إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

هل تتّخذ الرياض وأنقرة قراراً مجنوناً بالتدخل العسكري؟

ناديا شحادة - البناء

نسخة للطباعة 2016-02-11

إقرأ ايضاً


تستمر انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه مدعوماً بغطاء جوي روسي ويستمر معه التضييق على الإرهابيين في مناطق شتى من سورية ما أدى إلى هبوط الروح القتالية لمقاتلي هذه الجماعات الإرهابية، فالمراقب للميدان السوري يلاحظ هبوط الروح القتالية والحالة المعنوية لعناصر الجماعات المسلحة، بينما يظهر وبشكل واضح ارتفاع معنويات مقاتلي الجيش السوري، حيث كان لانتصارات الجيش وتقدّمه على أكثر من محور وبالذات في الشمال وتمكّنه من تحرير الكثير من المناطق التي كان يسيطر عليها الإرهابيون وقعها عند مسلحي الجماعات الإرهابية الذي انعكس تخبطاً في الحلف المعادي لسورية .

فمَن يدقق في تصريحات المتحدث العسكري السعودي أحمد العسيري في 5 شباط التي أعلن فيها أن بلاده مستعدّة للتدخل عسكرياً في سورية، إذا لزم الأمر لذلك، وما تبعها من تعقيبات أميركية وسخرية روسية وسورية يكتشف دون أدنى شك الأزمة التي يعانيها السعوديون، حيث بدت التصريحات السعودية والحديث عن تدخل عسكري سعودي في سورية تدل على مدى قوة الضربة التي وجّهها الجيش السوري لحلف الرياض ـــ أنقرة التي أعلن الرئيس التركي في كلمة ألقاها في بيرو، ونشرها موقع الرئاسة التركية، أنه لا طائل من محادثات السلام السورية في جنيف بينما تواصل قوات الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا هجماتهما، على حد تعبيره. فهذا النجاح هو الذي أخرج تلك العواصم عن طورها وتراجعت عن مفاوضات جنيف3، لأنها أدركت أنها تدخل خالية بعد أن تقدّم الجيش في عمق مناطق المسلحين التي كانت تعتبر نقاط قوة بالنسبة إلى هؤلاء على طاولة التفاوض.

يؤكد المراقبون أن التدخل العسكري الروسي في سورية الذي قلب موازين القوى وأصبحت اليوم لمصلحة الحكومة السورية التي سعى الرئيس التركي أردوغان وباقي الحلفاء إلى إسقاطها بشتى الوسائل، أيقظ مخاوف تركيا ورياض اللتين أسهمتا بدعم الجماعات الإرهابية التي تتسابق في انهياراتها العسكرية تحت ضربات الجيش السوري والقوى الحليفة فإنجازات الجيش في العملية العسكرية التي أطلقها منذ أكثر من أسبوع في الشمال السوري أدت إلى قطع جميع خطوط الإمدادات الآتية من تركيا باتجاه مسلحي الأحياء الشرقية لمدينة حلب، فخسارة الجماعات المسلحة لمدينة حلب تمثل ضربة قاطعة لمعارضي الحكومة السورية الذي يقاتلون منذ حوالي خمس سنوات وهذا ما أشار إليه تقرير نشرته صحيفة الواشنطن بوست .

فالتقدم الميداني للجيش لاسيما في ريف حلب الشمالي والشرقي وكذلك ريف اللاذقية وكذلك في محافظة درعا جنوباً، أفقد أنقرة والرياض صوابهما وبدأ الحديث عن تدخل عسكري في سورية لاستباق التطورات والسيطرة على الحسكة والرقة التي تترقب عملية عسكرية، حيث نقلت مصادر عسكرية سورية بأن محيط مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم داعش سيشهد عملية عسكرية قريباً يتحضر لها الجيش السوري وحلفاؤه.

يؤكد الخبراء العسكريون أن العمليات العسكرية الأخيرة للجيش السوري قلبت المعادلة ووضعت تركيا والرياض في موقف صعب للغاية، فالتدخل عسكرياً في سورية ليس بالأمر السهل ذلك أن جميع القوى الموجودة على الارض معادية لهما وفي الأفق الجوي تظهر الطائرات الروسية التي تحدّى رئيسها بوتين أردوغان بأن يجرب انتهاك المجال الجوي السوري .

فمع التقدم الميداني للجيش السوري الذي فرض معادلات جديدة والمستمر، حسب ما أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، حين قال ليكن معلوماً الإنجازات في سورية ستتوالى إن شاء الله ولا عودة إلى الوراء، ومع حالة الهوس التي تعيشها السعودية التي تحاول تجنب أي هزيمة سياسية أو معنوية في سورية بعد استثمار المليارات وخمس سنوات من الجهود السياسية والعسكرية لإسقاط الرئيس الأسد ومع الرئيس التركي اردوغان الذي فتح أراضي بلاده ومطاراتها وموانئها لدخول المسلحين القادمين من مختلف أنحاء العالم للانضمام إلى الجماعات الإرهابية، يبقى السؤال هل سنشهد مغامرة مجنونة سعودية للتدخل عسكرياً في سورية وهل ستكون هذه المغامرة عبر البوابة التركية في محاولة منهما لقلب الأحداث عسكرياً في سورية أم أنهما ستتجنبان هذه المغامرة خوفاً من التداعيات والفشل؟

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024