إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

هل تلقفت المملكة رسائل طهران واتجهت نحو أنصار الله؟

ناديا شحادة - البناء

نسخة للطباعة 2016-03-10

إقرأ ايضاً


السعودية التي عرفت في الآونة الأخيرة بتدخلها المستمر في ملفات المنطقة، وإمعانها في التحريض والتأجيج وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية، وكانت السبب الأول لحالة التأزم وعدم الاستقرار والحروب التي تشهدها المنطقة والسبب الرئيسي في اشتعالها بدءاً من البحرين ثم سوريا ومرورا بالعراق وصولا إلى اليمن وشنّها حرباً مباشرة على الشعب اليمني بذريعة إعادة الشريعة، ومع مرور سنة تقريباً وبرغم غاراتها المكثفة لم تستطع الرياض تحقيق أهدافها في فرض الاستسلام على التحالف الحوثي الصالحي، وإنما انعكس عليها حيث باتت تعاني من تصاعد أعداد الخسائر في صفوف القوات السعودية، سواء على الحدود اليمنية أو في ميادين القتال داخل اليمن، فرغم محاولات تكتمها على عدد الضحايا وخسائرها المادية إلا أن عدم إحرازها أي تقدم في الأراضي اليمنية يفضح تلقيها ضربة قاسية من القوات اليمنية واللجان الشعبية. وقد كشف المغرد السعودي الشهير مجتهد عن الخسائر السعودية في حرب اليمن منذ آذار الماضي أنها بلغت ألفي فرد و4 آلاف و850 جريحاً، بالإضافة إلى التقرير الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست في 28 من كانون الثاني العام 2015 مستندة على تقرير استخباراتي أميركي كشفت من خلاله أن الجيش اليمني واللجان الشعبية تمكنوا من تحقيق إنجازات وانتصارات ميدانية غير متوقعة في معاركهم الدائرة مع القوات السعودية في العمق السعودي. وذكرت الصحيفة أن حكومة السعودية تتعمّد أخفاء كل تلك الحقائق خوفاً من حدوث انقلاب شعبي عليها.

عاصفة الحزم التي حققت نتائج معاكسة لتوقعات آل سعود يبدو أنها باتت تقترب من نهايتها، لكن ليس بنصر عسكري، كما أرادت لها المملكة إنما باتفاق سياسي، نتيجة خسائر الرياض ميدانياً وتصاعد الانتقادات للغارات السعودية في أوساط الرأي العام العربي والعالم، بالإضافة إلى اتهام البرلمان الأوروبي في الخامس والعشرين من شباط للمملكة بارتكاب جرائم حرب ومطالبة حكومات بلاده بفرض حظر على بيع أسلحة للسعودية التي واجهت تحديات لم تعرفها من قبل وأنفقت أموالاً كثيرة من ميزانيتها وتكبّدت الخسائر الفادحة وسط قواتها، لتجد نفسها متورطة ومضطرة للتفاوض مع جماعة أنصار الله التي أصبحت لاعباً سياسياً في الساحة اليمنية، لخروجها من المستنقع اليمني، حيث أكد عضو المجلس السياسي لجماعة أنصار الله عبد الملك العجري في السابع من الشهر الجاري على أن وفداً حوثياً وصل إلى العاصمة السعودية تلبية لدعوة من المسؤولين السعوديين بهدف إجراء محادثات لوضع حد للحرب، بعد أسبوع من المحادثات التحضيرية السرية في منطقة حدودية بين البلدين بناء على طلب الرياض.

السعودية التي صدمت من تصريحات الجنرال مسعود جزائري نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية في 8 آذار التي قال فيها إن إيران قد تدعم الحوثيين بأسلوب دعمها نفسه للرئيس بشار الأسد أي إرسال مستشارين عسكريين، والتي تلقت الخسارة تلو الأخرى في الملفات التي أشعلتها أدركت فشل عدوانها في القضاء على جماعة أنصار الله وتحجيمها، وأخفقت في السيطرة على العديد من المحافظات اليمنية وبالذات جنوب اليمن وأصبحت تخشى تعاظم قوة القاعدة وداعش قرب حدودها، باتت تسعى إلى إجراء مفاوضات إيجابية تفضي إلى وقف إطلاق النار وتفاهمات تتضمن اتفاقاً على استراتيجية لمحاربة داعش والقاعدة في اليمن ودول الجوار، حسب ما أشار إليه أمين عام حزب الحق الموالي لجماعة أنصار الله.

فمع التطورات الميدانية على الساحة اليمنية التي انعكست سلباً على المملكة، ومع إصرار الجيش اليمني واللجان الشعبية على دحر المعتدي وردع كل من تسوّل له نفسه المساس بتضحيات الشعب اليمني، حسب ما أشار إليه الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية العقيد شرف لقمان ومع تزايد نفوذ وقوة العناصر الإرهابية، ومع اشتداد الضغوط الدولية على السعودية لوقف حربها على اليمن، ومع استئناف المبعوث الدولي مساعيه لعقد جولة جديدة من مباحثات السلام قبل نهاية الشهر الحالي، يبقى السؤال هل رضخت السعودية وأعلنت استسلامها أمام صمود الشعب اليمني، وهل ستتخلى عن عرقلة محادثات السلام وسنشهد قريباً التوصل لقرار في مجلس الأمن الذي تبنى سابقاً قراراً خليجياً يستهدف جماعة أنصار الله ويمنح غطاء شرعياً لحرب التحالف، هل يتبنى الآن قراراً ينص على وقف الحرب الدائرة في اليمن؟

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024