إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

«عاصفة الحزم» تمرّ نسمةً على الحوار

هتاف دهام - البناء

نسخة للطباعة 2015-04-03

إقرأ ايضاً


عكس مشهد كاريكاتوري أول من أمس على إحدى شاشات التلفزة المفارقات التي تحكم المشهد اللبناني في الملف اليمني – السعودي. تعلو الاتهامات المتبادلة في أحد البرامج السياسية بين ممثل عن حزب الله وآخر عن تيار المستقبل، وصولاً إلى التخوين والمواقف المتناقضة، لتبدأ المجاملات والخطاب المسؤول والمشهد الحميم الذي لا يخلو من السلامات الحارة عند طرح المحاور السؤال عن الحوار بينهما.

وبالفعل لم تقتلع رياح «عاصفة الحزم» حوار عين التينة، بل مرّت عليه نسمةً على رغم إضافته بنداً جديداً على جدوله وهو مهمة احتواء الشروخ التي قد تحدثها التعقيدات الإقليمية على الوضع الداخلي. مرّ الحوار بأكثر من اختبار، وكان من الممكن أن ينهار ويتداعى، لكن يبدو أنّ هناك قراراً لدى الطرفين بحمايته واستدامته. فاختبار «عاصفة الحزم» الذي كان من المفترض ان يعطل هذا الحوار، لجهة التناقض الكبير بين مسارعة تيار المستقبل إلى تأييد العدوان السعودي على اليمن واعتباره قراراً حكيماً، ورفض حزب الله بشكل مطلق هذا العدوان، مرّ بسلام، كحال شهادة رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة أمام المحكمة الدولية التي كان من الممكن ان تعطل الحوار، لولا مسارعة الرئيس سعد الحريري إلى مراسلة حزب الله، وتشديده على أنّ كلام السنيورة لا يعبّر عن تيار المستقبل، إنما عن فريق داخل التيار، واقتناع حزب الله بدوره بأنّ الرئيس الحريري يريد الحوار، هذا فضلاً عما سبق ذلك من كلام هجومي ضدّ حزب الله في «البيال» في ذكرى 14 آذار.

اكتمل عقد الحوار أمس. عقدت الجلسة التاسعة في عين التينة بين ممثلي حزب الله المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، وزير الصناعة حسين الحاج حسن، النائب حسن فضل الله، من جهة، وممثلي تيار المستقبل مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، وزير الداخلية نهاد المشنوق، والنائب سمير الجسر من جهة أخرى، بحضور المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل. طرح كل فريق موقفه من الموضوع اليمني في شكل خاص، وتناول البحث عدداً من الموضوعات الداخلية المرتبطة بتفعيل عمل المؤسسات الدستورية، واستكمال الخطة الامنية بما يعزز الاستقرار الداخلي. وأكد المجتمعون «استمرار الحوار وفق القواعد التي انطلق على أساسها، والفصل في المواقف بين القضايا الداخلية والاقليمية، والحفاظ على الاستقرار الأمني وخفض منسوب التشنّج السياسي، واستمرار عمل الحكومة.

يحرص الطرفان على أهمية الحوار، وسيتجنّبان تعكيره، فكلاهما في حاجة إليه وهذا ما ظهر في كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «أننا سنواصل الحوار مع المستقبل وسنتحمّل كلّ الاستفزازات»، وفي تغريدة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري «لأنّ مصلحة بلدنا تعلو فوق كلّ اعتبار فإننا نؤكد ضرورة مواصلة الحوار لحماية لبنان».

عندما قرّر الطرفان الحوار أنهى تيار بيت الوسط حالة القطيعة أو العداء مع الضاحية، راجع ملفاته من وصفه حزب الله بالعدو الذي يجب مقاطعته، الى الجلوس معه في عين التينة بعد السراي الكبيرة، انطلاقاً من وجهة نظره أنّ الحوار هو ربط نزاع في حين رأى حزب الله في الحوار خطوة ايجابية، انطلاقاً من حرصه على إبقاء الساحة اللبنانية في حالة استقرار، وهو الذي في ذروة خلافه مع التيار الأزرق أكد وجوب الجلوس معاً.

وعليه، تؤكد مصادر مطلعة على أجواء حوار عين التينة أنها ما زالت عند الاعتقاد الذي يقول: «إنّ الحوار هو من أجل الصورة الإعلامية وتنفيس الاحتقان والتمهيد لمرحلة ما بعد التفاهمات الكبرى في ما يتعلق بالاستحقاقات، لا سيما المتعلقة بالملف الرئاسي، على عكس الصراع على القضايا الاقليمية في سورية واليمن والسعودية، سلاح حزب الله، والمحكمة الدولية التي تمّ تحييدها».

وتشدّد المصادر على «أنّ الحريري يريد الحوار لأسباب عدة تعود إلى أنه لم يعد مرتاحاً، حيث هو موجود في السعودية، ويعود ذلك إلى التغييرالذي لحق في القيادة الجديدة في المملكة، وحالة الجفاء التي يعيشها مع بعض الرموز الحاليين، وإدراكه مؤخراً أنّ العمل في السياسة لا يُدار من باريس أو جدة، إضافة إلى اقتناعه بأنّ عودته الى السراي الحكومية لن تحصل إلا بتفاهم مع حزب الله، فلا يمكن أن يدخل السراي قبل دخول رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون قصر بعبدا، لا سيّما أنّ حزب الله لا يناور في دعمه جنرال الرابية، ولن يتراجع عن هذا الأمر، ولن يقبل برئيس توافقي.

باءت محاولات التخريب على حوار الأصفر الأزرق بالفشل، وتؤكد المصادر أن لا قدرة لمن قد يرغب في السعودية على تخريب الحوار، فهناك موازين قوى لن تسمح للسعودية بالتدخل في لبنان، وبالتالي فهي لن تتمكن من «فرط» الحكومة، أو التخريب الأمني كما كانت تفعل في طرابلس، أو تعطيل الحوار الذي هو حاجة ملحة للحريري، فالـ»ستاتيكو» الحالي يظهر أن لا انتخابات رئاسية، لا إسقاط للحكومة، ولا تعطيل للحوار، ولا اتجاه لتخريب الوضع في الشمال».

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024