إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الأمين حردان: الوصول إلى دولة مدنية ديموقراطية يتطلب خطوات جريئة من القوى السياسية

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2016-08-11

وطنية - أكد الرئيس السابق للحزب السوري القومي الاجتماعي النائب الأمين أسعد حردان بعد إستقباله وفدا من منفذية المتن الجنوبي، أن "الانتصار الذي تحقق هو نتيجة طبيعية لصمود اللبنانيين وتمسكهم بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، التي شكلت معادلة دفاع وردع في مواجهة العدو الاسرائيلي".

وقال: "في ذكرى الانتصار نحيي الشهداء مدنيين وعسكريين ومقاومين، فهم بذلوا الدماء الزكية دفاعا عن الأرض والسيادة والكرامة، ونحيي المقاومة والجيش، قيادة وأبطالا ومناضلين ومجاهدين، لأنهم صاغوا بالتلاحم والتشارك والتساند إنتصار لبنان والأمة".

أضاف: "حرب تموز ـ آب 2006، لم تشن على لبنان بقرار إسرائيلي وحسب، بل أن قرار تلك الحرب، كان مشتركا بين العدو والولايات المتحدة وسائر الدول التي تدعم الإرهاب، بهدف القضاء على المقاومة، وتصفية المسألة الفلسطينية وإسقاط سوريا التي هي الحاضنة الأساسية للمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، ولذلك فإن إلحاق الهزيمة بإسرائيل على أرض لبنان كسر جبروت العدو وأفشل أهداف حلف العدوان بكل أطرافه".

واشار الى إن "إنتصار لبنان في 2006، أرسى قواعد جديدة ورسخ قوة ردع حقيقية بمواجهة العدو الصهيوني، وبات هذا العدو ومحوره مضطرا للتفكير ألف مرة قبل أن يتخذ قرارا بشن حرب عدوانية على لبنان. وعليه، فإن ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه من خلال حرب تموز، تحاول تحقيقه بواسطة الإرهاب المتعدد الجنسيات، الذي يعيث إجراما وقتلا وتدميرا في سوريا والعراق، والعديد من الساحات العربية".

وإعتبر الأمين حردان أن "رعاية المجموعات الإرهابية ودعمها من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وحلفائهما الدوليين والإقليميين والعرب، يرمي إلى تحقيق نفس أهداف حرب تموز 2006، لكن بترتيب يبدأ بإسقاط سوريا وإضعافها وتفتيتها، بوصفها دولة حاضنة وداعمة للمقاومة، ويمر بضرب المقاومة في لبنان وفلسطين وينتهي بتصفية المسألة الفلسطينية".

وأكد أن "صمود سوريا قائدا وقيادة وجيشا وأحزابا وشعبا وحلفاء، هو الآخر يسقط أهداف الحرب الإرهابية الكونية على سوريا، وسيرسخ إنتصار الدولة السورية في هذه الحرب، معادلات جديدة وسيكون لهذا الانتصار مفاعيل ونتائج توازي وتفوق بأهميتها مفاعيل ونتائج إنتصار تموز، لأن الدولة السورية ثابتة على مواقفها وخياراتها وقادرة على إستثمار إنتصاراتها ومصلحة كرامة الشعب وسيادته".

ولفت إلى ان "مفاعيل إنتصار لبنان في العام 2006، كانت كفيلة بإخضاع العدو الإسرائيلي للمشيئة اللبنانية بإستعادة الأجزاء اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر، وبتكريس السيادة على كامل الأرض اللبنانية وبممارسة لبنان حقه كاملا في إستخراج النفط والغاز من حقوله البحرية، لكن حالة الانقسام الداخلي في لبنان، ومواقف بعض القوى اللبنانية، تكفلت بعدم إستثمار مفاعيل الانتصار كاملة لمصلحة لبنان واللبنانيين".

وقال: "دعوتنا اليوم في ذكرى الانتصار هي بأن يتوحد كل اللبنانيين على مختلف إنتماءاتهم وتوجهاتهم، ويلتفوا حول معادلة الجيش والشعب والمقاومة، لتحقيق ما نصبو إليه من تحرير وسيادة وكرامة، والأولوية هي تحصين لبنان، وهذا التحصين لا يكتمل ولا يتم، إلا بقيام دولة مدنية ديمقراطية قوية وعادلة تأخذ على عاتقها الحفاظ على عناصر قوة لبنان، وإستعادة العلاقة القومية مع سوريا وفقا لمعاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق، والتمسك بالثوابت والخيارات الوطنية التي تحدد إسرائيل عدوا وجوديا ومصيريا".

وأكد أن "الوصول الى دولة مدنية ديمقراطية قوية وعادلة، يتطلب خطوات جريئة تقدم عليها القوى السياسية في لبنان، وأولى الخطوات التخلي عن طقوس الاحتماء بالطائفة والمذهب لتحقيق مصالح جهوية وذاتية وآنية، والخضوع للمنطق الوطني الذي يغلب مصلحة لبنان وكل اللبنانيين، وبوابة ولوج الدولة المدنية القوية، هي تطبيق المندرجات الإصلاحية في اتفاق الطائف، وفي مقدمها قانون انتخابات نيابية على أساس الدائرة الواحدة والنسبية ومن خارج القيد الطائفي. ونحن طرحنا على طاولة الحوار، تطبيق نصوص الطائف".

وتابع: "ان خيار المقاومة ليس محل نقاش مع أحد، ولا يحق لأي جهة أن تشكك بهذا الخيار وبهذا النهج، لأن المقاومة أثبتت جدواها وضرورتها في الدفاع عن لبنان وتحصينه، وشكلت قوة ردع بمواجهة العدو الصهيوني، نحن على هذا الخيار ثابتون، وفي كل مواقع الدفاع عن أرضنا وشعبنا راسخون، نقاتل العدو وأدواته الإرهابية، ونعاهد الشهداء وكل الشهداء على أن نستمر في هذا الموقع، وعلى هذا الموقف حتى بلوغ النصر والتحرير".

وختم مهنئا "اللبنانيين بإنتصار لبنان جيشا وشعبا ومقاومة على العدو الاسرائيلي وتثبيت معادلة قوة لبنان في قوته، التي دحرت الاحتلال الصهيوني وهزمته، والتحية للمقاومة والجيش قيادة وأبطالا وشهداء، على ما قدموه من تضحيات دفاعا عن لبنان، وتحية لأهلنا الذين صمدوا وصبروا فعاشوا فرح الانتصار، والذي بالتفافهم حول خيار المقاومة ترسخت معادلة الجيش والشعب والمقاومة".


 
جميع الحقوق محفوظة © 2024