إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

حسم الزبداني يفتح أبواب عرسال ويسرّع التفاوض في ملف العسكريين

محمد حمية - البناء

نسخة للطباعة 2015-07-10

إقرأ ايضاً


من دون أي تمهيد او إعلان، وعلى وقع غارات الطيران السوري وصواريخ المقاومة، فرضت معركة الزبداني نفسها على الإعلام، وطبعاً على المسلحين المتحصّنين في منطقة لطالما شكلت شوكة في ظهر العاصمة السورية وخط إمداد للمسلحين ذهاباً وأياباً من الجهة اللبنانية.

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لم يعلن عن بدء معركة الزبداني كما فعل في معركتي القلمون وجرود عرسال، فعنصر المفاجأة في هذه المعركة كان هاماً وحاسماً، فلماذا الزبداني؟ وما هو تأثير حسمها على الداخل اللبناني، لا سيما على جبهة عرسال وجرودها وملف العسكريين المخطوفين؟

تعتبر الزبداني معقل المجموعات المسلحة منذ بداية الأزمة السورية وهي الخاصرة الرخوة للعاصمة دمشق كما يُقال، وهي مصدر تهديد للطريق الدولي من دمشق باتجاه الحدود اللبنانية في نقطتي الحدود، جديدة يابوس والمصنع، كما تشكل حماية للمناطق المتداخلة بين البلدين، من سرغايا إلى الزبداني من الجهة الشرقية السورية والنبي شيت وقوسايا وعنجر من الجهة الغربية اللبنانية.

الإنجازات التي يحققها الجيش السوري والمقاومة اليوم على جبهة الزبداني والتي تضعها على طريق الحسم، تأتي عقب حسم جبهات رئيسية في القلمون وجرود عرسال، ما وضع المسلحين أمام خناق بدأ يضيق أكثر فأكثر، وبالتالي سيطرح من جديد مصير بلدة عرسال وجرودها بشكلٍ رسمي ومزيد من الضغط على المسلحين فيها، ليضع خيار الانسحاب وإنهاء ملف العسكريين المخطوفين أقرب من أيّ وقت مضى.

عرسال، هي المكان الذي توقعه البعض، كهدفٍ جديدٍ لحزب الله بعد القلمون، الا انّ الوجهة التي اختارها الحزب والجيش السوري وبذكاء، هي الزبداني، وبالتالي أبعد عنه إحراجاً مؤكداً يريد خصومه ان يقع فيه داخل لبنان من خلال الغرق في حرب تأخذ طابعاً مذهبياً في عرسال ليشكل ذلك ذريعة لتيار المستقبل وحلفائه للتشدّد في رفض إنهاء ملف عرسال ودخول الجيش اليها.

السيد نصرالله أكد مراراً وتكراراً، أنّ المقاومة لن تدخل بلدة عرسال، بل ذلك من مهمة الجيش اللبناني والدولة، لكنه جزم بأننا «لن نقبل بأيّ تكفيري على حدودنا وعلى مقربة من قرانا، وانّ الهزيمة ستلحق بالإرهابيين، والمسألة مسألة وقت ولسنا مستعجلين ونعمل بهدوء لنحقق هذا الهدف».

عرسال التي ما زالت تحت الاحتلال كما أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق في تشرين الأول من العام الماضي، تقف الدولة اللبنانية اليوم عاجزة عن تحريرها وعن تحرير العسكريين المخطوفين الذين مضى عام على اختطافهم، لكن حسم القلمون وتالياً حصار المسلحين في جرود عرسال، واليوم التقدّم على جبهة الزبداني، معطيات ميدانية متتالية فرضها الجيش السوري والمقاومة ستشق الطريق تلقائياً الى عرسال، لتضع المسلحين أمام خيارين، لا ثالث لهما، إما الحصار وتضييق الخناق وإما الانسحاب الى الداخل السوري والإفراج عن العسكريين.

تتحدّث المعلومات أنّ قسماً من المسلحين الذين فرّوا بعد حرب القلمون، توجهوا الى جرود عرسال الشمالية الى المناطق التي يتواجد فيها تنظيم «داعش»، وقسم آخر ذهب باتجاه الزبداني من الجهة الشرقية الشمالية.

وأكد مصدر بقاعي لـ«البناء» أنّ العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «جبهة النصرة» والذين يبلغ عددهم خمسة عشر عسكرياً موجودون في داخل بلدة عرسال، وليس خارجها في الجرود كما يًشاع، وهم في حماية بعض النافذين في البلدة، أما الموجودون لدى تنظيم «داعش» وهم 12 عسكرياً موجودون في جرود عرسال في بؤرة تحت الأرض موجودة منذ التسعينات أثناء الوجود الفلسطيني في المنطقة.

ولفت المصدر الى أنّ ثلاث محاولات حصلت لإلقاء القبض على مسؤول «جبهة النصرة» في القلمون ابو مالك التلي إلا أنها لم تنجح بسبب انتقاله من مكان الى آخر قبل وصول القوة المهاجمة اليه بوقت قصير.

وأوضح أنّ معركة الزبداني ستشكل مزيداً من الضغط وتضييق الخناق على المسلحين وتسريع التفاوض على خط العسكريين المخطوفين من خلال إيجاد منفذ آمن لمسلحي «النصرة» مقابل الإفراج عن العسكريين.

وأشار المصدر الى أنّ التعامل والتفاوض مع «النصرة» يختلف كلياً عن التفاوض من تنظيم «داعش»، ولا تلازم بين الطرفين اللذين باتا مؤخراً في حالة عداء وصراع بينهما على المال والنفوذ والسيطرة.

تساؤلات عديدة تطرح حول موقف تيار المستقبل وقوى 14 آذار التي ما زالت تمعن في اتهاماتها لحزب الله بأنه استجلب الإرهاب الى لبنان بتدخله في سورية، فيما تنكر ما قام به لحماية لبنان من الإرهابيين، لا سيما تمكنه والجيش السوري من تحرير معظم مناطق القلمون وجرود عرسال، أما السؤال: هل ستستفيد الحكومة اللبنانية من إنجازات المقاومة الميدانية وتتخذ القرار الحاسم بإنهاء ظاهرة الإرهاب في عرسال والضغط باتجاه تحرير العسكريين؟

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024