إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

سؤال ينتظر جواب .. حلب : البداية أم النهاية .؟.

محمد ح. الحاج

نسخة للطباعة 2016-05-04

إقرأ ايضاً


ثمة حوار داخلي في الأوساط السورية ، في المجالس أو عبر شبكات التواصل يتضمن الكثير من الأسئلة الباحثة عن أجوبة بسبب عدم فهم الأغلبية لمجريات المستجدات على ساحة حلب ومنها : هل تكون معركة حلب هي النهاية أم هي بداية النهاية ..، ولماذا التصعيد بهذا الحجم وفي هذا الظرف .؟ - ما معنى الاصرار الروسي على فرض الهدنة في حلب رغم استمرار خرق العصابات المسلحة لها ، وهل هناك اتفاق أو توافق روسي أمريكي على ذلك أم أن العملية لقطع الطريق على الجيش السوري فلا يطور هجومه قصد تحرير حلب واغلاق المنافذ الحدودية وتطويق ادلب وهذا للحفاظ على جنيف 3 أو العودة له على الأقل ..! ,.... الكثير من الأسئلة التي تترتب على بعض التقديرات أو التسريبات من مصادر قد لا يحظى أغلبها بالمصداقية ، بل إن بعضها في صف العداء للدولة والشعب السوريين .

يقول أحدهم وهو مقرب من كواليس متعددة : هناك تكاتف روسي أمريكي في الموضوع السوري فقط ، ولدى سؤاله ، هل معنى ذلك أنهما متفقين على تفاصيل ما يجري أجاب لا . واستطرد التكاتف لا يتضمن التوافق ، الطرفان متكاتفان بمعنى يدعم كل منهما الآخر ( كتفا إلى كتف ) في عملية دفع باب القلعة لفتحة ، وبعد الدخول اليها يبدأ الصراع لتنفيذ كل منهما مشروعه وتحقيق مصالحه بغض النظر عن مصالح سكان القلعة ..!.

يستغرب المستمعون إلى هذا الطرح وتبدو علائم الدهشة مترافقة بسؤال ولكن الروس لا يضمرون نوايا سيئة مثل الأمريكان ويأتي الجواب هي المصالح ، الروسي في حالة انتقال من هامشية إلى ندية القطبية العالمية ، وهو يلعب ورقة السياسة والقوة في آن معاً ، من هنا لا بد له من تلبية بعض المطالب الأمريكية وإن جاءت مناقضة في مرحليتها للمصالح السورية أو لا تتفق مع وجهة القيادة السورية ، في لعبة الأمم على الساحة السورية تصبح المصالح السورية في المرتبة الثانية حتى وإن قال الروس أن لها الأولوية ، القيادة الروسية أعلم بقدراتها وحدود القوة التي يمكن استغلالها ، وقد تجد نفسها مضطرة إلى المسايرة مع ما يتنبأ به قادة الغرب من مصير للدولة السورية .!.

يلفت انتباهنا تذكير صاحبنا بخبر قد لا نكون أوليناه الاهتمام الحق ، تحليلا وفهما ، قبل أيام هاتف الرئيس الأمريكي نظيره الروسي وأوردت وسائل الاعلام ضمن ترجمة ما قال أن سوريا تتفسخ .. هل انتبهتم لهذا الأمر ، وهل يتفسخ سوى الجثة الهامدة ... هل ينظر الغرب إلى سوريا أنها جثة هامدة وأنه يجب البحث عن البديل ومعاملتها معاملة الموتى ..!.

يتابع : انشاء القاعدة الأمريكية على الأرض السورية في منطقة القامشلي بدأ واستكمل تحت أنظار ومراقبة القوات الروسية وبمواجهة منطقة تواجدهم ، وبعد إعلان اوباما دعم قواته المتواجدة هناك بعناصر جديدة جرى تحديد عديدها بمائتين وخمسين جنديا ، قال بيان روسي أن السلوك الأمريكي يشكل عدوانا على السيادة السورية وانتهاكا للقانون الدولي ، بالمقابل تنسق القيادة الأمريكية مع الروس لتفادي قصف مناطق تواجد هذه القوات وكأن عمليات القصف من حق الروس وليس من حق القيادة السورية صاحبة الشأن ، ألا يؤشر ذلك لأمـر يدفع إلى الشك وطرح قضية السيادة الوطنية على طاولة البحث .؟.

هل أصبح قرار محاربة الارهاب من اختصاص الدول الكبرى التي تفرض وصاية على المنطقة ، وهي من يحدد أين مسموح القصف والرد وأين الممنوع ، وهي من يفرض توقيت الهدنة والزام الجيش السوري بها رغم خروقات العصابات المسلحة عبر تحريف من يتحمل مسؤولية الخرق لحماية الأدوات بما في ذلك أزلام تركيا وقطر والسعودية وهم من النصرة والقاعدة ... والسؤال : هل ما زلنا نمتلك القدرة على اتخاذ القرار والرد دفاعا عن شعبنا في حلب وفي كل مكان من الأرض السورية أم أننا فقدنا ذلك تبعا لعدم قدرتنا على دعم صمود وتموين وامداد المناطق المحاصرة من قبل العصابات إلا بالواسطة الدولية وتقديم ترضية لهؤلاء يمكن اعتبارها انتقاصاً من السيادة خصوصا فيما يتعلق بمرتكبي جرائم العدوان على أمن الدولة والشعب .؟.

من ضمن الأحاديث يتم نقد الحديث الروسي عن ضرورة اغلاق الحدود التركية بوجه تهريب الرجال والأسلحة ، ويعلمون أن تركيا متورطة في الحرب وأن أهم الأدوات والقذائف التي يتم استخدامها ضد أهل حلب في كل أحيائهم الآمنة يتم تصنيع أغلبها في تركيا وخاصة الصواريخ الثقيلة ، ومن السهولة بمكان على الاستخبارات الروسية أو الأمريكية تحديد نوع القذائف وعياراتها ومصادرها عبر فحص بقاياها ، من هنا يمكن تحديد نوع القذيفة التي أصابت مشفى الضبيط للتوليد وأجهزت على عشرات الأبرياء من النساء الحوامل أو الوالدات حديثا ، وهي جريمة يجب أن يهتز لها الضمير العالمي لو كانت خارج سوريا ، لكن الضمائر تجاه المعاناة السورية في اجازة مفتوحة ... القرار الروسي القديم تضمن أن كل آلية تخترق الحدود السورية هي هدف مشروع .. وضربوا صهاريج النفط ... فلماذا لا يتم استهداف شاحنات الذخائر .. ، العصابات لا تنقل إمداداتها على ظهور البغال ، ولا يمكن قبول ذريعة التسلل الليلي وإلا فعلى الجيوش السلام ، كل المسالك والطرق معروفة ويجري تصويرها ومراقبتها ، وقد يكون عدم ضربها أو التصدي لمنعها منصوص عنه في اتفاقات سرية لا تعلم عنها الدولة السورية ، وإذا كان الروسي ملتزم بعدم التعرض لها فلا يجوز منع الطيران السوري من فعل ذلك ، بل يجب تقديم المعلومات الضرورية له من ضمن اتفاقية ضمان أمن الدولة السورية ومنع تقسيمها والحفاظ على مؤسساتها الشرعية .

الجدل الذي لا يمكن أن يتوقف ، لن يصل إلى اتفاق في الرأي حول دوافع العصابات لتطوير عمليات قصف المدينة الأهم في البلاد ، والحاق الخسائر البشرية بالسكان بشكل غير مسبوق ويجيء ذلك انتقاما منهم لعدم قبولهم أن يكونوا البيئة الحاضنة ، كما أن ما يحصل هو بأمر عمليات مباشر من الدول المشغلة وهي معروفة وعلى رأسها تركيا وقطر والسعودية ، البعض يقول أنها بداية النهاية لتسوية دولية ما تزال تفاصيلها مجهولة بغض النظر عن الرغبة المعلنة في ايصال العملاء إلى السيطرة على الحكم وعلى قاعدة التبعية ومن ذلك سقوط حلب بيد المعارضات ..!. ، وبعض آخر يعتقد أنها البداية الحقيقية لحرب لا تبدو نهايتها في الأفق القريب وهي خاضعة لتجاذبات القوى الدولية في زمن العطالة الأمريكي إذ يشبهون الرئيس وادارته بالبطة العرجاء وتحاول الدول العميلة التطاول والتنمر عليها ، أما الحقيقة فهي أن المستفيدين من استمرار الخراب والتخريب هم الأغلبية على المستويين الدولي والعربي وجزء من المحلي على الضفتين ، استجابة لمصالح ذاتية – آنية ، وبعيدا عن وعي واستشراف النتائج على المدى المستقبلي لأجيال لا يدركون ما قد تعانيه من آلام وما تواجهه من صعوبات .

من حق الشعب السوري أن تصان حقوقه ، وهذا لا يتأتى إلا بامتلاكه ما يكفي من القوة وهي وحدها من يجعل هذا الحق ، حقا في معترك الأمم .

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024