شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2015-09-29
 

الحزب وأهالي منطقة الحصن يشيّعون الأمين سهيل رستم

شيّع الحزب وأهالي منطقة الحصن، الأمين سهيل رستم بمأتم حزبي وشعبي حاشد.

شارك في التشييع وفد مركزي ضمّ الأمين بشار اليازجي والأمين نهاد سمعان، وأعضاء المجلس الأعلى: د. الأمين صفوان سلمان، الأمينة بشرى مسوح والأمين ميشيل معطي، ووكلاء العمُد، كما شارك المنفذون العامون لمنفذيات الحصن، اللاذقية، القلمون، حرمون، وريف دمشق.

وشارك أيضا أعضاء بالمجلس القومي وعدد كبير من أعضاء هيئات المنفذيات، مسؤولو الوحدات الحزبية، فاعليات وحشد قومي وشعبي.

جرى التشييع في كنيسة بلدته المقعبرة، تقدّم موكب التشييع حملة الأكاليل، وفي مقدّمتها إكليل باسم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان.

بداية تحدث عضو منفذية الحصن د. الرفيق نضال منصور معرّفاً، فتحدّث عن الراحل، ومسيرته الحزبية الحافلة بالعطاء، وعمله الدؤوب في سبيل النهضة ومن أجل عزة الأمة.

ثم ألقى الرفيق بدري حجل كلمة باسم رفقاء وعائلة الراحل، قال فيها: هذا هو من عرف وقفة العز، فآمن، فعمل، فانطلق صعداً، لا تعيقه عقبات، ولا ترحله صدمات، ولا نالت من عزيمته أهوال الاضطهاد والملاحقات، بل عززت لديه الصمود ورفدت حبر قلمه كلما كاد يدهمه النضوب، حتى كان له هذا النتاج الذي يشغل حيّزاً ذا أهمية في صرح النهضة القومية الاجتماعية، التي صار واحداً من رسلها الأبرار، فكان الرفيق الأمين، بل كان الناسك المتعبّد الذي نذر لها نفسه، غير ساع إلى شهرة أو مجد شخصي.

اضاف: حين قرّر الانضمام إلى حركة الصراع من أجل الأحسن والأفضل، والأجمل والأكمل، والأشرف والأنبل، هيأ للأمر نفسه وأعدّها الإعداد المطلوب، فتسلح بالفكر لتحاشي الفشل أو السقوط. ذلك أنّ سمو العقل، كما يعبّر أديبنا المبدع باسل البرازي، منوط بقلق. فالأبراج المشرئبة الأعناق عميقة السقطة، ولكلّ ارتفاع رجّة تناسب قدره عند التردّي، أما الحضيض فلا خوف عليه من خطر الحضيض، إذ لا جزع على غير ذي معاناة، والمعاناة، أصلاً، وليدة استعداد لدى بشر سلكوا في الحياة طرقاً ليست بذات تبذّل، فركبوا رابية أو خالطوا قمة فشعروا بماهية الشاهق، فباتوا على معرفة بعمق ردّة تنهزُهم سُفلاً فتُرجعهم إلى ما كانوا عليه.

وتابع قائلاً: بدافع من ذلك القلق انطلق ليغدو معلماً بالقدوة، يجسّد عقيدته القومية الاجتماعية عملاً وسلوكاً، وينضمّ إلى ركب مفكري النهضة ليترك للأجيال إرثاً فكرياً، فلا يهدأ له قلم إلا وقد أغنى المكتبة القومية بنتاج أبحاثه ودراساته. ومثله... لا يفلح الموت في تغييبه، ولا يبعده عن رفقائه ومريديه، فناء الجسد. إذ ليس ميتاً من أعطى الحياة أفضل مما أخذ منها. ما همَّ أن يغيب منك الجسد أيها الرفيق الأمين الجزيل الاحترام، فما زلت بيننا تقيم، مكانك حبات القلوب وأحداق العيون.

على هذا اليقين أتقدّم بالتعزية، واليمنى إلى فوق، إلى رفقاء فقيدنا الغالي وجميع أقربائه ومحبيه. والبقاء للأمة .

وألقى عضو المجلس الأعلى د. الأمين صفوان سلمان كلمة المركز فقال: عادة ما يترك الرحيل وراءه فراغاً يتسع بمقدار الفقدان واللوعة، لكن عندما يكون الراحلون من أرومة القدوة والريادة فهم يتركون لنا إرثاً حياً، وذاكرة متوقدة، وحضوراً مستمراً، فنستطيع التواصل معهم في كلّ فكرة نيّرة وموقف نبيل وقدوة حسنة.

وخاطب الأمين الراحل قائلاً: أمثالك لا يتركون وراءهم فراغاً بل منهلاً لا ينضب، فقد سبرت في وجدان كلّ من عرفك وأحبّك ورافقك في درب النهضة، منبع نقاء طالما كان تدفقه خارج حدود الحسابات الضيّقة والمشاعر الموقتة، ولا أحد منا يستطيع أن ينسب إلى ذاته الاختصاص بعلاقة أكثر تميّزاً مع حضرتك فلكلّ رفيق وصديق ركن متوهّج في روحه توضع فيه صورتك وإشعاعك الحياتي والعقدي والفكري والثقافي والنضالي.

وقال إنّ حزبنا ليس غاية بحدّ ذاته بل هو مشروع إيمان وإرادة وإنجاز وتحقيق لغاية هي سورية والسوريين نهوضاً وارتقاء وبناء. وهذا النهج الذي سلكه الأمين الراحل وجده على مدى سنيّ عطائه في الحزب، في مدرسة النهضة القومية الاجتماعية، وهو النهج الذي يسلكه القوميون الاجتماعيون، ومن هنا هم حاضرون دائماً في ميادين الصراع كلّ الميادين، ميادين الفكر والثقافة والمواجهة، يسيرون إليها بقلوب متناغمة وعقول متكاملة وسواعد متعاضدة، ونحن اليوم نواجه في مشهد الصراع حرباً على الفكرة السورية ذاتها، بما تعنيه من مزيج خلاق ومصهر مبدع، وخط نفسي وحضاري مدني منفتح، حرباً على أنموذج التفاعل وإرادة الاشتراك بالحياة بغريزة الانغلاق والتعصّب والإرهاب.

وقال: نحن القوميون الاجتماعيون نعرفه جيداً، نعرف ملامح هذا التنين وحقيقة هذا التنين، الذي ينفث نار الموت والدمار والفتنة والإرهاب فقد استشرفه زعيمنا سعاده وشخّص خطره منذ بدايات القرن الماضي، ودعانا لمواجهته... إنه المشروع الصهيوني الذي يطلّ علينا اليوم بوجهه الأكثر خطورة.

وأشار إلى تصريحات صدرت عن مسؤولين صهاينة مؤخرا يدعون فيها إلى إنهاء مسألة الجولان المحتلّ بدعوى تغيّر الواقع على الأرض السورية نتيجة الحرب الدائرة، وهذا مثال يكشف بوضوح أحد مرامي هذه الحرب الإرهابية.

وإذ ركز على دور القوميين الاجتماعيين وعلى دور الحزب الفاعل في مشهد الصراع انطلاقاً من هذه الرؤية، أكد إيمان القوميين بالانتصار السوري، الانتصار لسورية القوية وسورية الناهضة، سورية المجتمع الواحد.

وختم بالقول: أيها الأمين الراحل لقد أتممت امتحانك المدرحي الأهمّ، حين فرضت نفسك حقيقتها على هذا الوجود لحظة وهن الجسد، فهي حاضرة في كلّ من عرّفتهم كنه الفكرة ومآلها، في كلّ من عرّفتهم الوطن جغرافيته وتاريخه وحقوقه، لم تكن حامل فكرة تعبر بها من جيل إلى جيل فتسلّم الراية وتمضي، لقد كنت مؤمناً بفكرة ومخصّبا لها في العقول والقلوب.

هذا وخلال انتقال موكب التشييع من دمشق إلى منطقة الحصن، جرت له استقبالات حزبية في العديد من المدن والبلدات، حيث نثر الورد والأرز، ولا سيما في صيدنايا، معرة صيدنايا، الحفير التحتا، القطيفة، يبرود والنبك.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع