محلية . 11-نرّجح انه الرفيق جان ابو نعوم. 12-كان يملك محلاً في شتورة. نشط حزبياً وبقي ملتزماً مؤمناً حتى آخر لحظة من حياته. 13-من بوادي (بعلبك) تولى مسؤولية منفذ عام في اوائل خمسينات القرن الماضي. معروف بـ عباس اسدالله شمس. 14-مشهور دندش احد ابطال الحزب ومن رموزه 15-من اوائل الرفقاء في الهرمل. تولى مسؤولية منفذ عام . وردنا ان الرفيق فايز عواد كان من بين رفقاء الهرمل المشاركين في المهرجان 16-رفيق مناضل من الاشرفية. تولى مسؤوليات حزبية عديدة. سننشر عنه نبذة تعريفية في وقت لاحق. |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |