Warning: Undefined variable $PHP_SELF in /home/clients/61e9389d6d18a99f5bbcfdf35600ad76/web/include/article.php on line 26
SSNP.INFO: الاعلامي والكاتب الرفيق خالد قطمة
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2016-09-05
 

الاعلامي والكاتب الرفيق خالد قطمة

الامين لبيب ناصيف

كنت عرفته ناظراً للإذاعة في منفذية الطلبة الجامعيين فمنفذاً عاماً لها، في فترة غنية من العمل الحزبي في أوساط الطلبة الجامعيين والثانويين، وفي آخر العام 1956 وقفت في إحدى غرف مكتب الطلبة(1) ارفع اليمين واردد وراءه كلمات القسم.

واذ اذكر تلك الفترة، اذكر معها الرفقاء: الصيدلي جبرائيل قنيزح، الاديب والشاعر جورج جحا، المحامي سهيل مسابكي، المدير السابق للتعاونيات حسن فضل الله، الصحافي والشاعر هيكل حداد، الدكتور في التاريخ باسم فؤاد مسلم، رجل الاعمال ايلي ربيز، رامز وفايز غصن، حسن زهري، محمد شمس الدين، دياب حمدان، امل عجاج المهتار، ليلى شقير، نجيب حريق، لور حريق ابو صالح، وغيرهم وغيرهن.

بعد ان غادر الى الكويت للعمل في الصحافة، كنت التقيه كلما زار مركز الحزب، وكنت اسأل عنه رفقاءنا في الكويت واطمئن. وبدوره كان يسأل. اطلعت على كتبه، ومنها: "قصة الدولتين المارونية والدرزية" و"الاسبوع ستة أيام"، وأعجبت.

كنت، عندما امضيت فترتين من عمري في سان باولو، اطلع على الصحف الصادرة في الكويت وقد كانت ترد بانتظام الي صحيفة "الانباء" لصاحبها ورئيس تحريرها الامين نواف حردان، ومنها اتابع الاطلاع على كتابات الرفقاء الياس مسوح، خالد قطمة، ذوالفقار قبيسي، وغيرهم من الرفقاء الذين كانوا يتربعون في صدارة العمل الصحافي في الكيان السوري الذي يجب الا ينسى.

مضت سنوات لالتقي الرفيق خالد عازار، ابن الامين القدوة في النضال، أديب عازار، وشقيق الرفيقة نور عقيلة الرفيق خالد قطمة، وكان رحل في تشرين الثاني 2008 انما كان ثالثنا في كل لقاء.

*

نحن هنا لا نكتب السيرة والمسيرة الكاملتين للرفيق خالد قطمة، اذ نترك ذلك لمن رافقه جيداً، انما نكتفي بالاضاءة التعريفية على رفيق كان له حضوره الحزبي في سنوات سابقة واحتلّ موقعاً جيداً في صحافة الكويت.

لعل ما كتبه الصحافي الراحل غسان تويني في جريدة "النهار" بتاريخ 17112008 أفضل ما يضيء على سيرة الرفيق خالد قطمة:

"محمد خالد قطمة "السوري التائه" افترسه السرطان في الكويت"

" عندما اغتيل في دمشق العقيد عدنان المالكي عام 1955، لجأ الى بيروت الصحافي السوري القومي الاجتماعي محمد خالد القطمة (من مواليد حماه 1934) هربا من اضطهاد البعثيين للقوميين.

واعتقل لفترة شهرين في ثكنة المير بشير إثر المحاولة الانقلابية ليل 1961-1962، ثم أبعد الى دمشق ليعتقل مجددا ويفرج عنه بعد أشهر.

" ونتيجة إبقائه تحت المراقبة، انتقل من سوريا الى محطات عدّة من دول الخليج حيث كان يؤسس صحفا ومجلات يستودعها اصحابها ومن كان قد درّب لها وفيها من الصحافيين.

وكانت آخر محطاته الكويت حيث صادف من يقدّر مواهبه ويحضن طموحاته في شخص الاديبة والشاعرة الدكتورة سعاد الصباح التي أولته إدارة دار النشر التي تملكها، فكان عاملاً فاعلاً في إنجاحها، ربما لأنه وجد فيها الوجه الاخر للنضال من أجل النهضة: النوعية بالعلم والفكر والفن التي لا بديل منها للتقدم وإحياء تراث الامة وفكرها وفنها.

" وكان آخر الكتب الفاخرة التي أشرف على نشرها "المجموعة الكاملة لشعر نزار قباني"، الذي توفي هو كذلك تائها مهجّرا من وطنه لولا التواصل الشعري الذي كان يغلّبه على الغربة، قصيدة بعد قصيدة.

انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1953 ونال بكالوريوس آداب من الجامعة الاميركية في بيروت، وتابع دراساته العليا لنيل شهادة الماجستير.

" بدأ عمله الصحافي في دمشق عام 1955، واحترفه في جريدة "البناء" البيروتية الناطقة باسم الحزب عام 1957 وله مؤلفات عدة منها: "الاسبوع ستة أيام" (طبعتان: نيسان1974، وايار 1974)، وقصة "الدولة الدرزية" (طباعات عدة: الكويت كانون الثاني 1985، وبيروت نيسان 1985).

" تسلّم مسؤوليات حزبية خصوصا في حقل الثقافة والاعلام. وكان من القريبين جدا الى الاديب سعيد تقي الدين، وناشطا في "مجموعته" التي أدخلت نهجا أدبيا جديدا.

" وتقول مصادر رسمية في الحزب أنه استمر على تواصل مع مركز الحزب في بيروت حتى أخر يوم من حياته.

كان رمحا في "غابة الاسنة"، آمن بأن "الحياة وقفة عز"، وان الحرية تجسّدها الامة، ومن " لم يكن حرا من امة حرة فحريات الامم عار عليه".

" اصغى الى نداء الزعيم انطون سعادة يستنهض ابناء الامة "أن فيكم قوة لو فعلت لغيّرت مجرى التاريخ"، فراح يناضل من أجل هذا التغيير.

" محمد خالد قطمة لم يعرف الراحة طوال حياته. وقد غادر دمشق الى بيروت عام 1955 هربا من الاضطهاد.

" ولم يعد لبنان خالد قطمة بالراحة والطمأنينة. فجاع واحتاج، الى ان انفتح باب الفرج أمامه مع انقلاب ال1961 الذي هجّره الى الخليج.

" وإذ كان يحلم بأن تكون استراحته بانتصار عقيدته المؤيدة بالايمان الذي قيل أنه وحده قادر على "تغيير وجه التاريخ" ، فاجأه المرض العضال الذي قاومه مقاومة الابطال بتكتم وجَلَد على العلاجات السامة، وصبر يعززه الاندفاع المتزايد في الشفاء ولا من يثنيه عن الحياة كأن شيئا لم يتغير، بل كأن دشداشته البيضاء التي كان يلف بها جسمه البدين تلغي المرض لأنها تحجب مظاهره.

" وكان آخر الليالي التي قضاها مرحاً، حفل عشاء في مطعم لبناني على شاطئ البحر في الكويت بدعوة من أبنائه الذين أرادوا أن يتعرفوا الى "رفقاء الوالد" اللبنانيين والسوريين الذين لم تقوَ سنوات الهجرة الطويلة على تغيير شيء في علاقتهم الدائمة المرح و"التنظير" كلما تجالسوا.

" ترى هل كان ابناء محمد خالد القطمة يشعرون، وهل كانت تعرف زوجته نور أن نديماً سرياً كان يجالسهم في "برج الحمام" هو الوحش المفترس الاسمه سرطان؟ ربما كان في مخبئه يرفع، هو الاخر، كأس عرق غير منظور قائلا: "بصحتك، بصحتك" وهو ينهشه لانه يعرف أن المرح كالايمان لن يمنعه افتراس الضحية التي اختارها، رغم ايمان "أبناء الحياة" بأن الحياة دائما أقوى. "

*

قصة الدولتين المارونية والدرزية

(طبعة اولى: الكويت كانون الثاني 1985)،

(طبعة ثانية منقحة ومزيدة، نيسان 1985)،

يقول الرفيق خالد قطمة في تقديمه لكتابه:

" كنت في قبرص، صيف العام 1980، وفي صباح يوم من ايام تموز، حملَتْ الصحف نبأ مصرع الاستاذ رياض طه، نقيب الصحافة اللبنانية. وغمرني الحزن فقد عرفت الرجل والتقينا مرات فجاء نبأ وفاته ليذكرني باللقاء الاخير بيننا في الكويت.

" لقد تربى رياض طه، رحمه الله، نفسياً في اجواء الحركة السورية القومية الاجتماعية، وذهب سياسياً في منحى العروبة مؤمناً بالوحدة العربية. وظل على ايمانه، فكان طبيعياً ان يثور ضد التجزئة حيث برزت لها انياب او ظهر لنارها دخان. لذلك بادر يوم الثاني والعشرين من ايار 1973، وفي دار النقابة ببيروت، الى مصارحة اربعين صحافياً يمثلون مختلف الصحف السياسية اللبنانية ببعض ما لديه من معلومات عن المخطط الاسرائيلي لتقسيم لبنان الى دويلات طائفية، ولإقامة دولة درزية في الجولان المحتل وجزء من الشوف والبقاع الغربي. وتمضي الايام، والتقي النقيب رياض طه في فندق "هيلتون" خلال زيارة اخيرة قام بها للكويت. ويحدثني رحمه الله بخوفه على لبنان من ان يصبح دويلات ويبوح لي بما يملك من معلومات مذهلة عن المشروع الاسرائيلي.

" وتبدأ رحلتي مع العذاب، بحثاً عن القصة التي ملأت نفسي بالرعب من ان ارى بلادي تمزق من جديد الى دويلات طائفية، بعدما نجحت فرنسا وبريطانيا بتمزيقها الى دول عبر اتفاقات سيفر ولوزان ومؤامرة سايكس – بيكو، والتي ادت الى إضعاف مركز القوة القومية فينا ومهّدت الطريق لقيام الدولة اليهودية. وعدت الى كتاب الصحافي الهندي المعروف ك. كارنجيا "خنجر اسرائيل"، والى لقاء جمعني به في الكويت. ورحت ادوّن بعض الملاحظات التي اعثر عليها في الذاكرة او في اوراق صغيرة سجلت عليها ما سمعت. ولم اجد كبير عناء في الاقتناع بأن المخطط الاسرائيلي الذي بدأ بقيام دولة اسرائيل لن يتوقف الا بهزيمة اسرائيل العسكرية وتفسخها العرقي. او بانتصارها علينا وتثبيت وجودها العرقي والديني بخلق دويلات طائفية، يصبح الوطن معها، اوطاناً يأكلها سرطان الطائفية فيلغي قوميتها ويضيع التراث ويسقط الانسان الذي علّم الدنيا الحرف واقام الامبراطوريات وشاد للبشرية حضارات.

" وعدت الى "كمال الكنج" و "كمال ابو لطيف" ففهمت لماذا وضعا روحيهما على الاكف ولعبا مع الموت لعبة الرجولة، في وقت تعصف فيه الانهزامية في النفوس ويتصاعد مد الخوف وينحسر لهب الكبرياء. لقد اجتمع الرجلان على عقيدة قوية فهما قريبان، ويتحدران تاريخياً من اسرة واحدة، واستمرت العلاقة بين عائلتيهما دون انقطاع وأنهما يؤمنان بأن "كل مواطن خفير"، "وان دماءهما ملك أمتهما ..."، لذلك لم ينحن كمال الكنج امام الاغراء الاسرائيلي والتهديد الاسرائيلي، ولم ينحن كمال ابو لطيف أمام خطر السجن والمطاردة والاغتيال، فتعاهدا على فضح مؤامرة التقسيم وعملا من اجل الوطن حتى غاب الاول عن الدنيا بسبب التعذيب الذي لقيه في سجون الاحتلال، وذهب الثاني الى دنياه يعيشها بحساب من تنتظره رصاصة عند زاوية البيت او قنبلة في سيارته، كما حدث له قبل أمد قصير، فنجا منها بأعجوبة من أعاجيب القدر(2).

" ولعلّ في نشري " قصة الدولتين المارونية والدرزية"، أزفّ الموت الى هذا الرجل، الشاهد الحي الاساس على المؤامرة، بل ربما كنت اسهم في سعي اسرائيل الى الانتقام منه وهي القادرة في لبنان على ذلك. ولكن ليعذرني كمال ابو لطيف اذا كنت فضلتُ خدمة بلادي على حرصي على حياته. ألم يفعل هو الشيء ذاته حين خدع المخابرات الاسرائيلية وحوّلها الى أضحوكة، كما يظهر في هذه القصة ؟ وإنني لأرجوه ايضاً، اذا قرأ كتابي، ان يكمل الطريق فيصحح ما اقع فيه من خطأ ويصوّب لي ما أكتب من المعلومات التي توفرت لي من ملفات الاحياء وملفات بعض الراحلين، ومن ملفات موجودة لدى اكثر من دولة عربية. كذلك فإن بعض هذه المعلومات وصل إلي نقلاً عن أقارب وأحباء للمرحوم كمال الكنج، وتتوفر بكاملها تقريباً في ملف الدعوى رقم 14/69 التي نظرتها محكمة أمن الدولة العليا في دمشق.

*

"مجدل شمس" التي تجسّد جانباً من العنفوان السوري في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، شهدت حضوراً قومياً اجتماعياً منذ ثلاثينات القرن الماضي.

من ابرز الذين انتموا الى الحزب من ابنائها، نذكر:

- نورالدين كنج ابو صالح، الذي كان انتمى على يد الامين كامل حسان عندما كانا طالبان في "الجامعة الوطنية" في عالية. نور الدين دخل المدرسة الحربية ووصل الى رتبة لواء(3).

- كمال كنج ابو صالح الذي انتخب لاحقاً نائباً في مجلس الشعب السوري، وقد انتمى عندما كان طالباً في القدس حيث تعرّف فيها على مدرّسين قوميين كانوا يعملون هناك(4).

عندما عاد الرفيق كمال الى "مجدل شمس" نشط في العمل الحزبي وأدخل في صفوف الحزب شباباً من عائلات ابو صالح، حداد ومرعي.

*

من قصائده:

الى كمال خير بك

حملت كتابا

فلم يسألني أحد ما تقرأ..

حملت قنديلا

فلم يسألني أحد عن الزيت..

حملت قلما

فلم يسألني أحد ماذا تكتب..

وعندما حملت رغيفا

أكله الناس ولم يسألوني شيئا..

***

دجلة والفرات

تسكنني عيناكِ كما

يسكن دجلة أعماق الفرات

يولد النهران في نقطة ماء

هكذا أنت، أنا في الارض..

وكم يحلو لقانا في السماء

***

عار

وتمضي بك الدرب تمضي السنون

فأي زمان زمانك هذا

نفاق وبطش ونار الجنون

أتبكي عليه ولم يبق في العين

ماء ولم تبق غير الجفون

حنانيكَ أشفق على الرسغ تمشي

وعارُك نار بكل العيون

عروبة ماذا؟ بربك صمتا

فقد مات عدنان ماتت سليمى

وتاريخ أهلك صار انتهاكا

ودجلة رمل ونفطك نار

وفي ذلّهم يرقص الخاسئون...

يفيد الرفيق خالد عازار ان الجالية الشامية في الكويت، وجمع من القوميين اقاموا حفلاً تأبينياً للرفيق الراحل محمد خالد قطمة في دار السفارة الشامية، تكلم فيه السفير علي عبد الكريم علي (انتقل الى لبنان) وعديد من الادباء والصحافيين وشخصيات سياسية.

كذلك اقامت "ندوة الادباء" في "الامارات المتحدة" حفلاً تأبينياً وتكريمياً، حضره نائب حاكم إمارة دبي، ولفيف من الادباء،الى القوميين الاجتماعيين والمواطنين والاصدقاء.

ويفيد ان الرفيق خالد قطمة الذي اقترن من شقيقته "نور" وأنجب منها كلاً من نضال، مجد، منى وحبيبة.

هوامش:

(1) كان يقع في جوار مستشفى خالدي (رأس بيروت) في مواجهة سينما "الخيام" حالياً.

(2) كمال ابو لطيف: استشهد في منطقة راشيا في حادث مفتعل اودى بحياته صريعاً بالرصاص.

(3) مراجعة الجزء الثاني من مجلدات "من الجعبة" للامين جبران جريج، الصفحة 192.

(4) مراجعة الصفحة 174، الجزء الرابع من مجلدات "من الجعبة" .




 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه