إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

في ذكرى التأسيس نردد مع سعاده القول "كونوا قوميين دائمًا، إن المستقبل لكم..."

نصير الرماح

نسخة للطباعة 2015-11-17

لمناسبة الذكرى 83 لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، وفي ظل هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها أمتنا السورية وعالمنا العربي لا بد لنا أن ننظر إلى حالتنا الحاضرة نظرة فاحصة لنعرف أين أصبحنا منذ تعاقدنا مع سعاده المؤسس والفادي واخذنا على عاتقنا تنكب مهمة حمل المباديْ القومية الإجتماعية والسير بها نحو الإنتصار.

فعند كل محطة لا بد لنا كأبناء نهضة من العودة الى الجذور التي منها تدفقت ينابيع الحياة معلنة بدء مسيرة الصراع من أجل بناء الإنسان الجديد.

فانطلاقة بعث النهضة كانت مع سعاده بالسؤال الذي طرحه على نفسه " ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟ " وبعد تدقيق وتمحيص أكد أن فقدان السيادة القومية هو السبب الأول في ما حل بالأمة السورية و ما يحل بها " ومن هنا نشأت فكرة إنشاء حزب سري يجمع في الدرجة الأولى عنصر الشباب النزيه البعيد عن مفاسد السياسة المنحطة.

فأسس الحزب السوري القومي الاجتماعي ووحد فيه العقائد القومية في عقيدة واحدة هي "سورية للسوريين والسوريون أمة تامة" ووضع المبادئ الإصلاحية كفصل الدين عن الدولة وجعل الإنتاج أساس توزيع الثروة والعمل وإيجاد جيش قوي يكون ذا قيمة فعلية في تقرير مصير الأمة والوطن، وفي هذا الإطار رأى ضرورة العمل على خلق انسان جديد في كل المجالات، ليكون الرافعة المجسدة للفكر والنفس والشعور في كل نواحي الحياة.

من الحب الى السياسة مرورا بالأدب والشعر والموسيقى والفن والرقص والعلاقات الإنسانية، الأخلاق والقيم والمثل العليا، الثقة والإخلاص والوضوح والصدق ، المحبة والتفهم ووحدة الروح النابعة من نبذ الفردية والأنانية والمصالح الشخصية.

نظرة الانسان الجديد الى الدين والعادات والتقاليد، الى الاقتصاد والبيئة، الى الاحتكام للعقل كونه الشرع الاعلى.

اليوم وبعد مرور 83 عاماً على تأسيس الحزب الذي كان يفترض به العمل الجدي والحثيث لتجسيد فكر سعاده على أرض الواقع، وفيما لو أعدنا قراءة سعاده وتحديداً النصوص التي تشدد على الانسان الجديد أو الحياة الجديدة، والقيم الجديدة الخ... وفيما لو سألنا أنفسنا بصدق هل أصبحنا نحن (القوميون) أتباعه، إنسانا جديداً كما كان يريدنا أم أننا ما زلنا الإنسان التقليدي الذي يحيا كما محيطه قبل النهضة وفقاً لأهوائه ومداركه؟.

فعلى صعيد الطائفية يمكننا القول والتباهي بأننا نحن القوميين تحررنا من هذا الوباء وهذا ما يعتبر ميزة كبيرة في مجتمع متعصب حاقد، ولكننا بالحقيقة ما زلنا نتصرف بمفاهيم وعادات طوائفنا لا بمفاهيم أنطون سعاده للعلاقات الاجتماعية وللتعاطي الإنساني ككل. حيث لم نبن ولم نسع لبناء عادات قائمة بذاتها تساعد على وحدة الروح وتعطي المؤشر للإنسان الجديد.

اليوم وبعد 83 عاماً على التأسيس لا نرى فرقاً بين أيام ما قبل النهضة وأيامنا، وكأن كل ما قاله سعاده لم يفعل فعله فينا بل استمرينا على قديمنا وكأننا لم نلتزم بخلق الإنسان الجديد فينا وأننا مارسنا ما يحلو لنا أن نمارس وما يخدم فرديتنا وذاتنا الداخلية لا غير. كنا استنسابيين لا ملتزمين لذا ظل الانسان القديم فينا متحكماً وحائلاً دون وصولنا إلى المثل العليا الحاضنة للتغيير المرجو والمؤدي إلى المجتمع القومي الصحيح، مجتمع سعاده الهنيء.

اليوم وفي خضم أشرس المؤامرات التي تتعرض لها أمتنا السورية وعالمنا العربي يجب أن نرى كما رأي سعاده منذ 83 عاما بأنه ليس بيننا من يُعفى من الجهاد ! وليس بيننا من يُتاح له القعود في معركة الحياة، والتفرج في حربٍ ستقرر مصير الأمّة ! لكلٌ منا مكانه في الساحة".

"الحركة القومية تحتاج الى رجال أفكار لا خاملين مقلدّين. ولا سياسيين نفعيين، لإننا لا نطلب شيئا لأشخاصنا. تماما كما قال المؤسس بانه لو كان يطلب شيئا لنفسه لكان سياسيًا لبقًا كما يريد الذين يدوسون الشعب بأقدامهم ويعطونه من ألسنتهم حلاوة.

ولو كان يطلب لنفسه لكان سلك سبيل أن يكون مارونيا مع الموارنة، أرثوذكسيا مع الأرثوذكس، يعقوبيا مع اليعاقبة، سنيا مع السنيين، درزيا مع الدروز، شيعيا مع الشيعيين، علويا مع العلويين، اسماعيليا مع الاسماعيليين. ولكان اكتسب صداقات كثيرة ولكن المؤسس رفض هذه الصداقات عن وعيّ وعن عقيدة. فلم يتركها جهلا، بل عارفا لأنه لم يرد لنفسه، بل أراد للأمّة. أراد لهذه الأمّة أن تعرف حالها، وسار في تحقيق ارادته غير آبه لمن قام يرميه بالنار، لانه أراد انقاذ الأمّة وتحقيق مجدها ".

فكان يعترضنا في سيرنا وفي ثباتنا أمورٌ يود الانسان أن لا تكون، يتمنى لو لم تكن، ولكن الذين يؤمنون بقضية حقة،لا يمكن أن يقضوا أو أن يرتدوا أمام ما يعترضهم من صعوبات لا تعبّر الا عن رجعية الحياة ضد التقدم وعن التحجر ضد الارتقاء والنموّ والسمو."

"قد تكون الحرية حملا ثقيلا ولكنه حمل لا يضطلع به إلا ذوو النفوس الكبيرة."

"نحن لا نرضى إلا حياة الأحرار، ولا نرضى إلا أخلاق الأحرار."

في ذكرى التأسيس نردد مع سعاده القول "كونوا قوميين دائمًا، إن المستقبل لكم..."

ولتحيَ سورية وليحيَ سعادة


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024