إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

«المستقبل»: عين على المؤتمر وعين على ريفي

حسين حمّود - البناء

نسخة للطباعة 2016-09-22

إقرأ ايضاً


بدا من تسريبات قيادات تيّار «المستقبل» أنّ الخلافات محتدمة بين رئيس التيار سعد الحريري ومنافسه المستجدّ على القيادة وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي والفريق الذي يمثله في الشارع، كما بعض الذين يتناغمون مع مواقفه داخل كتلة المستقبل النيابية والمكتب السياسي للتيار ومنسقياته.

وقد بدا هذا الأمر جليّاً من خلال تأجيل المؤتمر العام للتيّار الذي كان مقرّراً في 15 تشرين الأول المقبل، وإنْ كانت ذريعة التأجيل تتعلّق بأمور لوجيستية، ولا سيما انتخاب المنتمين إلى التيار على صعيد القاعدة، المندوبين الذين سيمثلونهم في المؤتمر، علماً أنّ التحضيرات للمؤتمر كانت جارية على قدم وساق داخل «المستقبل» بعد إعلانه عنه منذ أشهر عدّة، فضلاً عن تأكيد الوزراء والنوّاب المحسوبين عليه أنّ هذا «الحدث المهمّ» سيتمّ في موعده.

وتزامن هذا التأجيل مع سفر الحريري إلى السعودية، فيما ربطت مصادر مستقبلية مجدّداً عودته إلى بيروت بـ «الأوضاع الأمنية».

إلاّ أنّ أوساط تيار «المستقبل» توحي، إلى حدّ التصريح، أنّ السبب الحقيقي لتأجيل المؤتمر هو خشية حصول «انتفاضة» داخل المؤتمر وحصول انشقاق علني رسمي لأنصار ريفي، واصفة الأخير بأنه «مغرور جداّ»، معتبرةً أنه «لم يعد يرى قدميه على الأرض، ورأسه حامياً جداً وهو لن يتوقف عما ما بدأه من حركة اعتراضية على سياسة تيار المستقبل ولا سيما على مواقف الحريري الذي يتهمه ريفي بالخروج عن مبادئ 14 آذار ونهج والده الراحل رفيق الحريري».

وتشير الأوساط المقرّبة من الحريري، إلى أنّ عدداً من قيادات «المستقبل» حاولوا، وبإيعاز من الحريري، بينهم وزراء ونوّاب، التواصل مع ريفي لإصلاح الأمور مع رئيس التيار، إلا أنه كان إما «يرفض الحديث في هذا الموضوع إو إجابة محدِّثه بحدّة رافضاً التواصل مع الحريري».

وإذا كان بعض «المستقبليين» حائراً في فهم سلوك ريفي، فإنّ الأوساط نفسها تتهم ريفي بأنه «يدور في فلك حزب الله، وأنه يتفق مع الحزب المذكور على زعزعة تيار المستقبل، كما هو واضح من إعلام الحزب، وأنّ ريفي يسعى بكلّ جهد، مدعوماً من دولة خليجية وبعض صقور قوى 14 آذار لإزاحة الحريري، ولو سيؤدّي ذلك إلى خلخلة تياره بقوّة».

وتلفت الأوساط في هذا المجال إلى أنّ ريفي ومعه بعض قيادات «14 آذار» ينتقدون الحريري بعنف على بعض مواقفه، ولا سيما ترشيح النائب سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، قاصدين بهذه الانتقادات السلبية، ضرب صدقية الحريري أمام جمهوره وانفضاضه من حوله، وذلك لدعم سياسات خصوم الحريري في «14 آذار» وتوجهاتهم المتطرفة من خلال رفض أيّ حوار داخلي للوصول إلى تفاهمات على حلول للأزمات القائمة كرئاسة الجمهورية وتفعيل عمل الحكومة والمجلس النيابي. وهذا ما بدا من رفض مدّ جسور التواصل بين اللبنانيين وتحديداً حزب الله، وذلك تماشياً مع سياسة تشويه صورته وعزله داخلياً وإقليمياً، مهما كانت النتائج السلبية الخطيرة لهذا التوجه.

وتضيف الأوساط إلى هذا العنوان، عنوانين آخرين لمواجهة ريفي الحريري: الأول هو أنّ ريفي اعتبر أنّ الحريري خذل مناصريه الطرابلسيين وتخلّى عنهم بعد توقف المعارك في عاصمة الشمال وعدم التدخل لإطلاق سراح مَن اعتقلتهم الأجهزة الأمنية منهم على خلفية تلك الاشتباكات.

والعنوان الثاني، هو أنّ سمير جعجع يعتبر أنّ ترشيح الحريري لفرنجية موجه ضدّه رداً على مصالحته مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، فضلاً عن أنّ ترشيح فرنجية يعتبره جعجع تحدياً شخصياً له، وبالتالي يسعى الأخير وريفي للردّ على الحريري بتشكيل تحالف ضده يضمّ جعجع وريفي مع صقور»14 آذار»، لكن البداية يجب أن تبدأ في تيار «المستقبل» وتحديداً في المؤتمر العام للتيار، الذي تمّ تأجيله…

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024