إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

لافروف وكيري.. وإسلام علوش!

نظام مارديني - البناء

نسخة للطباعة 2016-08-31

إقرأ ايضاً


لا لم يكن فشل محادثات جنيف، بين وزيري خارجية كل من روسيا وأميركيا، سيرغي لافروف وجون كيري، حول الأزمة السورية مفاجئاً، كما صرّح بذلك الطرفان، ولذلك سيبقى سؤال الحرب قائماً، وسنرى أنه السؤال المطروح دائماً، حتى في أثناء الحرب.. فهناك سؤال حول متى ستنشب الحرب المقبلة!؟

الاستخلاص الواقعي للقاء لافروف ـــ كيري يفيد أن الطرف الروسي عمل جاهداً على جس نبض أميركا حيال جدية مشروع مكافحة الجماعات الإرهابية، وهذا مهم لبناء الخطوات المقبلة في بيئة علاقات دولية، كما لو ان أجواء الحرب الباردة ودبلوماسيات التلاعب بسقوف الشروط عادت اليها من جديد، لكن المراقب سيكتشف درجات حماسة متفاوتة للتخلي عن اوهام «النصر» المبكرة، بين مَن سيخرج من هذه الحرب بأقل الخسائر ومَن يخرج منها وقد خسر كل شيء ومَن يخرج وعينه على حرب أخرى أقل كلفة!

مما لا شك فيه أن اختلال التوازن الميداني لصالح الجيش السوري وشراسة المواجهة الإقليمية والدولية على الأراضي السورية، لا ينبئان بحصول اختراقات إيجابية في المدى المنظور في منطقة تحوّلت إلى ما يشبه البركان، وتشكل فيها الحالة السورية الحلقة المركزية لحروب عدة في حرب، دبلوماسية وعسكرية، تريدها روسيا فرصة لإعادة رسم النظام الدولي وكسر الأحادية فيه، وتريدها أميركا فرصة لإخضاع أو إعادة تركيب الإقليم السوري وفق مصطلح «عرب الاعتدال».

ضمن هذه الأجواء الممهّدة للشهور الصعبة يحاول كيري استعادة هيبة أميركا وصورتها، لكن الوقائع لا تمنحه هذه الصدقية، لأن الإيهام في ترتيب هذه الهيبة يترافق مع المزيد من الاستهتار في الدم السوري. لكن هذه اللعبة «الماكيافيلية» و«الرقص» على الركام السوري، يشيان أيضاً بوظيفته الجيو سياسية في المدى المنظور.

على خلفية هذه الوقائع جاء الغزو التركي للاراضي السورية وبتغطية من الناتو، في سياق استمرار التنسيق بين انقرة وداعش للعدوان على سورية، كما في توجيه رسالة إلى «السلطة» الكردية المحلية، وبحسب محللين فإن هذا العدوان المباشِر سيؤدي إلى «تصعيد الصراعات العرقية بين الأكراد والعرب» في المناطق التي اجتاحتها الدبابات التركية. الأمر الذي ينذر بأنّ الأزمة السوريّة دخلت لتوّها في منعطفٍ جديدٍ قد يصعب في الوقت الحاليّ تحديد حجم مخاطره وعواقبه على شعبنا السوري.

في ضوء كل هذا الكلام.. هل من شيء مستحيل في هذا العالم السوري المضطرب؟

إسلام علوش، آخر تجليات القدر اليهودي، يخرج علينا بتصريح يبشر به الكيان الصهيوني بالاستعداد لاتفاقية «سلام» مع سورية تنهي المقاومة!

مئات الآلاف يقاتلون من أجل هذا النوع من الإسلام الصهيوني.. هل نتذكر المسيحية الصهيونية؟ هل هي ظاهرة آنية وتذهب أدراج الرياح؟ أم نحن الذين سنذهب أدراج الرياح؟

هؤلاء الإسلاميون الصهاينة ينطبق عليهم قول هيراقليطس: «عبثًا يحاولون التطهّر بأن يتلوّثوا بالدم، مثل رجل بعد أن يستحمّ بالوَحل يريد أن ينظّف جسده بالوحل» ومَن يلاحظه يفعل ذلك يظنه قد مسّه خبل بالتأكيد!

إسلام علوش «بعد الطز .. لم تعد تليق بك التحية»، كما يقول الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024