إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الدفاع عن عرسال... ليس عبر «تويتر»!

يوسف الصايغ - البناء

نسخة للطباعة 2015-05-25

إقرأ ايضاً


على وقع الحديث عن تحضيرات لـ«جبهة النصرة» الإرهابية لاقتحام بلدة عرسال اللبنانية، خرج رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عبر تويتر ليعطي غطاء مسبقاً لأيّ هجوم إرهابي يمكن ان تتعرّض له البلدة، حيث يبدو أنه وفريقه السياسي، ومن خلفهما الدول الراعية له، باتوا يشعرون بالضرر والحرج من إنجازات المقاومة الأخيرة في معركة القلمون حيث تمّ دحر الإرهاب.

لكن ماذا عن الدماء والشهداء التي دفعها أبناء عرسال والجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب كي لا تصبح عرسال رهينة في يد قوى التكفير والإرهاب؟ فهل نسي او تناسى الشيخ سعد انّ أبناء عرسال قدّموا 25 شهيداً ممّن قضوا على يد الغدر والإرهاب بعد رفضهم ان يكونوا أداة لـ«النصرة» و«داعش»؟ وماذا عن العسكريين الذين اختطفوا من عرسال؟ وأي ذريعة يمكن أن يتلطى خلفها رئيس «المستقبل» ليبرّر الانتهاكات التي تتعرّض لها عرسال واستباحة جرودها وكسّاراتها وأرزاق أبنائها؟ فهل سأل الشيخ سعد أبناء عرسال عن معاناتهم مع تلك الجماعات التي اتخذت من جرود البلدة ملاذاً لها قبل ان يخرج زاعماً الدفاع عنهم، والحقيقة أنّ كلامه لا يعدو كونه موقفاً سياسياً وانتقاداً جديداً المقاومة ودورها.

هل يعلم الشيخ سعد انّ الجيش اللبناني يتصدّى يومياً للجماعات الإرهابية التي تحاول التسلّل من الجرود باتجاه عرسال، وانّ حزب الله غير موجود هناك؟ فأيّ ذريعة يمكن ان تبرّر لأولئك الإرهابيين محاولة اقتحام البلدة؟ وهل يعلم سعد أنّ الأميركيين أنفسهم أمّنوا للجيش اللبناني طائرات من دون طيار تحلّق باستمرار فوق منطقة جرود عرسال لرصد التحركات فيها، وإعطاء معلومات آنية للجيش في مواجهة أولئك الإرهابيين، ما يعني انّ المقاومة لا تسعى للزجّ بالجيش او حتى بنفسها في ايّ معركة خلافاً لمزاعم الحريري، لكن متطلبات الميدان هي التي تفرض المعركة وتوقيتها، كما أنّ الدفاع عن عرسال وأهلها لا يكون بإطلاق المواقف عبر «تويتر» وغيرها من وسائل التواصل.

المفارقة انّ كلام الحريري الذي يدّعي فيه الحرص على عرسال وأهلها لم يحمل في طياته الا انتقاداً لحزب الله واتهامه بمحاولة إحداث الفتنة، وهو بحدّ ذاته كلام الفتنة الذي يهيّئ الأجواء مسبقاً لأيّ مواقف تصعيدية يمكن ان تصدر ضدّ المقاومة التي تدرك خصوصية عرسال ووضعها الديموغرافي، وهذا ما يؤكد انّ الحريري ومعه سائر فريق 14 آذار قرّروا المضيّ في مسلسل التهجّم على المقاومة، حتى لو كان ذلك على حساب الوطن وأمنه وسلامة أبنائه، وبالتالي متى عُرف السبب بطُل العجب!

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024