إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

انعكاس لـ "مؤتمر الأحزاب"

مازن بلال

نسخة للطباعة 2006-03-05

إقرأ ايضاً





لا يبعث الحدث بذاته على التفاؤل أو الاكتئاب، لأن المؤتمرات بدأت تأخذ صورة مكررة منذ أكثر من عقدين من الزمن، بعد أن أصبح الحدث أكبر من الإبداع السياسي، فانحسر العمل العام إلى "مطالب" مكررة من جهة، وإلى حالة مواجهة مع الحياة السياسية بعد أن سجلت "السلطة السياسية" في العالم العربي أعمق حالة استقرار ذاتي.


والمسألة لا تتعلق بما يمكن أن ينتجه المؤتمر أو حتى بما يقدمه على صعيد العام، وإذا كانت بعض التحليلات حاولت التشكيك من تمثيل الأحزاب المشاركة للمجتمعات العربية، فإن مسألة التمثيل تنسحب على الجميع، ولا يستطيع أحد أن يدعي أن قادر عن التعبير عن "الشارع" سواء كان سوريا أو لبنانينا أو مصريا أو ... أي مجموعة بشرية قابعة في زواريب هذا العالم العربي. فالتمثيل مسألة أعقد من احتكارها وهي تشبه الوميض الذي يختفي قبل أن نستوعب ما أحدثه في داخلنا.


وربما يعطي مؤتمر الأحزاب العربية فرصة للنظر إلى الواقع السياسي العام، دون أن ننتظر من الحضور تقديم هذه النظرة، لأن الخطاب السياسي هو الذي يحتاج إلى الدخول في محطة جديدة تخرجه من آلياته الداخلية التي تنتج "الشعار السياسي" بينما المطلوب إيجاد علاقة تفاعل ما بين المطالب السياسية والمصالح العامة. وحتى لا ندعي أن قدرة إنجاز خطاب جديد يمكن أن تظهر بمجرد التفكير، فإن علينا بالفعل أن نحاول خلق منهجية جديدة لمسألة "الحزب" على الأخص أنها فكرة ظهرت بسرعة داخل أوطاننا ثم تفاعلت مع كم التراث الثقافي، دون أن تستطيع إنجاز غايتها الحقيقية في تكوين مؤسسات سياسية على مستوى الحداثة المطلوبة للمجتمع.


المشكلة اليوم أن الأحزاب الممثلة في المؤتمر أو تلك التي تقف خارجه في أي دولة عربية، أمامها كم كبير من "التراث" الناشئ عن تجربة مبتسرة ... سريعة ومليئة بالتقلبات والتحديات ... فهي أحزاب ظهرت على طابع "التحدي الاجتماعي" وكأنها في معركة دائمة مع جمهورها كي تحتفظ به على طراز الأديان التي تمنع "الردة"، في وقت تتمتع المصالح داخل الشارع السياسي بحيوية تجعل من "التغير" سمة لآلية الأحزاب.


مسؤولية "السكونية" السياسية متعلقة بالأحزاب أساسا سواء كانت في السلطة أو المعارضة، لأن الخيارات داخل الحياة العامة ما تزال على قياس ثقافة الصحراء التي لا تملك سوى اتجاهين، ولا تستطيع تفعيل الواقع إلى من خلال الآخر، سواء كان سلطة سياسية أو أحزاب معارضة، بينما تنسحب بعيدا باقي الخيارات التي استطاعت أحزاب العالم تطويرها، أو استطاع المجتمع إنجازها، لأن الحزب السياسي ليس دينا يعتمد على النوايا، بل على المصالح المرتبطة بالناس أولا وأخيرا



افتتاحية سورية الغد



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024