شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2015-04-10
 

هل تنجو السعودية من مغامرتها الجديدة؟

حميدي العبدالله - البناء

نفذت السعودية مغامرة عسكرية في اليمن ينتظر أن يطول أمدها ولن يحصل أيّ حسم في وقت قريب، ما لم تتدخل الولايات المتحدة للضغط على السعودية لوقف هذه المغامرة.


لكن لا يبدو أنّ احتمال أن تنجو السعودية من تداعيات هذه المغامرة من الأمور المتوقعة أو اليسيرة.

فثمة سيناريوان مرجّحان على صعيد مسار هذه الحرب. السيناريو الأول، أن تتحرك الولايات المتحدة بسرعة لإقناع السعودية بوقف حربها الآن سواء عبر الطلب منها ذلك، أو عبر قرار في مجلس الأمن يطلب وقف الحرب، أو الإيعاز إلى دول مشاركة في هذه الحرب، بعض الدول الخليجية والأردن على الأقل، وقف مساهمتهم، وعندها سوف تضطر السعودية إلى وقف الحرب، وفي حال كان هذا هو السيناريو المرجح، فإنّ ذلك سوف يقود إلى تداعيات سلبية أبرزها تكريس وترسيخ وجود نظام في اليمن معاد بقوة للسعودية، لأنه سيكون من الصعب على أيّ نظام في اليمن أن يغفر للسعودية خطاياها، ويتجاوز دماء آلاف المواطنين والعسكريين الذين سقطوا وسوف يسقطوا جراء هذا العدوان، كما أنّ فشل المغامرة السعودية، سيقود إلى تراجع نفوذها العربي والإقليمي، وستبدو في موقع العبء على حلفائها الكبار وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

والأرجح أنّ هذه التداعيات ستقود إلى نشوب حال من الاضطراب السياسي الشديد والنقمة على الأسرة الحاكمة، وقد تشهد السعودية اضطرابات سياسية وأمنية جراء ذلك عاجلاً أم آجلاً.

أما إذا سلكت الحرب سيناريو آخر، أيّ خوض حرب طويلة الأمد، فالأرجح أنّ هذه الحرب وما يترتب عليها من خسائر بشرية ومادية، وهي حرب يصعب ربحها في نهاية المطاف، وقد تستمرّ سنين طويلة، ومن شأن ذلك أيضاً أن يخلق واقعاً سيقود إلى تداعيات لن تكون في مصلحة الاستقرار في السعودية، بل إنه في صورة موازية لاستمرار الحرب، وتفاقم خسائرها البشرية والمادية، واليأس من إمكانية ربحها، ستتعاظم النقمة الشعبية والسياسية داخل المملكة السعودية، أسوة بما حدث مع حكومات غربية وحكومات في المنطقة، خاضت حروباً مديدة وفشلت في ربح هذه الحروب، والسعودية ليست بمنأى عن تأثيرات مماثلة.

يمكن الاستنتاج أنّ مستقبل السعودية ما بعد المغامرة في حرب اليمن يختلف عما كان متوقعاً فيما لو لم تشنّ هذه المغامرة، فهذه الحرب تختلف عن كلّ تدخلات السعودية في مناطق أخرى، حيث كانت الكلفة البشرية والمالية مقبولة، بل أحياناً مطلوبة للتخلص من فائض الشباب المتذمّر وتصديره إلى الخارج.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه