إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

فرنجية و«الجوهرة الثمينة»...

محمد حمية - البناء

نسخة للطباعة 2016-01-29

إقرأ ايضاً


من عين التينة وبعد خروجه من جلسة الحوار الوطني التي خلت من الكلام الرئاسي، أكد رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية الاستمرار بترشحه للرئاسة، متسائلاً: «لا أفهم كيف ينسحب صاحب الـ70 صوتاً لمن يملك 40 صوتاً».

قال فرنجية كلماته ومشى، موقف يشبه ذاك الموقف الذي أطلقه فرنجية من على الصرح البطريركي عقب انتهاء مشهدية معراب وترشيح رئيس «القوات» سمير جعجع لرئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون.

لكن هل يكفي النصاب القانوني لإيصال أي من المرشحين إلى قصر بعبدا؟ أم أن النصاب السياسي والإقليمي والدولي ممرات رئيسية لأي تسوية رئاسية؟

تظهر عملية الانتخاب الرئاسي بعد اتفاق الطائف، أن أياً من رؤساء الجمهورية لم يدخل «القصر» من دون توافر «ترويكا» التوافق المحلي الإقليمي – الدولي، كما تثبت أن انتخابهم يتم خارج الندوة البرلمانية من خلال تسوية خارجية – داخلية ليتم لاحقاً تزكية المرشح التوافقي رئيساً في المجلس النيابي في عملية تقنية لا سياسية – ديمقراطية، وهذا ما حصل في انتخاب الرؤساء الياس الهراوي وإميل لحود وميشال سليمان.

لكن ماذا يقصد الوزير فرنجية في تصريحه؟

لا يجد المتابعون المحليون للشأن الرئاسي صعوبة لاستنتاج أن تقصُّد «زعيم زغرتا» ذكر الرقم 70 كرسالة مشفرة للمعنيين، بأن الأكثرية القانونية التي يمتلكها توازي بأهميتها الأكثرية التي يمتلكها منافسوه على الرئاسة في الساحة المسيحية.

وفي السياق، ترفض مصادر معنية بالملف الرئاسي وضع كلام فرنجية في خانة جلسة نصاب قانوني أو أرقام لأعضاء في البرلمان النيابي يؤيدون ترشيح فرنجية للرئاسة، وتوضح أنه جاء في إطار الدلالة السياسية لا العددية، أي هذا الرقم يظهر قوة فرنجية السياسية على الساحة الوطنية وقوته في منطق التفاوض مع أخصامه وإظهار أوراق القوة السياسية وليس ضمن لعبة الأصوات.

وتشير المصادر نفسها في حديث لـ«البناء»، إلى أن «الأهم من الـ 70 صوتاً التي تحدّث عنها فرنجية، هو أنه يجمع ما بين الأكثرية البرلمانية والميثاقية، واصفة ذلك بـ«الجوهرة الثمينة» لفريق 8 آذار في ظل الظروف المحلية والإقليمية الراهنة.

وتذهب المصادر بعيداً بالقول: «إذا امتلك العماد عون هذه الجوهرة، فإن فرنجية سيعلن ترشيح الجنرال علناً». وتذكر بكلام عون بأنه سيؤيد ترشيح فرنجية إذا رشحه الحريري. وتفضل المصادر ذهاب فريق 8 آذار حتى النهاية في ترشيح فرنجية لمعرفة إذا ما كانت مبادرة الحريري مناورة أم لا. وعن سبب إحجام الحريري عن ترشيح فرنجية، تجيب المصادر بالقول: «كيف يرشح الحريري فرنجية بشكلٍ رسمي والموقف غير مكتمل لدى حلفائه في 8 آذار؟».

وعن احتمال إعلان الحريري الترشيح رسمياً في ذكرى 14 شباط المقبل، تجيب المصادر: «هذا شأن الحريري نفسه».

وتعقب المصادر على الرقم 70 بالقول إن «رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، لم يخفيا موقفهما الداعم لترشيح فرنجية، لذلك ما قاله فرنجية ليس كلاماً جديداً».

وتعول المصادر على التوافق محلياً في الملف الرئاسي، وتبدي ارتياحها للظروف الإقليمية والدولية التي تصب في مصلحة دعم ترشيح فرنجية، وتشير إلى الاتصال الهاتفي الذي تلقاه فرنجية من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من أكثر من شهرين.

وعن زيارة وزير الخارجية جبران باسيل إلى فرنجية لإقناعه بتبنّي خيار ترشيح عون، تذكر المصادر بكلام فرنجية الأخير «إذا كان هناك Plan B فيكون العماد عون Plan A وإذا لم يوافق على Plan B فلا نعترف بالـPlan A».

أما مصادر قيادية في التيار الوطني الحر، فتقول لـ«البناء» إن الوزير فرنجية يدرك بأن فريق المقاومة لن يغيّر في موقفه من ترشيح عون، وبالتالي سيدعم أي اتفاق بين المسيحيين لا سيما بين «القوات» و«التيار» اللذين يشكلان 80 في المئة من المسيحيين.

وتقر المصادر بأنه «لا يمكن أن يصل عون إلى بعبدا إلا بالحوار مع جميع الأطراف، لا سيما الرئيسين بري والحريري، كما أن ملف الرئاسة في لبنان لا يُدار بعدد الأصوات، بل إن المعترضين على وصول عون لن يؤمنوا النصاب الدستوري ولو توفر له النصاب القانوني»، وتضيف: «حتى لو أعلن فرنجية أنه سيصوّت لعون، فإن تيار المستقبل لن يؤمن النصاب الدستوري وبالتالي ستشكل الميثاقية عقبة».

وتراهن المصادر على أن «إيران وسورية يوليان الملف الرئاسي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ما يعني أن لا تسوية خارجية من دون موافقة حزب الله وحليفه عون، وهذا يحتاج بحسب المصادر إلى اتفاق السلة الكاملة المتكاملة أقله التوافق على قانون الانتخاب النسبي الذي يعتبر العقبة الرئيسية فضلاً عن شخص رئيس الحكومة وتوزيع الوزراء. وتقول المصادر عن أسباب ترشيح جعجع لعون بأن «القاعدة المسيحية المتعاطفة مع حزب القوات بدأت منذ فترة ترى في العماد عون بأنه يملك قضية حق، ما خلق مزاجاً قواتياً مؤيداً لعون وهذا لم يخفَ على جعجع الذي قرأ أيضاً مسار التحولات في المنطقة بأنها تميل لمصلحة محور المقاومة، لذلك قام بإعادة تموضع، وما المبادئ العشرة التي طرحها في الوثيقة إلا انعكاس لموازين القوى الجديدة، فللمرة الأولى يجاهر جعجع بالعداء لإسرائيل ويتحدث بالعلاقة الجيدة مع الدول العربية من بينها سورية».

وتميّز المصادر بين «قاعدتين» في التيار الوطني الحر، الأولى المؤيدون، والثانية الملتزمون الذين أيدوا الاتفاق بين التيار والقوات، لأنهم يرون في ذلك قوة دفع لوصول عون إلى الرئاسة.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024