إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

حلمنا وحلمهم...

نصير الرماح

نسخة للطباعة 2015-09-16

إقرأ ايضاً


بينما نحن نعيش أفراح الرابع عشر من أيلول المتمثل بالقضاء على عنوان رئيسي من عناوين المشروع "الإسرائيلي" في لبنان، يعيش بعضاً آخر من زملاء لنا في مزرعة الطوائف اللبنانية غصة "سقوط الحلم" حلم الدولة القوية المتحالفة مع عدوٍ أقوى من وجهة نظر "الشريك الآخر" .

نعم ،صحيح انه تم ضرب رأس المشروع (الاسرائيلي) عن طريق اغتيال بشير الجميل في 1982/9/14 وجلاء جيش الإحتلال عن جزء كبير من أرض الكيان اللبناني وسقوط إتفاق الذل (17 أيار) الذي وقعه أمين الجميل مع العدو ، وصحيح اننا اخذنا جرعة وطنية زائدة انذاك، بعد ان تمرغت النفوس بوحول الاحتلال واستسلم من استسلم وهرب من هرب وتعاون اخرون.... ولكن وبعد مضي 33 عاما على تلك العملية الرائدة اين نحن اليوم ؟ وهل ان وضع المشروع الوطني في لبنان و"سوريا" الوطن افضل حالاً مما كانت عليه عشية الاحتلال (الإسرائيلي ) للبنان وقبله وما بعده ؟؟

فلبنان "سويسرا الشرق" كما يحلو للبعض أن يتغنى به، يعيش حروب "داحس وغبراء"،الطوائف والمذاهب، ومنذ الإجتياح وما قبله وحتى اليوم لم يستقر المشروع الوطني في لبنان على حال، فلا نكاد ننهض من حفرة، لنعود ونتعثر مرات ومرات، وبدلاً من أن نبني مداميك الوحدة الوطنية لإزالة آثار العدوان، عملنا على بناء قلاع للطوائف والمذاهب وأعلينا مداميكها، حتى باتت لكل مذهب دويلة بفعل الأمر الواقع، وبعدها ذهبنا مغلولي الأيدي إلى مؤتمر (الطوائف) وشرعنا دويلات المذاهب وجعلنا المذهبية دستوراً لنا (دستور الطائف السيء الذكر)، بعد أن كانت عرفاً قد يُطاح به في أي لحظة.

للأسف لم يعد من مكان لمقولة مواطن ومواطنية وانتماء وطني أو قومي في ظل تحكم متزعمي المذاهب والطوائف والاقطاع السياسي والحزبي والمالي، كلٍ بمقدرات إمارته، فلكي تكون مواطنا صالحا يجب أن تكون مستزلما لأحد الوجوه النافذة في المزرعة ، فأنت وطني يعني أنك تدين بالولاء لأحد سماسرة الشعارات ألوطنجية وخارج ذلك طبخة بحص، فها هي مزرعة المذاهب في لبنان، وبينما نحن نستعد للاحتفاء بذكرى العملية البطولية التي نفذها "الحبيب" تشرع المزرعة أبوابها وصدور متزعميها لاستقبال "جيفة" كبير مجرمي الحرب، وكبير العملاء (انطوان لحد) في وقت تعيش المناضلة سهى بشارة مشردة في وطنها تلهث باحثة عن لقمة خبز تسد بها جوعا رافقها سنوات طويلة وما زال، وها هو "الحبيب" الشرتوني مشردا متخفياً لا أمن ولا أمان له في وطنه بينما وكلاء المشروع "الصهيو ــ اميركي" في لبنان يسرحون ويمرحون، نواباً و وزراء أو مشاريع رؤساء وجزء أساسي من مراكز القرار (الوطني) في لبنان، أما نحن اتباع مشروع الوحدة والوطنية والقومية فإما ملحقون بالمشاريع المذهبية او مهمشين لا حول لنا ولا قول.

في ظل هذا الواقع المأزوم، للأسف لا شي يعطي أملاً للمشروع الوطني والقومي في لبنان او في سوريا عامة ، سوى حفنة من المقاومين يقاتلون هنا وهناك، بالرغم من أنه قد تُباع تضحياتهم ودمائهم في ليلة مظلمة في إطار صفقة ما !! من يدري ؟؟ كل شي جائز في مزارع المذاهب والطوائف .

وأمام هذه الأحوال والأهوال وفي ظل تناهش الطوائف والمذاهب بعضهم بعض، تنعم "دولة العدو الإسرائيلي" بهدوء واطمئنان لم تحلم به من قبل، وكأن الجميع بات يشكل سياجاً لحماية هذا السرطان الذي زُرع في جسد الوطن،

بماذا عسانا نفكر ونحلم بغير وقفة عزٍ تغير وجه التاريخ؟

سابقاً قيل : لو قُدر أن يقف مناضلا من بلادنا ويقتل ذاك الــ "بيكو " لما كنا اليوم نتحصر على نجاح مشروع تقسيم سوريانا إلى كيانات متناحرة ،

وبالأمس القريب وقف ذاك المناضل "الحبيب" وقتل الــ "بيكو" بوجهه الجديد ووضع حداً للمشروع المعادي في لبنان والمنطقة عامة، ولكننا لم نُحسن الإستثمار في الإطار القومي إنما تم إستثمار كل شيْ في الإطار المذهبي والطائفي والإقطاعي، لذا عدنا اليوم وكأننا على موعدٍ مع القدر من جديد، نردد القول نفسه، نحلم ونعيش المأساة ونتحصر !!

فهل من "حبيبٍ" جديد يضع حداً لهذا التهاوي الذي يعيشه مشروعنا القومي؟.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024