إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ردا على رسالة مفتوحة الى السيد حسن نصرالله – النهار 23 آب - رؤوف قبيسي

جو يوسف عبد الحق *

نسخة للطباعة 2014-08-27

ليس من المستغرب ان يمعن السيد قبيسي بالتغابي المقصود والقفز الناكر للحقائق عندما يطلب من السيد حسن نصر الله، القائد الذي اكرمه تعالى بفكر واسع ويقظة ضمير مشرقة ليقود المسيرة التي غيرت وجه التاريخ. فالسيد القائد رددها مررا: ان عصر الانكسارات قد ولي واتى عصر الانتصارات، بداية من رحيل الغزاة الصهاينة سنة 2000 من لبنان استمرارا بحرب تموز سنة 2006 التي انتصر فيها لبنان بجيشه ومقاومته وشعبه على قوى الغطرسة الأسرائيلية ودحرها الى غير رجعة، وصولاَ الى الملحمة الفلسطينة الجديدة التي يكتبها الفلسطينيون بدمائهم ولحمهم وصمودهم المشرف!

ألسيد قبيسي، بمقاله المذكور، يرقص على كل الحبال، محاولا ان يُرضي الجميع، فياتي كتابه اقرب الى خطاب سياسي منه الى رسالة موجهة، فهو يطالب السيد بامتشاق سلاح الدولة المدنية، ويطلب منه ان يرمي سلاحه للدولة المدنية التي يتصدر السيد إقامتها. فالسيد قبيسي يتناسى ان هناك عدو تعوّد قبل ولادة المقاومة ان يجتاح لبنان فتارة يفجر طيارات لبنان المدنية في مطار بيروت وطورا يدخل لبنان بتسهيل من اعوانه الكثرة الذين كانوا ينتظرونه في الغرف السرية في مطار بيروت ومعهم بدلات الدرك اللبناني ليرتدوها ويسوق سياراتهم عملاؤهم فيغتالون القادة الفلسطينين ويعودون الى المطار وكانه مطار بنغوريون وليس مطار بيروت!

ألسيد قبيسى يتناسى ان جنوب لبنان كان المخزن البشري المبارك لكل النهضات والاحزاب التقدمية – التي تطمح لبناء الدولة المدنية التي يبشر بها السيد قبيسي وكانها اخترعها وهو يتمشى في هايد بارك ليناقش امورا بين السنة والشيعة بدلا من تجنيد قلمه الصحافي وعلاقاته التي بناها في أغترابه لرد الحيف عن اطفالنا الذين يذبحون في فلسطين امام اعين كل القبيسيين الطوباويين الذين ينظّرون لدولة مدنية في لبنان ويرشقون دعواتهم عبر الاثير، لان حماية لبنان من الصهاينة ومقاومة احتلال غزة تبداء في هالد بارك!

السيد قبيسي، تكلم باسهاب عن عصر الظلمة والتعصب الطائفي والمذهبيي، وتغاضى، بالقصد طبعا، ان يحفض ماء الوجه، ويلمح ولو تلميحا بسيطا عن الحركات النهضوية التي سبقته بعقود بتشخيص الامراض التي ستسبب انحدار المجتمعات الى فوضى الاقتتال والتي اشارة بوضوح ان الوهابية هي اخظر من الصهيونية، فعلت هذا ليس بتدبيج خطاب طوابوي وبنقاش مع "مناضل اخر في هايد بارك" بل بتشخيص الجينة الاساسية لامراض امتنا بدلا من العوارض التي يتكلم عنها هو والآف الاقلام الطوباوية بقناعة المتفرنجين الذين يحاولون تقليد مشية "حجل" الغرب ويعتمدون في كتاباتهم على امثال واهية عن ديمقراطية الغرب، طبعا بدون العودة الى الهنود الحمر الذين يخالفون السيد قبيسي رايه في اميركا وبريطانيا.

السيد قبيسي لم يخطر في باله اذ يقول أن الاسلام يعني التدين لرب العالمين، لم يخطر بباله ان الزعيم الخالد انطون سعادة صرح بها قولا وعملا منذ عقود ان "كلنا لوجه الله مسلمون، منا من اسلم لله بالانجيل ومنا من اسلم لله بالقرآن ومنا من اسلم لله بالحكمة"!

لم يخطر في باله أن يذكر ان الذي ارسى القواعد الاساسية لبناء الدولة المدنية في ثلاثنيات القرن الماضي هو الزعيم الخالد انطون سعادة واعلنها لبني القوم اجمعين فاقبل على دعوته عشرات الآلوف من كل كينات الأمه السورية، ونذكر السيد قبيسي ان النهضة القومية الأجتماعية نمت بسرعة وقوة في كل قرية من قرى الجنوب لان اهلها، من كل مذاهبهم، كانوا قد تطهروا من رجس الطائفية والمذهبية فوجدوا في نهضة الزعيم انطون سعادة مقرا لافكارهم النهضوية التقدمية فاعتنقوها في شرايين دمائهم وفي خلايا ادمغتهم ووعدوا امتهم، وليس طائفتهم، بان الدماء التي في عروقهم هي وديعة الامة فيهم، وعندما طلبتها وجدتها في اجساد ابطال قاوموا العدو الصهيوني والهبوا الارض تحته والسماء فوقه فكانت سناء محيدلي عروسة الجنوب وبتول الامة، سيرا على خطى زعيمها الذي اغتالته ايادي المجرمين خضوعا لتعليمات صهيونية وعرببة، تم التوافق عليها في بلوذان بين موشى شاريت ورياض الصلح وحسني الزعيم.

لم يخطر في بال السيد قبيسي ان يذكر، حتى استحياء من ضميره، ان كل ما يطلبه من دولة مدنية في طوبايات اقتراحات تهزاء منها اطفال فلسطين وسوريا ولبنان والعراق الذين يصارعون التطرف الحقود ويناضلون لبناء دولة حرة مستقلة مدنية علمانية، ليس بمقال من هنا ورسالة من هناك كما يفعل السيد قبيسي، بل باللحم الحي والاجساد الطاهرة!

السيد قبيسي، اسمح لي ان اصارحك القول بان رسالتك المفتوحة لقائد المقاومة التي غيرت وجه التاريخ ليست الا "ابو الزلف" من بعيد، قد يستلذ لسماعها من مثلك من الطوباويين، لكن الذين يسطرون الملاحم البطولية ويقاتلون انجس واعتى واشرس هجمة بربرية على امتنا منذ هولاكو، هؤلا يتعانقون مع بنادقهم ويقبلون صورة الوطن المرسومة عليها كل صباح وكل مساء، وليتك تعرف ماذا يفعلون في الصحف والجرائد المأجوره وكتابات الذين ينظّرون من بعيد!


*الكاتب العدل المكلف

مقاطعة البرتا، كندا

ادمنتون، البرتا، كندا


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024