إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الكيان يفتتح مكتباً تمثيلياً له في بروكسل

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2016-08-09

وكالات - في خطوة تعكس تعاظم مظاهر التعاون والتنسيق مع الحلف العسكري الغربي، افتتحت دولة الكيان الصهيوني الأسبوع الماضي مكتباً تمثيلياً لها في مقرّ حلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية بروكسل، في تتويج لسلسلة من الخطوات، التي هدفت إلى توثيق التعاون بين الأطلسي ودولة الكيان، شملت إجراء مناورات عسكرية مشتركة وتبادل معلومات استخبارية.

وعلى الرغم من أن الأطلسي كان هو من بادر قبل خمس سنوات بالاقتراح على الكيان بأن تفتتح مكتباً لها في مقره، إلا أن اعتراض تركيا، العضو في الحلف، حال دون ذلك.

وقالت مجلة "إزرايل ديفنس"، في عددها الصادر، هذا الأسبوع، أن "التوقيع على الاتفاق لتطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، أفضى إلى زوال المعارضة التركية لهذه الخطوة".

من ناحيتها، تعتبر العقيد المتقاعد حانا كاسبي، التي كانت ملحقة عسكرية لدولة الكيان في الأطلسي حتى عام 2010، أن "افتتاح مكتب للكيان الصهيوني في مقرّ الحلف يعزز مكانتها الدولية، في الوقت الذي تصارع على حقها الشرعي في الوجود وتقاوم محاولات لعزلها في الساحة العالمية".

ونقلت "إزرايل ديفنس" عن كاسبي قولها إن "افتتاح المكتب في الأطلسي يمثل اعترافاً بدور دولة الكيان وإسهاماتها، إلى جنب أنه يوفر مظلة لتعزيز التعاون الأمني والعسكري بين الكيان والحلف". وتوضح أن "التعاون بين الأطلسي ودولة الكيان كان، وما يزال، قوياً في المجال الأمني والعسكري والاستخباري"، مشيرة إلى أن "دولة الكيان شاركت في مناورات عسكرية عدة للحلف، على رأسها مناورة (أكتيف أنديفور) البحرية، التي أجريت قبل أربعة أعوام".

ونوهت كاسبي إلى أن "رئيس أركان الجيش الصهيوني غادي أيزنكوت ونائبه، يحرصان عادة على المشاركة في اجتماعات رؤساء أركان الدول المشاركة في الحلف". وتُشدّد كاسبي على أن "ما يغري الأطلسي بالحرص على التعاون مع الكيان هو الخبرات التي اكتسبتها في مجال مواجهة الإرهاب والشهرة التي حققها جيشها بسبب خبراته القتالية، إلى جانب التطور التقني الكبير في المجال العسكري والاستخباري".

وأعادت كاسبي للأذهان حقيقة أن "الأطلسي استغل التوقيع على اتفاقية أوسلو (1993)، في التمهيد للتعاون مع الكيان الصهيوني، مشيرة إلى أن "الحلف حاول امتصاص اعتراض العالم العربي على هذه الفكرة من خلال تشكيل إطار إقليمي يمثل مظلة للتعاون بين الحلف، من جهة، وكل من دولة الكيان ودول عربية من جهة أخرى".

وأشارت كاسبي إلى أن "الحلف أعلن عام 1994عن تشكيل إطار دول الحوار المتوسطي، الذي ضمّ إلى جانب الحلف والكيان الصهيوني، كلاً من مصر، والأردن، والمغرب، وتونس، والجزائر، وموريتانيا"، قبل أن تستدرك قائلة إن "افتتاح مكتب في مقرّ الأطلسي لا يمنح دولة الكيان مكانة شريك، التي حازت عليها العديد من الدول الأوروبية، مثل سويسرا، والنمسا، والسويد، وفنلندا".

وذكرت كاسبي أن "آلية اتخاذ القرارات داخل الأطلسي تتمّ بالإجماع، مما قلّص من فاعلية الحلف، على اعتبار أنه من الصعب جداً أن يحظى أي قرار بتأييد جميع الدول"، مشيرة إلى أن "الكثير من التوتر يشوب العلاقات بين بعض الدول الأعضاء، سيما كل من تركيا واليونان". مع العلم أن وزير الحرب الصهيوني السابق موشيه يعلون، لم يتردد في أوج التوتر مع تركيا بمطالبة الأطلسي، بطرد أنقرة من صفوفه، بزعم أن "القيادة السياسية التركية تساند الإرهاب".

كما يُذكر إلى أن دولة الكيان الصهيوني تقيم مناورات عسكرية مع دول في الأطلسي بشكل ثنائي وخارج إطار الحلف. فخلال الأعوام الثلاث الماضية أجرت الجيوش الأميركية واليونانية والألمانية مناورات مشتركة مع الجيش الصهيوني داخل دولة الكيان، في حين سمحت اليونان لسلاح الجو الصهيوني بالتدرب في أجوائها.

ومن جانب آخر، توقعت مصادر عسكرية صهيونية أن يفضي "التقارب المحتمل" بين روسيا وتركيا إلى دفع الأخيرة لإبطاء وتيرة تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين أنقرة وتل أبيب. وينقل المعلق العسكري ألون بن دافيد عن المصادر قولها إن "التصعيد في العلاقات التركية الروسية في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية، كان أحد الأسباب الرئيسة التي دفعت القيادة التركية إلى الانفتاح على دولة الكيان الصهيوني، مشيرة إلى أن "استعادة العلاقة الروسية التركية زخمها، سيجعل أردوغان في حل من التزاماته تجاه دولة الكيان".

وأوضح تحليل نشرته صحيفة "معاريف" في عددٍ صادر هذا الأسبوع، أن بن دافيد قال "الابتعاد عن دولة الكيان الصهيوني قد يكون جزءا من إستراتيجية جديدة قد يتبعها الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة (15 يوليو/تموز)، وتقوم على تقليص مستوى العلاقة مع الغرب بشكل عام، بعد الاتهامات الصريحة التي وجهها مسؤولون أتراك للولايات المتحدة بتشجيع الانقلاب".


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024