ينبلج صبح ، ليس ككل الصباحات ، تحمل نسمات الصبا تباشير دفء مفقود .
تتحسس البراعم دفئها القادم ، فتهمس : يا لروعة ... الربيع .
إنه يوم البشارة .. الأول من ربيع جديد .. هلموا نستقبل شمسه الرائعة .
كثيرة هي البراعم التي تفتحت ، ومعها أزهارها ...
وحده كان يحمل في تكوينه نسغاً مختلفاً ،
أثمر الوعد لأمته مرتلاً قصيدة الخلاص ...
راسماً لها الطريق إلى الحياة ، معبداً بالحب والخير والجمال ..
قال : هي رسالتي لجمعكم، للبشرية ، للقادمين من بعدكم :
نحن نحب الحياة ، ونحب الموت متى كان طريقاً للحياة ،
تفتحت من حوله الأزهار والبراعم ، أقماراً مختلفة الأشكال والألوان ،
وحده قالوا فيه : قمراً كنعانيا .. فسماء كنعان صافية ، وقمرها متوهج ..مضيء .
قمر كنعان هذا ، حمل وعد الخلاص ...آه .. كنعان تستهدفه راحيل الباغية ،
أبناؤها ، أحفادها غيلان ، نسيجهم من ظلمة الكهوف ..،
الغدر من طباعهم ، والفساد في الأرض ...
وقالت العرافة للأشرار : احذروا فالقمر الكنعاني سيحرق عيونكم ..
عيونكم التي ما اعتادت رؤية النور ، ولو أن قمر كنعان نوره دافئ لطيف ..
استحضر الأشرار كل السحرة في أنحائهم والمشعوذين ..،
كل الأتباع والخدم والمتواطئين ... باعوه بعشرة من فضة ،
فكان فادياً كما كان المسيح ..
لكن ما قاله .. ما أوصى به ، ما زال راسخاً ،
ينتقل من جيل إلى جيل ، فقد خاطب الذين بعد لم يولدوا ..
يا أمتي لا تصمتي ، بل قاومي .. فإن في نفوسكم قوة فاعلة ،
قادرة على تغيير وجه التاريخ إن فعلت ، وهي فاعلة ..
لا تنتظري يا أمتي مخلصاً ، فقد يطول الانتظار .. ،
لا يجود الزمان بقمر جديد ... كل عدة قرون أكثر من مرة .
|