إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الاول من آذار ليس يوم في شهر... إنما هو دهر!

يوسف عبد الحق

نسخة للطباعة 2016-03-25

إقرأ ايضاً


الاول من آذار ليس يوماً في شهر، إنما هو دهر!

له بداية لكنه لن ينتهي،وهو مُفاعل فكر كما هي الشمس مفاعل طاقة، اذاً هو ازلي...

في أول يوم من الشهر الثالث في سنة ميلادية، وُلد سعادة العظيم!

وكانت ولادته بداية لدهر جديد!

وُلد، ليكوَّن انبعاثا ثوريا في امة تأزرالغزات ضدها وتوافقوا على تحطيم صروح حضارتها العريقة والغاء تاريخها المجيد. وعندم تمت احتلالاتهم المتعاقبة لها، ولّوا بالقوة عليها زمراً من ازلامهم المطيعين المتنعمين في رفاهية السلطة، فاستباح الطائفيون شعبها المظلوم المظلل الممزق، وغدت الأمة تستجدي رمق الحياة من سكان الصحاري وغزاة الامس وانعدمت منها روح الكرامة وعزيمة التحرر واصبحت في عداد الامم المندثرة، فاقدة الامل، راضية بما قسم لها سايكس وبما تصدق عليها بيكو!

وفجأة، وُلد انطون سعادة!

فاستحال ذلك اليوم الاول في شهر آذار ليصبح بداية لدهر جديد!

وكلما اكملت الكواكب دورتها الطبيعية مرة، يعود اليوم الذي بداء فيه انطون سعادة بتكوين الدهر الجديد،فاصبحنا في عصر يجب ان يُسمى بعد سعادة، ب – س ، لكل ما حدث منذ ذلك اليوم المبارك، الاول من آذار، ولكل ما سيحدث تباعا، والى دهر الداهرين!

ومع التقاء الكواكب، خلال دورانها الطبيعي المنتظم، يظهر الاول من آذار، ويسطع في الكون الواسع ضوء شعشعاني، تسارع سوريانا، وقد اعياها الانتظار، للإحتفاء بحلوله.

إنما للمؤمنين، فالاول من آذار هو الغيث بعد جفاف طويل والخصب بعد قحل مرير، وهو المخزون الطبيعي لثروة الامة الفكرية وهو النور الذي نعود اليه، لنتزود من قوة اشعته ولنسترشد طريقنا من جديد!

في الاول من آذار،كما في كل يوم ، نقف باجلال واكبار امام الذي احيا تاريخنا من سبات وجمع نصوصه من شتات، وكون لسوريا عصراً جديد!،

كونه بعد مخاض عسير، سبقته قرونُ عَقرٍ كادت ان تعرِّض امتنا لانقراض حتمي. هذا ما راهن عليه وعمل له وانتظره بني طولون وغيرهم من الغزاة المتأمرين المتّحدين على مشروع ابادتنا، والاقربون أكثرهم حقدا وغيرة وحسد!

وإذ بلغ سعادة مرحلة الشباب! فجأة، إنبعث إعصار النهضة السورية القومية الإجتماعية، فزلزلت الارض زلازالها وقامة قيامة السلاطين وما لها، واهتزعت عروش اصحاب الامتيازات الحصرية للطوائف وتصدعت قصور المتاجرين بالاديان والمذاهب وتحطمت اسوار الكيانات الجغرافية المصطنعة، فهرع الحكام المتسلطين، مدهوشين ضائعين يسال كل منهم الآخر: ما الذي جلب علينا هذا الويل؟

خوف لم يسبق له مثيل! زوابع في كل ناح، صفوف بديعة النظام في كل صوب،

"تحيا سوريا" تدوي في كل جمع، أنطون سعادة يتردد اسمه في صلوات الكنائس والمساجد، صورته تزين عنواين الصحف كل صباح! يا للهول! ردد اصحاب الالقاب الممنوحة من سلاطين الموغول والاتراك!

من هو ذا الذي صارت الامهات "تهدهد" لاطفالهن أغان، ترانيمها: يا بلادي انهضي يا بلادي؟ ويحلف باسمه طلاب المدارس؟ وفي كل فرحة عرس تعلو الاناشيد وقصائد الزجل وبيوت العتابا ويرعد صوت الشباب وترد خلفهم القلاع "يا سعادي طل وشوفنا للعز تمشي صفوفنا، نمشي عصوت الزوبعة ودماتنا عكففوفنا"! والمتسائلون الخائفون لا يلاموا، لإن سعادة صنع إعصارا حقيقيا اجتاح الامة برمتها، عواصف تتكاثر كل يوم فتتهاوى امامها احلام اصنام الطوائف، لا حول لهم ولا طول بما يجري إلا الذعر الذي استملكهم فتيقنوا ان اجلهم أصبح قريباً قريب...

أما سعادة، فلم يسلط سيفا على الرقاب ليخافوه، بل استنبط علما حضاريا جديدا، نقيضا لكل ما تبناه اصحاب السلطة المهيمنة فتبين لهم أن الامة في انبعاث لم يسبقه انبعاث، يزيل كل قديم مستورد من علم الاجتماع وسياسات الاقتصاد وشؤون السياسة، ويؤسس لبناء المجتمع على قواعد طبيعية متينة حددها بالقومية الاجتماعية. وهو، وان وهب علمه للعالم اجمع،إلا انه اخص به امته السورية، ووضع علمه العصري قيد التنفيذ بإنشاء حزب اسسه على مبادئ واضحة، هدفه،انقاذ أمته السورية من دياجير الجهل الى رحاب الاشعاع القومي الساطع الذي يكفل لها استعادتها لموقعها الطبيعي في الصفوف المتقدمة بين الامم الحيّة.

ونحن الذين اكرمنا القدر بالتعرف اليه وبالتعلم في مدرستة، ارتشفنا من منابع فكره ورسالته وتعاليمه ما حصَّنَنا بوعي واضح المعالم والاهداف فخلّصنا من رواسب الضياع الموروث، واماط عن فكرنا لثام الفردية، وبإنتمائنا لفكره وعبقريته، تحولنا من الانسان الفرد الى الانسان المجتمع، وهذه اسمى شهادة يحرزها الانسان في المدرسة القومية الاجتماعية.

في كل اول من آذار من كل سنة نعلق وساما جديدا على جبهاتنا وكاننا نخلق من جديد يوم ولادته... ونجدد العهد والقسم اننا على طريق النهضة مستمرون، بل قل نؤكد مرة اخرى، ان النهضة هي النواة الجينية في كل خلية من خلايانا، وفي كل تعريجة من تعاريج ادمغتنا، لذا، ولاننا في بحرفكره تغطست قوانا العقلية والفكرية وارتوينا فامتزجنا بسلسبيل الذات القومية الاجتماعية، أصبحنا نحن، كما هي - القومية الاجتماعية - النقيض الحقيقي لكل معتقد راهن، عقليا ونفسيا وفكريا ومشاعر ومسيرة حياة...

بهذا العلم وهذا الارتقاء وهذه التصفية الفكرية والنفسية تتبلور حقيقة النهضة القومية الاجتماعية، التي اصبحت منا وفينا، نمارسها نحن ممارسة طبيعية، يصعب على ابناء الظلمة أن يفهموا لماذا نحن في وضوح الحياة الكاملة نحيا باعتزاز عطاءاتنا وبولائنا الصلب لفكر المعلم الشهيد.

يستغرب أبناء الظلمة لماذا يستشهد البطل ادونيس نصر، ابن الشويفات واربعة من رفاقة الابطال، وكل منهم ولد في طائيفية من طائفياتنا الجليلة، كيف يستشهد الماروني اللبناني على ارض الشام ويستشهد معه سني ودرزي وشيعي، ذودا عن امتهم ودفاعا عن حقها وانتصارا لشعبهم، وكيف يُشيّع شهداؤنا إما في كنيسة ام في مسجده ام في خلوة، يشيعون بنفس الروحية الفذه وبنفس الايمان والمعتقد!

فيصعق هؤلاء المجهّلين عن اصلهم وفصلهم، ولا سيما الذين تنوموا مغانطيسيا بقوى السحرة المشعوذين دينيا ومذهبيا فاصبحوا طوعا لقائد باع ولاءهم بتسعة من الفضة.... زعيمهم يردد ما يُملى عليه من مووّليه واتباعه يرددون ما يُملى عليهم

فترى الاتباع يطبولون ويزمرون ويصفقون ويرددون ما حفظوا من الكلام بنفس الوقت المحدد لهم ليجيشوا الشارع – أو بتعبير ادق – ليحرضوا الزقاق الذي يأتمر بأوامرهم...

وبينما هم في حقدهم يعمهون، تدق في آذانهم اصوات زغردات عرس في الشويفات، عرس لشهيد سوري قومي إجتماعي، وتتلاقى الجموع للاحتفاء بزفاف الشيهد ادونيس نصر، وعرس الشهادة نقيض لكل ما تعلمه اتباع زعماء الطوائف منذ الصغر ومعاكسا معاكسة تامة لكل ما يُزرع في نفوسهم من حقد كياني ضد "سوريا" ومن سُم طائفي يضخه زعماء الطوائفية في عروقهم كل يوم ومن ثأئر مذهبي يتوراثونه منذ عصور،وهم على مرأى من هذا الموكب الجبار، موكب عرس الشهيد آدو، الذي سطر قبيل ارتقائه "أنا الشهيد، تذكروني عندما تحتفلون بالنصر"، يشاهدونه مذهولين انه محمول على اكتاف نسور الزوبعة،موكب يسير بتؤده على أنغام ترتيل متجانس من قرع اجراس الكنائس واصوات المأذن، معاً يحتفون بارتقاء شهيد الى سدة العُلا، ويستغرب هؤلاء التُّبع بعظمة الحدث ويلجاؤون للصياح والعويل، كما تفعل الثعالب هاربة عندما تزمجر الاسود!

ينعتوننا بالولاء لسوريا! وهو الوسام الاكبر الذي نزين به جبهاتنا! اوليست سوريا الشام هي مثوى اجدادهم ومزارات شفيعيهم وارومة عائلتهم؟

هم في غباء كامل عن الحقيقة لان نداء سعادة لم يصل الى آذهانهم بعد... ولن يسمح لهم صاحب الامتياز الخاص لطائفتهم ان يقراؤا التاريخ او ان يتلفظوا حتى بإسم سعادة، لأن سعادة يخيف ملوك الطوائف ويهدد ممالكهم التي بنوها على اجساد الشباب المغفلين، وكلما وقع على آذانهم كلمة أنطون يرتعدون خوفا من الحاضر والأتي!

هكذا كانت امتنا في اول يوم من آذار في عصر سعادة، وما زالت ملوك الطوائف ملوكا واتباعهم اتباع، يتعرضون للتجهيل ويُعبَؤن بالاحقاد فيتراكضون كل يوم أحد من كل اسبوع الى دارت الوالي الموّلى عليهم، يؤكدون طاعتهم، يبهرون باعدادهم سفيرا يزور الوالي، يصفقون، يهيصون، يتسابقون للحصول على رضا الزعيم ويعودون لاستئناف تفتيشهم على فرصة عمل، محالا ان تتحق لهم، إن لم يعززها الوالي ببطاقة تحمل اسمه المبارك!

عظيم انت يا زعيمي! واعظم ما فيك انك عززتنا بكل ما هو نقيض للاستزلام، ولن ينحي لنا جبين امام ربيب من ارباب الطوائفية، حتى امامك تمنعنا من الانحاء ويسعدك فينا، اننا، انى كنا، نقف بشموخ وقفة العز...

عظيم انت لان كل ما دونك باطل وانت الحق، وكل ما دونك شر وانت الخير وكل ما دونك قبح وانت الجمال...

كبير انت يا زعيمي واكبر ما فيك انك زرعت فينا قوة الايمان بالحقيقة المكنونة في نفوسنا بعد ان إكتشفتها ووجهتنا اليها فعاضدناها وعاضدتنا، واصبحنا، حقا، ابناء النهضة، الحركة الطبيعية الثورية الحقيقية التي ليست رقعا في عباءات مستوردة مُرثّه، ولا اساطير يرددها اولياء الطوائف على اتباعهم، بل هي نسيجا جديدا صُنع في سوريا لاجل عز سوريا، وحقيقة فرضت نفسها على هذا الوجود!

الأول من آذار، نبع فوّارغزير لن يتوقف لانه من اعمق اعماق ارضنا، ومحيط كبير لا يكنه ما فيه من درر إلا الذين استناروا بنور المعلم القائد الملهم المنقذ وبكل اسمائه العظيمة.

حتما، بالقومية الاجتماعية ستحيا سوريا وستبقى حيا فينا إلى ان يتحقق النصر الذي وعدتنا به، وبعدنا ستبقى حيا في اجيال لم تولد بعد، لانك كالشمس، كوكب فكر ومفاعل حياة، والكواكب ازلية، ودهر سعادة أزلي...

تحيا سوريا ويحيا سعادة...

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024