إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

منفذية الشوف أحيت ذكرى استشهاد الزعيم

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2016-07-19

أحيت منفذية الشوف ذكرى استشهاد باعث النهضة أنطون سعاده في مدينة بعقلين، بحضور عميد الاقتصاد عضو بالمجلس الأعلى، منفذ عام الشوف وأعضاء هيئة المنفذية، وعدد من أعضاء المجلس القومي، ومسؤولي الوحدات وجمع من القوميين والمواطنين.

عرفت الاحتفال الرفيقة شادية أبو ذياب بكلمة من وحي المناسبة، وألقت الرفيقة يسرى حمزة يزبك قصيدة من نظم والدها الشاعر الراحل الرفيق مزيد حمزة. وألقى الشاعر الرفيق عماد منذر قصيدة من وحي المناسبة.

ألقت شقيقة الشهيد الرفيق نضال الحسنية الرفيقة لبنى الحسنية كلمة عائلات الشهداء، فرأت أنً تموز هو شهر الفداء، شهر العطاء والحصاد، شهر الارتقاء والانتصار، إنه تموز الذي يأبى إلا أن يكون رمزاً للمجد والخلود.

وقالت: لست هنا لأتكلم باسم شقيقيَّ نضال وخلدون ولا باسم عاطف الدنف أو سناء محيدلي أو ابتسام حرب، فالدم قد تكلم عن نفسه زوابع بطولة وعز، لأنه أبلغ من أي كلام، وكما قال معلمنا "شهداؤنا هم طليعة انتصاراتنا" و"إنً الدماء التي تجري في عروقنا عينها ليست ملكاً لنا بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها".

وفي فجر 8 تموز عام1948 علت أصوات الحقد والتآمر ظناً منها أنها ستسكت صوت الحق. صوتاً رفض التجزئة والتقسيم وهاجم الطائفية والكيانية، فكان الأمر بالرصاص، وكان الصدى "شكراً"، فأضحى الموت حياة وما الحياة كلها إلاً وقفة عز فقط.

اليوم، ونحن في حضرة تموز الفداء، يرى سعاده إنً أسباب نجاح المشروع الصهيوني لا يعود إلى مهارة اليهود، إنما إلى التفسخ الروحي الذي أجتاح الأمة السورية ومزًق قواها وبعثر حماسها، وهو رفض مصير المستسلمين الذين يستجدون حقوق الأمة استجداء، ورفض تلامذته ذلك من بعده، فبقي الحزب ومعه القضية، وها هم أبناء الحياة يسطرون ملاحم البطولة.

وختمت بالقول: جراحنا كبيرة وثقيلة، لكنها تهون عند سلامة نهضتنا وأمتنا.

كلمة منفذية الشوف ألقاها المنفذ العام ورأى فيها أنً سعاده حجز في التاريخ موعداً لمشروعه وليس لشخصه، ومحطة لأمته وليس لجماعته، وهكذا صار حضوره أقوى من الغياب، لم يهمل الجسر الذي يربط بين السياسة والأخلاق، حتى خاله البعض أنه لا يؤمن بالسياسة لشدة إيمانه بالمبدأ، وهو الذي تقدم بالسياسة، ووحيداً بين السياسيين أحترم القانون حتى في لحظة اغتياله.

أضاف: نلتقي اليوم في ذكرى اغتيال سعاده وفي شهر الفداء، تخليداً لذكرى شهدائنا واستشهاديينا، نلتقي وأمتنا تمر بأصعب مراحل تاريخها، وهي تتعرض لتنفيذ ما تبقى من مشروع سايكس بيكو، تحت أي غطاء يتوفر سواء كان محلياً أم عربيا،ً أم خليجياً أم دولياً، لكن حزبنا بأبطاله وشهداءه هو أول المتصدين للمؤامرة، بدأنا بالتصدي من فلسطين ولن تكون النهاية هنا اليوم.

ورأى أن سعاده لم يكتف بالتحذير والتنبيه، للمخاطر المحدقة بالأمة بل عمد إلى الدفاع المنظم من أجل فلسطين بكل الوسائل، ومنها المقاومة المسلحة، معتبراً ذلك واجباً قومياً، فالخطر الصهيوني لا يقتصر على فلسطين وحدها بل يطال جميع كيانات الأمة.

وتحدث الطويل عن شهداء الحزب منذ البدايات وصولاً إلى اليوم، حيث ارتقى ويرتقي الشهداء من حزبنا دفاعاً عن وحدة الأرض والشعب في الشام بمواجهة أكبر عملية إرهابية تهدف إلى احتلال أرضنا وتفتيت وحدتنا.

ولفت إلى أنه في الوقت الذي يعوم فيه لبنان على بحر من فساد الإقطاع ورأس المال والطوائف وكانتونات الطوائف وأحزاب الطوائف والإقطاع، يبقى حزبنا، رغم كل المعوقات، حزب الطليعة الرائد في حماية الوطن وبناء الإنسان الجديد.

وختم كلمته بقول سعاده: "إنكم ارتبطتم بعضكم ببعض، وربطتم أرواحكم بعضها ببعض، لأنكم تعملون في سبيل المبادئ التي جمعتكم بعضكم إلى بعض، فابقوا منظمين متضامنين، وكونوا عصبة واحدة أينما سرتم وكيفما توجهتم"

والقى عضو المجلس الأعلى الأمين عامر التل كلمة استهلها بالقول: حضرت من الأردن الذي تم فيه الرد على جريمة اغتيال أنطون سعاده، وفي الأردن عين ابن الشوف رشيد طليع أول رئيس وزراء عند تشكيل الإمارة الأردنية عام 1921، عندما لم يكن فيروس الكيانية والطائفية قد نجح في التسلل إلى امتنا، وأشار إلى دور مدينة بعقلين في حياتنا القومية، التي شكلت أحد المراكز الأساسية لانطلاقة الحزب وقدمت الشهداء والمناضلين دفاعا عن قضيتنا القومية.

ورأى أن إحياء ذكرى الثامن من تموز ليس طقسا نمارسه، إنما هو تجديد للشهادة في حزبنا وتأكيد على نهج زعيمنا في الفداء والتضحية، نحتفل بالثامن من تموز وقد توهجت عقيدتنا وأصبحت بنظر الأغلبية من أبناء شعبنا هي الخلاص من الاحتلال والاستعمار والتجزئة والطائفية والمذهبية والعرقية والقبلية، والعديد من النخب من مختلف التيارات الفكرية والسياسية أصبحوا على قناعة تامة أن لا خلاص لامتنا إلا بالفكر السوري القومي الاجتماعي، فالفكرة الحية مهما تم محاصرتها تأخذ دورها وتبرز في المراحل التاريخية المفصلية، وعلى ضوء ما تشهده أمتنا من أزمات متواصلة، جاءت رؤية زعيمنا لتؤكد لغالبية المفكرين والمثقفين وعموم شعبنا أن فكرة حزبنا هي الضرورة الموضوعية التي تؤكد ترسيخ طريق الخلاص وتحقق لنا حتمية الانتصار.

وأشار إلى التحذير المبكر الذي أطلقه سعاده حول خطر الحركة الوهابية ومعها الخطر التركي على أمتنا (عام 1937)، وقال: في الثامن من تموز نؤكد أن حزبنا ماضٍ في طريق الصراع، قوياً فاعلاً بإرادة القوميين الاجتماعيين وعزيمتهم في الوصول إلى الشعب. فالتحديات مهما كانت كبيرة، تصغر أمام إصرارنا على بلوغ ما نصبو إليه، وحزبنا يسعى إلى دور أفعل لأنه يريد توسيع مساحة الفعل المقاوم على المستويات كافة في مواجهة المؤامرات المستمرة على أمتنا، منذ مؤامرة اغتيال زعيمنا وحتى اليوم، لذا نؤكد أننا ماضون في الصراع، نخوض حرباً لا هوادة فيها على أرض الشام ضدّ قوى الإرهاب والتطرف، يهود الداخل المدعومين من العدو اليهودي والقوى الاستعمارية الدولية والإقليمية وأدواتها العربية، وها هم القوميون الاجتماعيون في الشام، نسور الزوبعة الأبطال، يواجهون الإرهاب، يبذلون الدماء دفاعاً عن أرضنا وشعبنا، يستشهدون لأنهم أحبّوا الموت طريقاً للحياة، يهتفون بحياة سورية وسعاده، وهم إضافة إلى البطولات، يقدمون نموذجا راقيا في التعامل مع الناس، فيعكسون المناقبية القومية الاجتماعية.

أضاف: إن عظمة سعاده في تأسيس الحزب هو بالعمل من أجل وحدة الأمة ومجدها، وقد انتشر الحزب في كلّ كيانات الأمة ومختلف دول العالم، فهو الحزب الذي لا يغيب عنه الضوء لانتشار أعضائه في كل بقاع الأرض، حزب ثابت على مواقفه وخياراته، يقاوم ويناضل من أجل انتصار قضيته، يحمل مشروعاً قومياً لوحدة الأمة والشعب، بوجه مشاريع التفتيت والتقسيم والفدرلة التي سيحاولون فرضها على الأردن وفلسطين خدمة للعدو الصهيوني ولتكون نموذجا يمكن تعميمه على بقية كيانات امتنا، ولكننا نقول لهم أننا سنتصدى لكل مخططاتهم فكما أسقطنا المشروع "الإسرائيلي" في لبنان واتفاق 17 أيار الذي أرادوا من خلاله أسرلة لبنان والمنطقة، وأسقطنا مشروع الشرق الأوسط الجديد، وما زلنا نقاومه في الشام والعراق وفلسطين، سنسقط كل المشاريع المعادية، فالحزب السوري القومي الاجتماعي الذي واجه "سايكس بيكو" الأولى عام 1916 سيواجه سايكس بيكو الثانية التي تهدف إلى تفتيت المنطقة على أسس طائفية ومذهبية وإثنية، فالقوة الموجودة فينا قادرة على هزيمة كل المشاريع التي تصب في خدمة "إسرائيل"، وهذا يكون من خلال العمل على تحصين المجتمع، وأن يتحوّل كلّ المجتمع إلى مجتمع مواجهة ضدّ الاحتلال والإرهاب.

وختم: في ظل الظروف الراهنة في أمتنا والمنطقة والعالم، نحن أحوج ما نكون إلى تكريس شعار كل سوري قومي اجتماعي خفير دفاعاً عن الحزب ومؤسساته، وتذكروا أن سعاده اختلف عن بقية المفكرين انه تحدث بحتمية واحدة هي حتمية الانتصار، على كل ما يحاك لامتنا ببناء الإنسان الجديد والتمسك بمؤسسات الحزب والنظام الذي هو مصدر قوتنا، وإذا كنا أقوياء نسير إلى النصر.

وألقى كلمة مركز الحزب عميد الاقتصاد الأمين فارس سعد بدأها بالقول: لا يبدأ الاستشهاد من الشجاعة على الرغم أنه لا يكون إلا بها، ولا ينتهي فقط إلى البطولة على رغم أنه لا يكون إلا بممارستها، فبين الشجاعة والبطولة ثابت الوعي، وبين الشجاعة والوعي ثابت الثقافة، وبين الثقافة والوعي ثابت العقيدة.

أضاف: يشكل تموز بالنسبة لحزبنا منعطفاً هاماً في تاريخ مسيرتنا الحزبية، فقد رسّخ في دروب النهضة القومية الاجتماعية الإيمان بدور المؤسسة الحزبية في حمل الرسالة وإرساء قواعد الديمقراطية في نهج الحزب والولاء للمؤسسات، وتموز الفداء يضيف اليوم لنا معنىً جديداً في مسيرتنا القومية هي ذكرى انتصار المقاومة على العدو الصهيوني في حرب تموز 2016، وكسر غطرسة هذا العدو وزعزعة وجود هذا الكيان المغتصب الذي أنشأه الصهاينة بالتآمر مع الاستعمار الغربي على ارض فلسطيننا.

وقال: سعاده في تموز أنذر المتآمرين بقوله: "أنا أموت أما حزبي فباقٍ"، وبالفعل بقي الحزب وبقيت النهضة رغم الصعاب والمؤامرات والأعباء القومية الكبيرة الناتجة عن ممارسة الأنظمة الرجعية التي أسسها الاستعمار، في إطار المؤامرة المجرمة لتمزيق امتنا، والتي بدأ تموضعها على الأرض باتفاقية سايكس – بيكو المشؤومة في مطلع القرن الماضي، والتي كان في أولى استهدافاتها التمهيد لوعد بلفور وإنشاء الكيان اليهودي على أرض فلسطين، فاستشهاد المعلم على قاعدة بقاء الحزب في دوره الطليعي هو نموذج فريد من نوعه في تاريخ الحركات والأحزاب في الممارسة الديمقراطية والنضال الاجتماعي والسياسي.

أضاف: بالتأكيد أن حزبنا الذي ينجز كل الاستحقاقات الدستورية بتواريخها منذ عشرات السنين خصوصا في أيامنا الصعبة هو حزب الحياة والاستمرار على مختلف الصعد القومية والسياسية والاجتماعية. (...) والحزب يخوض أشرس المعارك ضد الإرهاب الذي تقوده دول التآمر ضد الشام الصامدة بجيشها وقيادتها، ولقد انكشف زيف ادعاءات دول التآمر حول حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية، وكان لصمود الجيش السوري وحلفائه وفي طليعتهم الحزب السوري القومي الاجتماعي، القول الفصل في تحطيم هذه المؤامرة وانقلاب السحر على الساحر، حيث ارتدّ الإرهاب الذي مولّته ونظّمته استخبارات هذه الدول ضد سوريا والعراق وجميع كيانات الأمة والعالم، ارتد على صانعيه ومموليه وداعميه.

وتابع قائلاً: إنّ حزبنا يخوض معاركه السياسية على قاعدة بناء مجتمع تسوده العدالة والحرية والثقافة، ويطرح الحلول الناجعة، وهو الذي قدم مشروع قانون يقوم على اعتماد النسبية في الانتخابات النيابية في لبنان، على أساس الدائرة الواحدة ولم يتلكأ الحزب يوماً في دعم المطالب الشعبية وإجراء الإصلاحات الاقتصادية التي تساهم في تعزيز الإنتاج الوطني.

وأكد : أن تموز سيبقى المنارة الدائمة التي يسير في ضوئها الحزب السوري القومي الاجتماعي، وسيبقى استشهاد المعلم في تموز والانتصارات القومية ضد العدو الصهيوني ملهماً في مسيرة عقيدة سعادة، وما يدفعنا لهذه القناعة هو صمود المسيرة الناصعة للقوميين الاجتماعيين منذ تأسيس الحزب، وصمود الذين لم يبخلوا يوماً في تقديم الغالي والنفيس من أجل انتصار قضيتهم القومية وهم مؤمنون بأن الدماء التي تجري في عروقهم ليست ملكهم بل هي وديعة فينا متى طلبتها وجدتها.

وتوجه إلى جميع الهيئات والأحزاب في الشوف بأن نعي أهمية هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان، بتحمل مسؤولياتنا من أجل حفظ هذه المنطقة ولبنان والأمة ونواجه المؤامرة الشرسة التي تتهددنا.

وختم كلمته بالقول: منذ شهادته الكبرى، مأسس سعاده مفهوم الشهادة وهو القائل: "مارسوا البطولة ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل"

وفي الختام قدمت الفنانة الرفيقة سمر أمان الدين لوحات فنية للمسؤولين.


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024