إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

هل أيقنت واشنطن وحلفاؤها بعجز الخيار العسكري؟

ناديا شحادة - البناء

نسخة للطباعة 2016-04-07

إقرأ ايضاً


يبدو أن الملفات المشتعلة في المنطقة قد حسمت وباتت قريبة من إيجاد الحلول السياسية لها، بدءاً من اليمن إلى سورية، بفضل صمود البلدين وذكاء وحنكة الدبلوماسية الروسية التي أثبتت جديتها في التعاطي مع الإرهاب وبات بوتين هو سيد الموقف في جبهة القتال مع داعش، وجعل من الأميركي تكتيكياً يمتطي ظهر الديك الرومي بدلاً من ظهر الحصان، واستطاع فرض وجهة نظره على الأميركيين والأوروبيين معاً ونجح في الوصول لتفاهمات مبدئية حول ملفات المنطقة..

يؤكد الخبراء الاستراتيجيون على أن التفاهم الروسي الأميركي الذي استطاع منح قوة الإقلاع للحكومة الليبية الجديدة، سجل أيضاً نجاحاً في اليمن، حيث استجابة السعودية للضغوط الدولية والعالمية ورضخت للخيار التفاوضي مع جماعة أنصار الله بعد ما يزيد عن العام من عاصفة الحزم التي انطلقت في 26 آذار من العام الماضي دون تحقيق أي نجاح، ووقفت المملكة عاجزة على أبواب صنعاء وحتى الأماكن التي قالت إنها خضعت لسيطرتها أصبحت تشكل ملاذاً آمناً لداعش والقاعدة، ما دفع المجتمع الدولي للضغط على الرياض لعقد حوار سياسي ومفاوضات مباشرة مع حركة أنصار الله تهدف لوقف العدوان على اليمن، وقامت الرياض باستقبال وفد من جماعة أنصار الله من اجل إجراء محادثات قبل وقف إطلاق النار ومفاوضات السلام الجديدة بين الفرقاء اليمنيين التي ستعقد في الكويت في النصف الثاني من هذا الشهر وهذا ما أكد عليه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في الرابع من الشهر الحالي، مضيفاً اعتقد أننا حققنا تقدماً جيداً.

فبعد ما يزيد عن العام من الحرب وتدمير للبنى التحتية في اليمن والكثير من مقوماته تمّ التأكيد بأن المملكة لم تتمكن من تحقيق انتصار عسكري على الأرض يسمح لها بحسم الصراع، وبدأت تبحث عن مخرج لها وبات الشعب اليمني يقف أمام مشهد تشير ملامحه إلى أن المسار السياسي أخذ ينافس العسكري بقوة. ولعل محادثات الكويت هي المخرج للرياض من الوحل اليمني.

وبالتوازي مع ما نشهده من تطورات في المسار اليمني، نشهد تطورات إيجابية في سورية تسير باتجاه الحل السياسي، فالتحالف بين قيادات الولايات المتحدة وتركيا والسعودية اقترب من الهزيمة النهائية على يد التحالف الروسي وقوى المقاومة، الذي استطاع أن يحقق نتائج ملموسة عسكرية في محاربة تنظيم داعش في البلاد، وبالذات بعد أن حقق الجيش السوري نصراً عسكرياً كبيراً في تدمر في السابع والعشرين من الشهر الماضي وفرض سيطرته على المدينة الأثرية، وشكّل هذا الانتصار صدمة كبيرة للغرب، حسب ما أشار إليه الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقالة نشرتها صحيفة الاندبندنت.

فالإنجازات العسكرية للجيش السوري وحلفائه أثبتت جديتهم في محاربة التنظيم مقابل عجز التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في استعادة أي ارض من التنظيم، وبتنا أمام مشهد تكاثفت فيه الأفكار المطروحة من عواصم معنية بالأزمة السورية والرامية إلى إيجاد حل سياسي ينهي الحرب الدائرة في سورية.

ووسط حراك دولي وإقليمي لإيجاد حل سياسي للازمة السورية من خلال مؤتمر جنيف 4 الذي سيُعقد في 11 نيسان، حسب تأكيدات ممثل روسيا في المفاوضات السورية فيتالي نعومكين، وقبل أسبوع من بدء الجولة الرابعة من المباحثات السورية – السورية تتوالى التصريحات والتسريبات حول مستقبل الرئيس الأسد، وبالذات من الولايات المتحدة حيث ظهرت أنباء منسوبة لكيري تزعم أنه اتفق مع موسكو على مستقبل الرئيس الأسد في التسوية السياسية. وسرعان ما جاء الرد الروسي واضحاً ومباشراً بأن هذا الموضوع يخص السوريين، وهم وحدهم الذين يجب أن يناقشوا قضاياهم الداخلية ويحددوا أولوياتهم وفقاً لمجريات العملية السياسية، ليأتي الإعلان الأميركي في الخامس من الشهر الحالي على أن الولايات المتحدة متفقة مع روسيا على أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يقرره السوريون أنفسهم.

فالتفاهم الروسي الأميركي حول مستقبل العملية السياسية ومصير الرئيس الأسد توضَّح بشكل رسمياً ببيان لوزارة الخارجية الأميركية، والأيام المقبلة كفيلة لكشف مدى جدية واشنطن وحلفائها للسير خلف سياسة موسكو في رسم معالم التسويات السياسية المقبلة والقائمة على أساس أن مَن انتصر في الميدان سيحقق ما يريد في السياسة وهذا ما يلوح من التراجع السعودي في اليمن وكذلك تراجع جميع حلف واشنطن في سورية.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024