شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2014-06-30 |
الكـبــار لا يـرحـلــون |
يخسر الحزب، برحيل الامين الدكتور منير خوري احد رموزه المضيئة، الذي عرف الحزب، وجسّده، نهضة ومفاهيم جديدة ومناقب وقدوة. قد يختلف معه البعض، في حزبنا، انما يتفق الجميع على انه كان مترفعاً في كل تعاطيه، مؤمناً بصدق، لا يعرف الزيف والكذب والنفاق والانتهازية والوصولية والكلام هنا الذي يتناقض مع الكلام هناك. سمعت عام 1961 عنه ما يُفرح عندما انتخب عضوا في المجلس الاعلى، يومئذ تحدث القوميون الاجتماعيون عن الامينين الجديدين في حمل الرتبة وفي عضوية المجلس الاعلى، عن تقدمهما العلمي الاكاديمي، وعن سويتهما العقائدية والفكرية، منير خوري واسعد رحال. في الاسر، لفت الامين منير جميع المتابعين، بمواقفه النضالية. في المحكمة، رفض ان يساير فتلقى في التمييز حكما اقصى(1) اودعه السجن نيّف وسبع سنوات. وفي سجنيّ القبة في طرابلس والقلعة في بيروت، كان قدوة لرفقائه، ومسؤولاً واعياً عرف كيف يحوّل السجن الى مدرسة، والاسرى الى منتجين، ودارسي لغات وعلم محاسبة، وقراء(2). ورافقته بعد خروجه من الاسر في شباط 1969. عرفته عضواً في لجنة رئاسية، رئيساً لمجلس العمد، عضواً فرئيساً للمجلس الاعلى. كنت التقي به كثيراً، فيزداد اعجابي به كانسان نهضة، وتشتد ثقتي به وارتياحي لما يمثل من ترفع ورقي اخلاقي، وكان بدوره يبادلني المحبة والارتياح. طالما روى لي ما كان سمعه مراراً من شقيقه الرفيق نقولا(3) عن فترة تواجدي، ومسؤوليتي الحزبية في البرازيل. وفي تلك السنوات من سبعينات القرن الماضي، اختلفنا في الرأي، انما لم يحوّل احدنا التباعد في المواقف الحزبية الى خصومة. ذلك انه جيد ان يكون لكل منا قناعته في ما يراه صحيحاً لمصلحة الحزب. انما ليس جيداً ان يتحوّل الاختلاف في الرأي الى خصومة بغيضة واحقاد، كأننا امام عدو يجب ان نحاربه، لا مع رفيق علينا ان نبني معه مستقبل حزبنا. كان يحرص، واحرص بدوري، ان تبقى العلاقة القومية الاجتماعية، بما فيها من اواصر المحبة، هي التي يجب ان تبقى وان تسود بين القوميين الاجتماعيين، وان اختلفوا فيما بينهم على ما يرونه صحيحاً لمصلحة الحزب. ولا مرة كنت، اشعر، مع الامين منير، الا بارتياح كبير وبثقة اكبر. فهو يحاورك لا يجادلك. يبدي لك الرأي ويستمع اليك ويوافقك ان وجد في كلامك صواباً. * واليوم اذ يرحل الامين منير نشعر ان قسماً من تاريخ حزبنا قد رحل معه، فهذا التاريخ يسجله، ايضاً، الشهداء والمميّزون في النضال، والمشعّون بانوار النهضة وبمناقب الانسان الجديد . عنه، كما عن الكبار في حزبنا، سيحكى الكثير، وسنبقى نذكره في الكثير من محطات حزبنا، اذ نحكي عن الحزب في عكار، عن الثورة الانقلابية، عن سنوات الاسر 1962 -1968، وعن مسيرة حزبنا بعد شباط 1969. اميـن منيـر، مخطئاً ام مصيباً، كنت قدوة، وصادقاً في كل كلمة وتصرّف وموقف. امثـالـك لا يـرحـلـــون * يصلى على جثمان الامين منير خوري الساعة 11 من قبل ظهر غد الثلثاء 01/07/2014 في كنيسة نياح السيدة، شارع المكحول، ويشيّع عند الخامسة عصراً في بلدته جبرايل، عكار. * هوامش (1)ضوعفت عقوبته من اربع سنوات في المحكمة الاولى الى ثماني سنوات في محكمة التمييز. (2)مراجعة النبذة عن "السجن المدرسة" المعممة بتاريخ 15 تموز 2013 او الدخول الى ارشيف تاريخ الحزب على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info . (3)هو الرفيق الاول في جبرايل (عكار). يقول الامين منير في كتابه سفينة حياتي (ص43): "اول مرة سمعت فيها بالحزب في العام 1933 حين كان شقيقي الاكبر، نقولا، يتحدث عن نشاط ونهضة الحزب السري". غادر الى البرازيل، والتقيت به اكثر من مرة حين تواجدي فيها وكان استمر رفيقاً مؤمناً واعياً لمفاهيم الحزب . |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |